ووتش: اعتقالات تعسفية بالسعودية وتجاهل لسيادة القانون

أكدت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية اعتقال السلطات السعودية في اليومين الماضيين الناشطة في حقوق المرأة سمر بدوي والناشطة في المنطقة الشرقية نسيمة السادة.
سمر بدوي ونسيمة السادة أبرز المعتقلات في السعودية (ناشطون)

أكدت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية اعتقال السلطات السعودية في اليومين الماضيين الناشطة في حقوق المرأة سمر بدوي والناشطة في المنطقة الشرقية نسيمة السادة.

وقالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش إن اعتقال سمر بدوي ونسيمة السادة يشير إلى أن السلطات السعودية ترى أي معارضة سلمية تهديدا لحكمها الاستبدادي.

ودعت حلفاء وشركاء السعودية إلى التساؤل عن المعنى الحقيقي للإصلاح في بلد يتجاهل سيادة القانون، بعد الاعتقالات التعسفية الأخيرة لرجال أعمال وناشطات حقوق المرأة ورجال الدين الإصلاحيين.

أما مديرة بحوث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لينا معلوف فقالت إن اعتقال السلطات السعودية الناشطتين دليل إضافي على حملة قمع تجري في المملكة بلا هوادة.

وأشارت معلوف إلى أن الناشطتين استُهدفتا عدة مرات من قبل، وتعرضتا للمضايقة، ومنعتا من السفر بسبب نشاطهما في مجال حقوق الإنسان.

وقالت معلوف إن القيادة السعودية الجديدة تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سحقت أي مجال لوجود مدافعين عن حقوق الإنسان.

وأعلن ناشطون في وقت سابق أن السلطات السعودية اعتقلت الناشطتين ليلة الثلاثاء، مما أثار موجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنا مع إعراب المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن قلقها من استمرار اعتقال الناشطين.

ونشر حساب "معتقلي الرأي" عبر تويتر تغريدة قال فيها إن الاعتقالات تمت بمداهمة منازلهن وترويع السكان.

وأثارت هذه الاعتقالات موجة احتجاج عبر تويتر، حيث علق رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي قائلا "حينما اعتقلت لجين وعزيزة وإيمان، وتوالت بعدهن الاعتقالات، كان البعض -في سياق التفكير حول ما يجري في البلد- يتساءل عما إذا كانت الاعتقالات ستمتد لأخريات بارزات مثل سمر بدوي ونسيمة السادة وغيرهن. وهذا تساؤل منطقي، فلماذا تأخر اعتقالهن المتوقع؟"

كما قال المغرد علي أميري من السعودية "لم يكن المصلحون في يوم أعداء لأوطانهم أبدا".

مداهمة وترويع
وتساءلت الدكتورة حصة الماضي في تغريدة: هل اعتقال سمر بدوي ونسيمة السادة لأنهما لم تكونا "مطبّلات" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووالده؟

واعتبر المغرد عبد الله الزهوري أن "مسيرة الإصلاح السلمانية"، ومظاهر عهد الانفتاح الجديد تستمر في اعتقال الأصوات النسائية المعتدلة لتقضي على آمال تحسين ملف حقوق المرأة المثقل بأنظمة وقوانين تستعبد المرأة وتبقيها في حالة قاصر أبدية، بحسب تعبيره.

أما مؤسس منظمة "كويت ووتش لحقوق الإنسان" نواف الهندال فقال "سمر بدوي يا صديقتي كوني كما عهدتك قوية بالحق وصابرة على الظلم. قريبا ستخرجين أنت والجميع بسلام. الله يحميكم، قلوبنا ودعواتنا معكم في زنازينكم".

ومن البحرين، قالت مغردة تدعى نيرمي إن نسيمة السادة اعتقلت بعد أن ناصرت الكثيرين، وأصبحت بلا ناصر ولا معين غير الله، وأضافت "هكذا هو حال جميع الفئات في هذا البلد حتى المرأة لا تسلم. مخالفون لأحكام الإسلام إن ادعوا الحكم الإسلامي، ومخالفون للأنظمة الإنسانية العالمية إن ادعوا بها".

من جهة أخرى، أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من استمرار اعتقالات الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في السعودية، واعتبرت ما يجري دليلا على أنه لا إصلاحات حقيقية في السعودية في مجالي الحقوق المدنية والسياسية. 

المصدر : الجزيرة