300 يوم على اختفاء مصطفى النجار.. قصة مصرية موجعة

مصطفى النجار
مصطفى النجار أحد رموز ثورة 25 يناير 2011 اختفى منذ نحو 10 أشهر والنظام المصري ينفي علمه بمكانه (وكالات)

كريم عادل-القاهرة

ثلاثمئة يوم من المعاناة والألم في منزل المعارض المصري البارز مصطفي النجار، بعد إعلان أسرته اختفاءه قسريا في 28 سبتمبر/أيلول 2018، فما بين دعوات أم مكلومة وزوجة مثابرة وأطفال حائرين ما زالت مصر تترقب ظهور السياسي الشاب من بين طيات الغياب.

والنجار طبيب أسنان، وكان نائبا في مجلس الشعب (البرلمان) المصري في الفترة بين عامي 2011 و2012، وهو أحد مؤسسي حزب العدل، ومن أبرز الرموز الشبابية لثورة 25 يناير 2011، وتنفي السلطات المصرية توقيف النجار أو علمها بمكانه.

واختفى النجار في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتقول زوجته إنه شوهد للمرة الأخيرة في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث أخبرها في آخر مكالمة بينهما أنه كان في مدينة أسوان (جنوبي البلاد)، وأنه سيعود قبل جلسة محاكمته في القضية المعروفة باسم "قضية إهانة القضاء".

ولم تتوان أسرته عن النشر طيلة تلك الأيام التي يصفونها بالموجعة، وأشد ما فيها بحسب والدته هي عدم الرد من أي جهة عن سؤالها الموجع لقلبها "أين ابني؟".

وتقول والدته أم الفاروق في تدوينه على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "سلاما عليك يا مصطفى أينما كنت سلاما مني ومن زوجتك وأولادك وإخوتك وكل أحبابك، ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى وندعوه أن يحفظك".

صبر زوجة
أما شيماء علي عفيفي زوجة النجار فنموذج نسائي للمعاناة في مصر بسبب فقد زوجها، وقد سعت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتدوين تفاصيل اختفاء زوجها ودعوة الناشطين والمنظمات الحقوقية لتبني قضيته.

واتخذت التعليقات التي تتابع شيماء تدوينها يوميا منذ الاختفاء البعد الإنساني، فتارة تتحدث عن افتقاد الزوج المحب وتارة عن والد أطفالها الحنون، ودائما ما كانت تساؤلاتها مثار تعاطف واسع بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وتحدثت عن غيابه في ذكرى زواجهما الـ 14 الذي صادف 11 يوليو/تموز الجاري، معربة عن حزنها لفقده ومجددة الأمل في الله أن يرجع لها وتخلت عن وسم الحملة الشهير #مصطفي_النجار_فين، لتضيف وسما جديدا #مصطفي_النجار_راجع_بإذن_الله.

ودشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمهتمين بحقوق الإنسان وسما تحت عنوان "مصطفى النجار فين؟"، لمطالبة السلطات المصرية بالكشف عن مكان الناشط السياسي المختفي منذ نحو عشرة أشهر.

وفي اليوم الثلاثمئة لاختفاء النجار نشرت زوجته مقطع فيديو لطفله سهيل يتساءل عن سبب غياب والده، وعلقت "النهاردة (اليوم).. 300 يوم على اختفاء مصطفى، من حق سهيل يعرف باباه فين (مكان أبيه)، من حقي أعرف زوجي فين (أين)، مصطفي النجار فين (أين)؟!".

ووصل عدد حالات الاختفاء القسري في مصر منذ عام 2013 حتى أغسطس/آب 2017 إلى خمسة آلاف وخمسمئة حالة، وفق تقديرات مؤسسة الشهاب لحقوق الإنسان.

المصدر : الجزيرة