"كرامة-بيروت" لأفلام حقوق الإنسان في دورته الرابعة.. تكلم معها

من حفل افتتاح المهرجان - الجزيرة نت
من حفل الافتتاح (الجزيرة)

عفيف دياب-بيروت

تشهد العاصمة اللبنانية بيروت بين الأول والخامس من يوليو/تموز الجاري حدثا ثقافيا وفنيا متميزا بالعناوين الإشكالية المفتوحة على نقاش واسع، التي طرحها مهرجان كرامة-بيروت لأفلام حقوق الإنسان في دورته الرابعة.

فالمهرجان السينمائي -الذي أصبح تقليدا سنويا تنتظره بيروت لما يلعبه من دور في فتح نقاش متشعب حول قضايا تحاكي حقوق الإنسان من زوايا مختلفة ومتنوعة- خصص دورته الرابعة للمرأة تحت عنوان "تكلم معها"، حيث عرض 24 فيلما تركزت على المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى موضوعات حقوق الإنسان الأخرى مثل حقوق اللاجئين والحرب والعنصرية.

وقد افتتح المهرجان بعرض الفيلم الروائي الطويل "بين بحرين" (88 دقيقة) بحضور مخرجه المصري أنس طبلة. ويروي الفيلم حكاية زيارة قصيرة تقوم بها زهرة لبلدتها في إحدى ضواحي القاهرة، تتعرض ابنتها لحادث مأساوي. تسعى زهرة بعده لاستعادة حق ابنتها كما تصر على إكمال تعليمها وتنوير المجتمع من حولها. ويسلط الفيلم الضوء على القضايا المجتمعية المختلفة التي تواجه النساء في المناطق الريفية بمصر.

المرأة أولا
وتقول مديرة البرامج في المهرجان ندى قندقجي للجزيرة نت إن ما ميز المهرجان في هذه الدورة هو تقديمه عددا أكبر من الأفلام مقارنة بدورات سابقة.

‪مديرة البرامج في مهرجان كرامة-بيروت ندى قندقجي: ما ميز المهرجان في هذه الدورة هو تقديمه عددا أكبر من الأفلام مقارنة بدورات سابقة‬ (الجزيرة)
‪مديرة البرامج في مهرجان كرامة-بيروت ندى قندقجي: ما ميز المهرجان في هذه الدورة هو تقديمه عددا أكبر من الأفلام مقارنة بدورات سابقة‬ (الجزيرة)

وتضيف أن من الأفلام التي عرضت بعد "بين بحرين"، فيلم "فتوى" للمخرج التونسي محمود بن محمود، وفيلم "يوم فقدت ظلي" للمخرجة السورية سؤدد كنعان، الذي يروي مآسي الحرب في سوريا من خلال يوميات امرأة.

ومن الأفلام الروائية القصيرة التي عرضت في المهرجان فيلم "وقعت على العريضة" للمخرج الفلسطيني مجدي فليفل. و"ضاع في المنتصف" للمخرج البلجيكي سين ديهانشتوتر. و"الحبل السري" للمخرج السوري الليث حجو، وفيلم "خيمة 56" للمخرج السوري أيضا سيف الشيخ نجيب.

كما عرضت أفلام وثائقية أبرزها "خادمة في الجحيم" للمخرج الدانماركي سورين كلوفيورك، و"ساعة التحرير دقت" للمخرجة اللبنانية هيني سرور، و"لا تتوقف أبدا" للمخرج التشيكي جيري زايكموند، وفيلم "الشاعرة" الذي يحكي قصة الشاعرة السعودية حصة هلال للمخرجين ستيفاني بروكهاوس وأندرياس فولف. وتقول قندقجي إن هذه الأفلام تتقاطع إلى حد كبير مع الموضوع الأساس وهو المرأة وحقوق الإنسان.

نقاش مفتوح
ويقول مدير المهرجان المخرج السينمائي هيثم شمص إن "كرامة" أراد في دورته الرابعة أن تكون المرأة عنوانه الرئيس. ويضيف للجزيرة نت أن النقاش والحوار حول قضايا المرأة في العالم العربي لا ينتهيان، وكان لا بد لنا من فتح هذا النقاش من خلال السينما وعرض الأفلام التي تحكي ما يعانيه مجتمعنا من صعوبات إن كان على صعيد حقوق المرأة أو حقوق الإنسان العربي ككل.

ويلفت شمص إلى أن المهرجان مستمر في تقديم رؤيته لحقوق الإنسان رغم كل الصعوبات، وأن جمهور المهرجان يكبر في كل دورة لما يقدمه من قضايا تمس مباشرة المشاهد والمتلقي على صعيد حقوقه الإنسانية.

ويقول في هذا الصدد مدير جمعية أمم للتوثيق والأبحاث لقمان سليم إن رفع أي منصة لواء حقوق الإنسان هو بحد ذاته أمر إيجابي. ويضيف للجزيرة نت أن مهرجان كرامة-بيروت يقرن حقوق الإنسان بعرض مجموعة من الأفلام السينمائية.

ويقول سليم إنه بمجرد أن يأتي الناس من تلقاء أنفسهم لمشاهدة هذه الأفلام، فهذا يعني أنها منتجات ثقافية تخاطب فضولهم.

ويرى هنا الممثل المسرحي زياد عيتاني أن هكذا مهرجانات تعطي مساحة للحريات الإبداعية ومخاطبة الإنسان العربي حول حقوقه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 

‪الممثل المسرحي زياد عيتاني: هكذا مهرجانات تعطي مساحة للحريات الإبداعية‬ (الجزيرة)
‪الممثل المسرحي زياد عيتاني: هكذا مهرجانات تعطي مساحة للحريات الإبداعية‬ (الجزيرة)

كرامة وحرية
ولكن هل نجح مهرجان كرامة في العالم العربي (لبنان والأردن وغزة واليمن وموريتانيا)؟ تقول مديرة مهرجان كرامة في الأردن سوسن دروزة إن الطريقة الأسهل للوصول إلى الجمهور ومخاطبته حول حقوقه هو عبر عروض السينما والفنون.

وتضيف للجزيرة نت أن مهرجان كرامة في العالم العربي "فتح النقاش والحوار حول حقوق الإنسان، واستضاف مجموعة من الأفلام العربية التي تناقش مواضيع الساعة، وواكب ثورات الربيع العربي واستدعى الشباب من قلب الثورات وحاورهم من خلال الأفلام".

وأشارت إلى أن أبرز المعوقات هي "كيف نستطيع أن نتكلم بحرية كاملة، وللأسف موضوع الحرية في عالمنا العربي شائك ومعقد، ومهرجان كرامة فتح النقاش. باختصار هي من حقوق الإنسان".

المصدر : الجزيرة