الخيانة.. آخر فصول التهم لنشطاء السعودية

تصميم نشرته حسابات سعودية مؤيدة للسلطات تصف المعتقلين بالخيانة (مواقع التواصل الاجتماعي)
تصميم نشرته حسابات سعودية مؤيدة للسلطات تصف المعتقلين بالخيانة (مواقع التواصل الاجتماعي)

محمد غلام

يمنة ويسرة توزع السلطات السعودية الاتهامات من الخيانة، وتجاوز الثوابت الوطنية، والخروج على ولي الأمر، وإثارة الفتنة والتحريض، وإنشاء جمعية غير مرخص لها، وخرق "قانون مكافحة جرائم المعلوماتية".

غير أنه يمكن أن تعتقل أحيانا دون سبب واضح، ويمكن أن يزج بك وراء القضبان حتى بمجرد الصمت.

تلك هي السعودية في نسختها الجديدة ممهورة بختم ولي العهد محمد بن سلمان الطامح إلى كرسي المملكة مهما كانت العوائق.

قدم محمد بن سلمان نفسه ابتداء كمصلح، ولكن وعوده وفق منظمة العفو الدولية "ذهبت هباء في خضم حملة القمع المكثفة لأصوات المعارضة".

حبس مؤيدين
آخر ضحايا تلك الحملة كانت الناشطة والكاتبة الليبرالية حصة آل الشيخ التي هللت ابتداء لصورة ابن سلمان "المصلح"، والممرضة ولاء آل شبر المعروفة بنشاطها الحقوقي الداعم لضحايا العنف والسجينات، حيث زج بهما أمس الاثنين في غياهب السجون.

ووسط حملة تخوين وشيطنة اعتقلت السلطات السعودية منذ الـ15 من الشهر الجاري سبعة نشطاء بارزين عرف من بينهم إيمان النفجان ولجين الهذلول وعزيزة اليوسف وعائشة المانع وإبراهيم المديميغ ومحمد الربيعة، وينشط هؤلاء بشكل خاص في مجال حقوق المرأة.

مناهضة تطبيع
وأوردت مصادر حقوقية أن الشخصيات المعتقلة معروفة بدعم القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع، وقد جرت عمليات الاعتقال بعد مداهمات لمنازلها.

ونددت منظمة العفو الدولية بما وصفتها بـ"حملة التشويه المروعة" التي نفذتها وسائل إعلام تابعة للحكومة السعودية ضد هؤلاء النشطاء، حيث أظهرت وجوههم على الإنترنت والصفحات الأولى للصحف مع وصفهم بأنهم "خونة".

غارة الفجر
فبعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي وعلى غرار كل قرارات السعودية المهمة التي صدرت مؤخرا دشنت وسائل الإعلام التابعة للدولة وجيشها الإلكتروني الحملة متهمين النشطاء بتشكيل "خلية" تمثل تهديدا لأمن الدولة لقيامها "بالتواصل مع جهات خارجية بهدف النيل من أمن واستقرار السعودية وسلمها الاجتماعي والمساس باللحمة الوطنية"، كما نشر وسم يصفهم بأنهم "عملاء للسفارات"، إلى جانب نشر رسوم أظهرت وجوه النشطاء الستة على وسائل التواصل الاجتماعي.

من جانبها، قالت مديرة فرع هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط سارة ليا ويتسن "يبدو أن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هؤلاء الناشطون تكمن في أن رغبتهم في رؤية النساء يقدن السيارات سبقت رغبة محمد بن سلمان في ذلك".

ووصفت ويتسن حملة إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنها "رعب يطال المطالبين بحقوق الإنسان وتمكين النساء، وأن السجن مآل من يبدي تشككا في برنامج ولي العهد".

وذكرت المنظمة أن السلطات السعودية دأبت على اعتقال المعارضين والمعترضين، فمنذ سنة 2011 صدرت أحكام قضائية في حق ثلاثين ناشطا بارزا وصلت أحيانا إلى السجن 15 سنة.

وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت في سبتمبر/أيلول الماضي نحو 76 من العلماء والمفكرين والأكاديميين والقضاة البارزين، وجرى اعتقال بعضهم فقط لمجرد أنه لم يعلن بشكل علني دعمه إجراءات دول الحصار تجاه قطر.

المصدر : الجزيرة + منظمة هيومن رايتس ووتش + وكالات