بالفيديو.. أب مكلوم يناشد "صورة" السيسي إظهار ابنه المختفي

عبد الرحمن محمد-الجزيرة نت

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مواطنا مصريا وهو يناشد صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ويستغيث به، للإفصاح عن مكان نجله المختفي قسريا وإعادته إليه.

وفي مقطع فيديو مدته 10 دقائق حاول الأب المكلوم عبد العاطي محمد سرحان إظهار ما يعانيه من لوعة وأسى في ظل غياب ابنه محمد الذي اختطف على يد قوات أمن (لم يحدد موعد اختطافه)، ولم تفلح كل محاولاته للوصول إليه.

ونشر عبد العاطي مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الاثنين بعد فشله في مقابلة السيسي، ويظهر فيه وهو ممسك بصورة ابنه المختفي ومخاطبا صورة كبيرة للرئيس المصري ملصقة على الحائط، ويطالبه بالإفراج عن نجله محمد.

عبد العاطي سرحان من مدينة ههيا الريفية بمحافظة الشرقية (دلتا النيل)، أكد في المقطع الفيديو أنه إنسان أرزقي (عامل بأجرة يومية)، وأن التحريات أثبتت أنه وابنه الوحيد بعد موت اثنين آخرين من أولاده "محترمان وفي حالهما".

وشدد على أن ابنه المختفي محمد يحمل شهادة في الخدمة الاجتماعية و"ما بيفهمش حاجة وغلبان"، في دلالة على بعده عن السياسة، وتم اختطافه من الشارع.

وفي مشهد استجدائي مؤثر، قبّل عبد المعطي صورة قدم ويدي السيسي، مكررا أكثر من مرة أنه "مواطن صالح يحب مصر ويحبه"، مناشدا إياه السماح له بلقائه ليعرض عليه مظلمته المتمثلة في اختفاء ابنه.

وفي حالة انهيار وبكاء قال الأب المكلوم "خد نور عني الاثنين بس خليني أشوف ابني"، لافتا في سياق حديثه إلى أنه يقوم بهذا الصنيع بعد حيرة شديدة وافتقاده أي سبيل آخر للوصول إلى ابنه.

واقع مؤلم
مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان المحامي خلف بيومي قال إن "الواقع الأليم الذي يعيشه ذوو المختفين قسريا -خاصة في ظل طول فترة الغياب وعدم استجابة النيابة العامة للتحقيق في البلاغات المرسلة- يؤدي بهم في النهاية إلى أي مسار يرونه أو يقترحه عليهم أحد للوصول إلى ذويهم".

ورأى بيومي في حديثه للجزيرة نت أن هذا المقطع يعبر عما في صدور عدد كبير من الأهالي الذين يريدون طرق كل الأبواب واللجوء إلى كل المسؤولين للعثور على ذويهم.

لكنه شدد في السياق ذاته آسفا على أن النظام القائم وأجهزته الأمنية لا يتأثران إطلاقا بمثل تلك المطالبات، وأنه لو كان هناك مجال للتأثر لدفعهما منظر الدماء واستغاثات المعذبين في السجون لتغيير سياستهما في حقهم.

وفي تصريحات سابقة، كشف بيومي عن أن ما تم توثيقه من المختفين قسريا منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز 2013 وحتى مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي تجاوز ستة آلاف شخص.

وقالت حملة "أوقفوا الاختفاء القسري" في أغسطس/آب الماضي إن 1856 شخصا تعرضوا للاختفاء القسري منذ أن عكفت على توثيق حالات الاختفاء منذ أغسطس/آب 2015، وظهر أغلبهم لاحقا أمام جهات التحقيق المختلفة.

ووثقت مجموعة العمل المصري في تقرير حديث لها 63 حادث اختفاء قسري، وظهرت لاحقا جثث المختفين في بيانات للجيش أو للشرطة ادعت أنهم قتلوا خلال اشتباكات مع قوات الأمن.

في المقابل، تنفي السلطات المصرية وجود حالات اختفاء قسري بمقارها الأمنية، مؤكدة أن ذلك ادعاءات، وأي حدوث لذلك يواجه بالقانون.

والاختفاء القسري -حسب تعريف القانون الدولي لحقوق الإنسان- يعني اختطاف شخص أو سجنه سرا على يد دولة أو منظمة سياسية أو طرف ثالث لديه تفويض أو دعم من دولة بغرض وضع الضحية خارج حماية القانون.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي