حقوقيتان عربيتان من الاعتقال إلى "الأكثر تأثيرا" لعام 2019

اليمنية رضية المتوكل والسعودية لجين الهذلول
السعودية لجين الهذلول واليمنية رضية المتوكل أضحتا أيقونتين حقوقيتين بارزتين (الجزيرة)
فريدة أحمد

ضمت قائمة مجلة "تايم" الأميركية لأكثر مئة شخصية تأثيرا في العالم لعام 2019 خمس شخصيات عربية أو من أصول عربية، من بينهم امرأتان هما السعودية لجين الهذلول واليمنية رضية المتوكل.
 
المفارقة في الأمر، أنه في الوقت الذي يرد فيه اسم "لجين الهذلول" كأحد الأشخاص الأكثر تأثيرا في العالم تقبع داخل المعتقل منذ عشرة أشهر، وتواجه "رضية المتوكل" المخاطر كل يوم بسبب كشفها عن الخسائر البشرية للحرب في اليمن.
 
الهذلول
الهذلول ناشطة نسوية سعودية، اعتٌقلت منذ مايو/أيار 2018، على خلفية نشر مقاطع فيديو لها وهي تقود السيارة قبل السماح للنساء بذلك في المملكة.
 
هي من أبناء منطقة القصيم، وقد أمضت سنوات عديدة من طفولتها في فرنسا. ووالدها الضابط بالبحرية الملكية السعودية وقف إلى جانبها في حملتها للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة، وقام بتصويرها عندما قادت السيارة لأول مرة.
 
بدأت لجين بالعمل ضد الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة عام 2012 عبر تطبيق "كيك" الذي يسمح بتصوير مقاطع فيديو لمدة ثلاثين ثانية، وشاركت إلى جانب الجيل الثاني من الناشطات المطالبات برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، أمثال منال الشريف ووجيهة الحويدر، ونشرت مقطع فيديو عبر تويتر لهذا الغرض شاهده أكثر من ثلاثين مليون شخص.
 
كانت تعيش في الإمارات، تقود السيارة بحرية بعد حصولها على رخصة قيادة معترف بها في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وصلت إلى المعبر الحدودي بين الإمارات والسعودية.

لم تعرف سلطات المعبر كيف تتعامل معها، وانتظرت 26 ساعة على المعبر إلى أن أتت الأوامر من وزير الداخلية السعودي شخصيا، وألقي القبض عليها، طبقا لــ "بي بي سي".
أمضت لجين 73 يوما بالسجن في المنطقة الشرقية في وقت كانت المحاكم تنظر في توجيه تهمة تقويض الأمن الوطني لها بموجب قوانين محاربة الإرهاب، ولدى الإفراج عنها طلبت السلطات منها التوقيع على تعهد بعدم التطرق لموضوع قيادة المرأة للسيارة لكنها تعهدت فقط بعدم التحدث عن الموضوع عبر مقاطع فيديو.
ومنذ ذلك الحين توقفت لجين عن قيادة السيارة في السعودية لكنها استمرت في الدعوة إلى رفع الحظر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
 
بفضلها وبفضل آخرين، صدر قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، وبدأت لجين في تكريس جهودها للدفاع عن حقوق المرأة الأخرى مثل قانون ولاية الرجل على المرأة من خلال حساباتها عبر مواقع التواصل.
 
وفي 18 مايو/أيار 2018 ألقي القبض على لجين، بحسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الرسمية التي أكدت أنّ رئاسة أمن الدولة ألقت القبض على سبعة أشخاص بتهمة التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة وكانت لجين من ضمنهم.
 
لم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد تحدثت عدة وسائل إعلامية عن إجبار السلطات الفنان الكوميدي فهد البتيري (زوج الهذلول) تطليقها، ونقلت واشنطن بوست أن البيتري اختطف من غرفته في فندق بالأردن، ونُقل إلى بلاده بعد شهرين من إلقاء القبض على زوجته.
 
وأعلنت علياء شقيقة لجين -على صحفة الرأي في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية- أن شقيقتها تتعرض لمختلف أشكال التعذيب والإساءة البدنية والنفسية منذ بدء اعتقالها حتى اليوم.
 

رضية المتوكل 

ناشطة في مجال حقوق الإنسان في اليمن، أسست منظمة "المواطن" لحقوق الإنسان منذ أربعة سنوات، وتحديدا مع بداية حملة "عاصفة الحزم" ضد اليمن.
 

تخرجت رضية محمد عبد الملك المتوكل في كلية الإعلام قسم العلاقات العامة عام 1998، ثم حصلت على دبلوم دراسات نسوية من مركز الدراسات النسوية والأبحاث التطبيقية عام 1999، وماجستير علوم سياسية عام 2006.

وثقت "المواطن" انتهاكات جميع أطراف النزاع، بما في ذلك قوات الحكومة وقوات التحالف العربي المدعوم من الولايات المتحدة بقيادة السعودية والإمارات، فضلا عن الحوثيين. ووثقت تقارير المنظمة الأخيرة دور الأسلحة الأميركية والأوروبية في النزاع اليمني، والغارات الجوية السعودية والإماراتية على المواقع المدنية، واستخدام الحوثيين للألغام الأرضية والقصف العشوائي.
 
واجهت المتوكل وزميلها المساعد عبد الرشيد الفقيه اعتقالات وهجمات ومضايقات من جانب كل من الحوثيين والتحالف السعودي الإماراتي رداً على تقارير المنظمة، بحسب هيومن رايتس.
 
عام 2004 تفرغت للعمل بمجال حقوق الإنسان من خلال المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات، فبدأت من خلالها العمل ضد حرب صعدة بشمال اليمن، وضد الاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية التي حدثت آنذاك على خلفية الحرب من قبل حكومة علي عبد الله صالح، كما جاء على موقع مواطنة الذي ترأسه حاليا.
 
عام 2011 عملت رئيسة لمنظمة مواطنة وبالتعاون مع منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش لتوثيق وتسليط الضوء على انتهاكات حكومة صالح للاعتصامات السلمية التي حدثت ضده آنذاك في أكثر من محافظة، وكذلك ضد انتهاكات مختلف الأطراف المسلحة في مختلف أرجاء البلاد.
  
ومنذ 2015 عملت رئيسة لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان، والتي توسعت ليكون لديها باحثون ميدانيون في 18 محافظة، وتضم حالياً فريقا مكونا من ستين شخصاً نصفهم نساء، وتقوم المنظمة على رصد وتوثيق ميداني مكثف لانتهاكات حقوق الإنسان من مختلف أطراف الصراع، حيث أصدرت بيانات وتقارير وأفلاما وثائقية موجودة على موقع المنظمة بالعربية والإنجليزية.
 
وفي النصف الأول من 2017 سافرت رضية في رحلة مناصرة إلى العديد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وقد شاركت في الكثير من اللقاءات والفعاليات الدولية المهمة، من ضمنها تقديم إحاطة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 30 مايو/أيار 2017، لتكون أول يمنية تقدم إحاطة في هذا المجلس كما أنها ساهمت في الدفع باتجاه تبني مجلس حقوق الإنسان في دورته 36 بجنيف آلية دولية للتحقيق في انتهاكات جميع أطراف الحرب في اليمن.
 
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، اختيرت المتوكل من قبل عدد من المنظمات الحقوقية "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مؤسسة مهارات، مركز الخليج لحقوق الإنسان بالتعاون مع شبكة آيفكس" مدافعة عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، ضمن حملة "دعم مدافعي حقوق الإنسان وحرية التعبير".
 
المصدر : الجزيرة