طلب شراء الكفن.. حملة إلكترونية لإنقاذ عالم مصري معتقل

عصام حشيش
عصام حشيش طالب إدارة السجن بشراء كفن له بسبب تردي وضعه الصحي ورفض الأمن تقديم العلاج الطبي له (مواقع التواصل)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

قالت مصادر حقوقية إن أستاذ الهندسة في جامعة القاهرة عصام حشيش طلب من إدارة سجن العقرب -المعتقل فيه حاليا- السماح له بشراء كفن على نفقته الخاصة "استعدادا للقاء ربه".

ونقلت التنسيقية المصرية لحقوق الإنسان وحملة باطل عن حشيش -القيادي في جماعة الإخوان المسلمين- هذه المطالبة، التي بررها "بتدهور حالته الصحية" وتعمد إدارة سجن العقرب الإهمال الطبي بحقه وسعيها لقتله بالبطيء.

ودشن نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي حملة للتضامن مع عصام حشيش، وأطلقوا وسم (#انقذوا_عصام_حشيش)، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه مراعاة لظروفه الصحية، مستحضرين ما هو متداول عن تعرض المعتقلين للقتل البطيء داخل السجون المصرية.

وتساءل بعضهم: هل من المقبول السكوت على مثل هذه التجاوزات، وانتظار موت المعتقلين واحدا تلو الآخر؟ في حين استحضر العديد من طلبة حشيش قصصا عن نبوغه وتميزه، وما له من قدر أكاديمي وبروز علمي في مجاله.

وعصام حشيش هو أستاذ اتصالات بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، وُلد عام 1955 في محافظة الغربية (شمال القاهرة)، وحصل على جائزة الجامعة التشجيعية عام 2004، وتم اختياره الأستاذ المثالي بجامعة القاهرة عام 2005، ونفذ مشروعات هندسية رائدة، كما كانت له مشروعات بحثية متنوعة، وأشرف على نحو خمسين رسالة علمية في الداخل والخارج.

واعتقل حشيش عامي 1981، و1995، ثم اعتقل على خلفية أحداث جامعة الأزهر بتهمة غسيل الأموال، وحُكم عليه بثلاث سنوات.

وعقب الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز 2013، اعتقل عصام حشيش من مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة.

غياب الأمل
مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي اعتبر طلب حشيش دليلا على حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في مصر، وكشفا عن حجم المعاناة التي يشتكون منها.
كما رأى في حديث للجزيرة نت أن هذا المطلب يكشف عن افتقاد المعتقلين أي بارقة أمل في تحسن أحوال السجون أو تغيرها، وأنه دليل يضاف إلى مئات الأدلة السابقة التي تدين النظام المصري ومؤسساته الأمنية.

ومنذ مطلع العام الحالي، توفي نحو 18 معتقلا داخل السجون -حسب مصادر حقوقية- آخرهم محمد مشرف، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة الخميس الماضي، داخل محبسه بسجن برج العرب، بسبب الإهمال الطبي، ليصل بذلك عدد المعتقلين الذين توفوا للسبب نفسه منذ الانقلاب العسكري 693 معتقلا.

وسبق أن توفي عدد من قيادات وأعضاء الإخوان داخل السجن بسبب الإهمال الطبي؛ أبرزهم الرئيس السابق محمد مرسي، والمرشد العام السابق محمد مهدي عاكف وعبد العظيم الشرقاوي وفريد إسماعيل ومحمد الفلاحجي وطارق الغندور.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي