معظمهم إيزيديون ومسيحيون.. اللاجئون العراقيون في ألمانيا

أكثر من 97 ألف طالب لجوء عراقي وصلوا ألمانيا عامي 2015 و2016 .
عدد العراقيين الذين فروا إلى ألمانيا بلغ نحو ثلاثمئة ألف (الجزيرة)

سليم سليم-برلين

العراقيون هم ثاني الجنسيات التي حصلت على حق الحماية في ألمانيا بعد السوريين وقبل الأفغان، ذلك ما كشفته إحصائية نشرها مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا مؤخرا.
 
وبينت الإحصائية أن نحو 138 ألف عراقي حصلوا على حق الحماية في ألمانيا.

وذكر المكتب أن الأسباب الإنسانية هي أكثر ما يدفع الباحثين عن حماية للقدوم إلى ألمانيا، وحصل نحو 1.3 مليون منهم من أصل 1.8 مليون وصلوا البلاد لغاية نهاية 2018 على أحد أنواع الحماية بحسب الإحصائية.

العبيدي بعد سنوات من المعاناة حصل على حق اللجوء السياسي في ألمانيا (الجزيرة نت)
العبيدي بعد سنوات من المعاناة حصل على حق اللجوء السياسي في ألمانيا (الجزيرة نت)

رحلة الموت
ويروي اللاجئ العراقي عارف العبيدي (41 عاما) تجربته في اللجوء لألمانيا التي استغرقت أشهرا بعد هروبه وعائلته من العراق عام 2014 عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من البلاد، وبعد تعرضه لمضايقات من مليشيات عراقية مسلحة وصلت إلى حد التهديد بالقتل اضطر للهرب من البلاد.

ونتيجة لتلك الممارسات -التي شكلت خطرا عليه وعلى زوجته وأطفاله- قرر العبيدي في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مغادرة البلاد إلى أوروبا عبر تركيا التي أقام فيها شهرا، قبل أن يبدأ رحلة الموت كما يصفها للجزيرة نت.

الرحلة -التي بدأت في العشرين من ديسمبر/كانون الأول 2014 من مدينة أدرنة التركية للعاصمة البلغارية صوفيا ثم إلى بلغراد فبودابست- لم تخلُ من ظروف أقل ما يقال عنها إنها غير إنسانية، فقد عانى وعائلته، ولا سيما طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز حينها ثلاثة أشهر، وتهددها الموت جوعا لنقص الحليب لثلاثة أيام كاملة، فضلا عن عشرات الآلاف من الدولارات التي أنفقها العبيدي وصولا لألمانيا.

وفي ألمانيا التي وصلها في 24 مارس/آذار 2015 مع بدء توافد اللاجئين، وجد العبيدي ضالته بظروف أكثر إنسانية من دول أوروبية أخرى، إلا أنه بقي يعاني لأشهر عدة نتيجة رفض طلب لجوئه، قبل أن يطعن على القرار، ويقدم الإثباتات اللازمة بشأن تعرضه للخطر باعتباره معارضا، لكونه كان رئيس تحرير لصحيفة "سما العراق" حتى حصل على حق اللجوء السياسي في نهاية 2016.

وبعد سنوات من الإقامة في ألمانيا، يشعر العبيدي بالأمن والاستقرار بعيدا عن المخاطر والتهديدات التي تعرض لها في بلده الأم، وتعلم اللغة الألمانية، وأتم متطلبات الاندماج، ويعمل بتصدير الأجهزة الكهربائية، بل إنه ينشط طوعيا من خلال مؤسسة بابليون التي أسسها للدفاع عن حقوق العراقيين المرفوضين من خلال تنظيمه مظاهرات في دول أوروبية عدة.

وبحسب إحصاءات منظمة حقوق الإنسان العراق في ألمانيا، بلغ عدد اللاجئين العراقيين حتى عام 2019 نحو ثلاثمئة ألف لاجئ، أغلبيتهم من شريحة الشباب.

وبلغت نسبة اللاجئين الذين تم قبولهم من العراقيين -بحسب المنظمة- نحو 40%، وأغلبيتهم من الطائفة الإيزيدية والمسيحيين والشبك والصابئة، في حين أتت النسبة الأقل من المسلمين.

شعار المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء بمدينة دريسدن الألمانية (الجزيرة نت)
شعار المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء بمدينة دريسدن الألمانية (الجزيرة نت)

أخطاء جسيمة
وانتقد الأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان الألمانية العراقية في برلين مصطفى العلي القيسي تعامل مكتب الهجرة الاتحادي مع ملف اللاجئين العراقيين، سواء برفض أعداد كبيرة منهم أو الانتقائية التي يتبعها في قراراته.

وقال القيسي إن التعامل مع ملف اللاجئين العراقيين سيئ، ولم يخلُ من أخطاء جسيمة وصلت لحد الفضائح.

وأضاف أن "عراقيين يأتون من مناطق معروفة بالخطيرة كمحافظة ديالى (شرقي العراق) التي تنتشر فيها المليشيات المدعومة من إيران رفضت طلبات لجوئهم، في حين منح حق اللجوء لأفراد قدموا من مناطق في جنوبي العراق (تعد آمنة)".

وبشأن الطلبات التي تم قبولها، أوضح القيسي أن أغلبية اللاجئين حصلوا على حماية فرعية من قانون اللجوء الإنساني حسب المادة 60، وهو ما يحتم عليهم العودة للبلاد حال تغير تصنيف الوضع هناك، في حين أن القليل قد حصلوا على اللجوء السياسي.

أما فيما يتعلق باللاجئين العراقيين المرفوضة طلباتهم فيلفت القيسي إلى أن كثيرين منهم يعانون من ضغوط نفسية، ويخشون من إرجاعهم عنوة إلى "جحيم العراق"، خصوصا أولئك الذين سيتعرضون للملاحقة.

وقد دعت منظمة حقوق الإنسان الألمانية العراقية الحكومة الألمانية إلى إعادة النظر في المرفوضين وإعطاء من يستحق منهم حق اللجوء الإنساني، والسماح لهم بلم شمل عائلاتهم والعمل على إدماجهم في المجتمع الألماني.

المصدر : الجزيرة