مصر.. معتقلو العقرب يدخلون في إضراب شامل عن الطعام

People walk past an Egyptian army tank positioned outside Cairo's Tora prison, March 23, 2014. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany
المعتقلون رددوا هتافات غاضبة ضد إدارة سجن طرة وقرروا الدخول بإضراب شامل عن الطعام حتى تلبية مطالبهم (رويترز)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

كشفت مصادر حقوقية، وأخرى من ذوي معتقلي سجن"طرة 1″ شديد الحراسة المعروف باسم "العقرب"، دخول معتقلي السجن سيئ السمعة، في إضراب شامل عن الطعام، منذ وفاة أحدهم السبت الماضي.

وتوفي مساء السبت، الصحفي المعتقل محمود عبد المجيد محمود صالح، داخل محبسه في سجن العقرب، وذلك جراء الإهمال الطبي المتعمد والبرد والجوع، حسب مصادر حقوقية.

وأوضحت المصادر أن المعتقلين بعد وفاة عبد المجيد، رددوا هتافات غاضبة ضد إدارة السجن، واتخذوا قرارا بالدخول في إضراب شامل عن الطعام حتى تلبية مطالبهم التي يرون أنها تعبر عن الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة.

وحسب مصادر حقوقية، فإن عدد المعتقلين الذين قرروا المشاركة في الإضراب يتجاوز 750 معتقلا، ومن المتوقع زيادتهم في حال لم تتجاوب إدارة السجن مع مطالب المضربين وتحد من تجاوزاتها في حقهم.

معاملة غير إنسانية
كشف أحد ذوي معتقلي "العقرب" -طلب عدم الكشف عن هويته أو هوية قريبه المعتقل- عن أن قرار الإضراب كان قيد الدراسة منذ فترة نتيجة إصرار السلطات على معاملتها غير الإنسانية لهم، إلا أن وفاة محمود عبد المجيد دفعت إلى اعتماده حتى لا تتكرر المأساة.

وحذر المصدر من وجود عدد من الحالات لمعتقلين مرضى وكبار سن، يُتخوف من أن تلقى المصير ذاته في حال لم تنتهِ الانتهاكات المرتكبة بحقهم.

 

وحسب المصادر الحقوقية، فإن إدارة سجن العقرب ما زالت تتعمد سحب وسائل التدفئة في برد الشتاء حيث يعاني المعتقلون من نقص الأغطية و"البطانيات"، ومصادرة الملابس الشتوية، وتقليل نسبة الطعام المقدمة لهم، ما يعرض المعتقلين للموت البطيء.

وأعلنت جهات حقوقية تضامنها الكامل مع معتقلي العقرب في إعلانهم الإضراب عن الطعام حتى وقف الانتهاكات والتجاوزات المرتكبة بحقهم، محملين وزارة الداخلية ومصلحة السجون وإدارة السجن المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتقلين فيه.

مطالب بالتحقيق
كانت أسر معتقلي العقرب قد أصدرت بيانا على خلفية وفاة عبد المجيد، تضمن 11 مطلبا، أبرزها المطالبة بفتح تحقيق عاجل فيما اعتبرته "جريمة قتل مروعة"، ومحاكمة عاجلة لرئيس مباحث السجن الضابط محمد شاهين، وفتح الزيارات المتوقفة منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر.

والجمعة الماضي، دشن نشطاء وحقوقيون مصريون حملة "البرد قرصة عقرب"، التي تستمر عشرة أيام، للتضامن مع معتقلي العقرب، في ظل ما يواجهونه من انتهاكات مضاعفة، فاقمتها برودة الشتاء القارس وطبيعة السجن القاسية.

وبحسب جهات حقوقية دولية ومحلية، فإن سجن العقرب، يعتبر أحد أسوأ السجون المصرية، ويشهد انتهاكات وتجاوزات مستمرة ومزمنة، تتمثل في منع الزيارة وعدم السماح بدخول أدوية أو مقتنيات النظافة الشخصية، فضلا عن إجراءات تعسفية تُتخذ بين الحين والآخر.

المصدر : الجزيرة