في تشاد.. يوم بلا إذاعة في "يوم الحرية والديمقراطية"

مقر إذاعة إف إم ليبرتي (الجزيرة)

نجامينا – فضل بني عبد الرزاق

أدان وزير الإعلام التشادي إعلان اتحاد الإذاعات الخاصة إجراء يوم بلا إذاعة احتجاجا على تعامل الشرطة مع وسائل الإعلام، واقتحامها لمقر إذاعة خاصة بالعاصمة (نجامينا).

وقال وزير الإعلام، محمد زين شريف، إن قرار الإضراب اتخذ من طرف واحد، وهو من عمل "الناشطين الصحفيين"، مشددا على أنه من واجب ومسؤوليات الإذاعات والتلفزيونات الخاصة الحياد، ولا يحق لهم استضافة أو التحريض على التظاهرات، التي منعتها الحكومة.

وكانت الشرطة في العاصمة (نجامينا) اقتحمت مقر إذاعة "الحرية إف إم"، واقتادت 31 صحفيا كانوا في مقرها، إلى منسقية الشرطة بنجامينا، وتم التحقيق معهم، ثم أطلق سراحهم بعد قضاء نحو 4 ساعات في مخافر الشرطة.

وقالت أيجيا علي في مقابلة مع الجزيرة نت إنها ما تزال تعاني من الصداع وحرقان في العين جراء الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته الشرطة في مقر الإذاعة قبيل اعتقالها مع 7 من زميلاتها الفتيات و23 صحفيا ينتمون لـ10 مؤسسات إعلامية كانوا يشاركون في دورة تدريبية داخل إذاعة "إف إم ليبرتي" (FM Liberty).

وقرر اتحاد الإذاعات الخاصة في تشاد، الذي يضم نحو 60 إذاعة خاصة تنظيم إضراب بوقف كامل لبث الإذاعات الخاصة، أمس الثلاثاء، يبدأ من الواحدة فجرا وينتهي في 12 ليلا.

وأكد رئيس اتحاد الإذاعات الخاصة في تشاد، ميكوندو سوني، للجزيرة نت أن الإذاعات المنضوية في الاتحاد، والتي يصل عددها نحو 60 عضوا قررت تنفيذ الإضراب لحماية المؤسسات الإعلامية، وحث الحكومة على وقف التجاوزات بحق الإعلام.

ويصادف الأول من ديسمبر/كانون الأول الذكرى 30 لسقوط نظام الرئيس حسين هبري ووصول الرئيس الحالي لتشاد إدريس ديبي إلى السلطة، وهو مسجل في دستور تشاد باعتباره يوم الحرية والديمقراطية.

وشهدت ساحة الأمة في العاصمة نجامينا الاحتفال الرسمي بالذكرى 30 لـ"يوم الحرية والديمقراطية"، حيث استعرض الجيش مختلف قطاعاته أمام رئيس الجمهورية إدريس ديبي والمسؤولين من مختلف القطاعات الحكومية؛ لكن الإذاعات الخاصة في العاصمة نجامينا لم تفرد تغطية للحدث.

إذاعة "جا إف أم"، وهي أول إذاعة غير حكومية في تشاد نشرت إعلانا تعتذر فيه للمستمعين عن وقف بثها طوال اليوم؛ تنفيذا لقرار اتحاد الإذاعات الخاصة بإجراء يوم بلا إذاعة.

وأعرب رئيس الهيئة العليا لوسائل الإعلام، جيودوني جونباي، عن أسفه لقرار اتحاد الإذاعات الخاصة الإضراب، واصفا إياه بالمتطرف وبأنه ضد روح التعاون التي ينشدها الجميع.

وفي تصريح للجزيرة نت قال مدير إذاعة إف إم ليبرتي، جيكورنينكا كواتار لاذار، إن الشرطة لا تملك إذنا بالتفتيش، ولا أمرا باعتقال الصحفيين، قائلا إن رجال الشرطة وصلوا على متن 4 سيارات لا تحمل أي منها لوحة تعريف. كما أن الأفراد لا يرتدون أي شارات تبين هويتهم كالاسم والرقم العسكري، ويرى لاذار أن ما قامت به الشرطة في هذا اليوم هو عمل لا صلة له بالقانون.

وعند سؤالنا له عما سيقومون به للمطالبة بتحقيق العدالة، قال إنه لن يتقدم إلى القضاء للمطالبة بأي حق؛ لأن القضاء في تشاد فاسد باعتراف الجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية، ولن يضيع وقته في هذا الأمر.

لكن الناطق باسم الشرطة التشادية بول مانقا قال في بيان صحفي إن الشرطة قامت بواجبها بطريقة مهنية وقانونية، ولم تنتهك حقوق أي شخص، وأنه لا مشكلة بين القوات الأمنية ووسائل الإعلام.

المصدر : الجزيرة