رفض عسكري للإفراج عنه.. مظاهرات بالضفة نصرة للأسير سامر عربيد

تظاهرات بالضفة الغربية تضامنا والاسير عربيد
متظاهرون فلسطينيون يساندون الأسير سامر عربيد المعتقل في سجون الاحتلال (الجزيرة)

عاطف دغلس-نابلس

قال محامي مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إن المحكمة العسكرية الإسرائيلية رفضت في جلسة عقدتها يوم الأربعاء الطلب المقدم لإطلاق الأسير سامر عربيد.

وأضاف المحامي في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن جلسة ستعقد اليوم الخميس لتمديد توقيفه.

وأوضحت مؤسسة الضمير أن التقارير الطبية التي تحصلت عليها أظهرت أن "هناك تحسنا طفيفا على حالة المعتقل الصحية وهو في وضع مستقر".

وكان عشرات الفلسطينيين من مختلف القوى والفصائل الوطنية والإسلامية قد تظاهروا بمدينة نابلس ومدن أخرى بالضفة الغربية نصرةً للأسير الفلسطيني سامر عربيد المعتقل في سجون الاحتلال والذي يعيش "الموت البطيء" بعد اعتداءات سلطات الاحتلال عليه خلال التحقيق معه ونقله للمستشفى.

وتأتي هذه الفعالية التي نظمت مساء الثلاثاء عند دوار الشهداء وسط نابلس بدعوة من الأسرى المحررين تزامنا مع فعاليات عديدة أقيمت تضامنا مع الأسير عربيد والأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري وخاصة الأسير طارق قعدان المصرب منذ أكثر من 60 يوما.

وعلى وقع هتافات وطنية استنهض المعتصمون كل الفلسطينيين للذود بأرواحهم دفاعا عن الأسرى ووقف معاناتهم، ووجهوا رسائل عدة حملوا فيها الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير عربيد وحياة الأسرى الآخرين لا سيما المضربين عن الطعام، كما دعوا للتوحد وإنهاء الانقسام كأول خطوة للانتصار للأسرى وتحقيق حريتهم.

مواجهة مباشرة
وعلى الأرض طالب المتظاهرون بالمواجهة المباشرة مع الاحتلال ونقل المعركة للشارع ومناطق الاحتكاك عند الحواجز والجدار العازل كأفضل وسيلة للضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى ووقف اعتداءاته عليهم، وطلبوا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارة الأسير عربيد والأسرى الآخرين والتحقيق في آليات التعذيب التي يستخدمها الاحتلال والضغط عليه لوقفها.

وناشد مدير نادي الأسير الفلسطيني بمدينة نابلس رائد عامر في كلمة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الفلسطينية والعالمية والمجتمع الدولي لجم الاحتلال عن انتهاكاته بحق الأسرى عبر حملة إعلامية بفلسطين وخارجها تسلط الضوء على معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية بكل أشكالها وليس فقط ما يجري في مراكز التحقيق كما جرى مع الأسير سامر عربيد.

ودعا القيادي في حركة فتح تيسير نصر الله للتعالي على الجراح والارتقاء بالعمل النضالي والمقاوم للوصول لتضحيات الأسرى، وقال إنهم يواجهون السجان الإسرائيلي وصلفه بإرادة لا تلين بأمعائهم الخاوية عبر إضرابات عن الطعام من أجل انتزاع حقوقهم.

وكانت فعاليات عدة نظمت بمدن جنين ونابلس ورام الله والقدس تضامنا مع الأسير عربيد، فضلا عن حراك كبير في مواقع التواصل الاجتماعي.

واشتبك طلبة من جامعة بيرزيت مع جنود الاحتلال بمواجهات شمال مدينة رام الله، وقمع الاحتلال فعالية أمام مشفى هداسا بمدينة القدس، كما اقتحمت فتيات متضامنات مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة، واستنكرن "تقاعسه" في متابعة حالة الأسير العربيد.

الموت البطيء
اعتقل الأسير سامر عربيد (44 عاما) الأربعاء الماضي من مكان عمله عبر عملية نفذتها وحدات إسرائيلية خاصة وتعرض للضرب المبرح أمام زوجته.

واشتكى الأسير عربيد أمام القاضي العسكري الإسرائيلي في اليوم التالي لاعتقاله، حسب محامي مؤسسة الضمير الحقوقية، من آلام في صدره، وقال إنه لا يستطيع الابتلاع ويتقيأ باستمرار، بالإضافة إلى وجود آثار للضرب على جسمه ورقبته، غير أن قوات الاحتلال تجاهلته ولم تنقله إلى المستشفى بشكل عاجل، بل استمرت في تعذيبه.

وحسب نادي الأسير الفلسطيني ومؤسسات حقوقية وأخرى ناشطة بمجال الأسرى محلية ودولية، فإن الأسير عربيد تعرض بقرار من محكمة الاحتلال لتحقيق عسكري تفوق فيه أشكال التعذيب ووسائله عمليات التحقيق العادية، وأنه تم شبح الأسير (ربطه من اليدين والرجلين) بطرق عدة والاعتداء عليه بالضرب المبرح وسط تهديد جدي لحياته، وأن أكثر من ضابط عسكري كان يشرف على التحقيق معه.

وتضيف المصادر نفسها أن الأسير عربيد الذي يحرم من زيارة محاميه، يقبع منذ الجمعة الماضي في مستشفى هداسا بمدينة القدس في حالة غيبوبة كاملة ويحمل إصابات وكسور في أضلاعه وفشل كلوي أصيب به خلال التحقيق معه.

ويتهم الاحتلال الأسير سامر عربيد وأسرى آخرين بالوقوف خلف عملية عين بوبين قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية والتي نفذت قبل أكثر من شهر ونصف الشهر وأدت لمقتل مستوطنة وجرح مستوطنين آخرين.

المصدر : الجزيرة