نازحون في الصومال.. الصوم اضطرارا

نهر شبيلي يكتسح مدينة بلدوين وسط الصومال
نازحو بلدوين يواجهون أوضاعا صعبة في ظل استمرار الفيضانات وتفشي الجوع والعطش (الجزيرة)

أيام قليلة تفصل عن شهر رمضان، إلا أن آلاف المشردين جراء الفيضانات في مدينة بلدوين (وسط الصومال) بدؤوا صومهم بالفعل، ولكن اضطرارا نتيجة الجوع والعطش.

ويواجه هؤلاء أوضاعا إنسانية صعبة في ظل استمرار الفيضانات، وتفشي الجوع والعطش، مع ضعف إمكانيات الحكومة المحلية، وندرة المساعدات الإغاثية.

في مخيمات بلدوين تنعدم أبسط مقومات الحياة، حيث لا يوجد طعام ولا مياه صالحة للشرب، في مشهد إنساني يعكس مدى إخفاق الهيئات الإنسانية في تقديم مساعدات عاجلة قد تسد رمق هؤلاء النازحين، الذين يزيدون على خمسين ألف أسرة.

أفواج لا تنقطع من الأسر النازحة تستقبلها المخيمات المنتشرة في ضواحي المدينة الغارقة، لتنتهي رحلة البحث عن ملجأ يقيهم موجة السيول، بأرض لا ماء فيها ولا طعام.

منشغلة ببناء منزلها المتواضع، تقول فاطمة عبدي هربنا من موجة الفيضانات بعد أن كنا عالقين وسط المياه، لجأنا إلى مخيم عيل جالي، أكبر مخيمات النازحين، حيث يوجد بعض من أقربائي.

وتضيف "شهر رمضان قادم، وحالتنا المعيشية تزداد سوءا يوما بعد يوم، تردنا معلومات بأن هيئات خيرية توزع المعونات على سكان المخيمات، لكننا لم نتسلم حتى شق تمرة للآن، لا يقدر أطفالي على تحمل مشقة الجوع، وينتظرون لقمة واحدة في اليوم".

أكثر ما يقلق هؤلاء النازحين في ضواحي مدينة بلدوين غياب الاستعدادات والمستلزمات الضرورية لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث يستقبلون شهر الصوم ببطون خاوية.

بشير أحمد، أب لسبعة أطفال، كان محظوظا مقارنة بفاطمة، وهو يتسلم حصة من المعونات الغذائية، بعد طول انتظار، قائلا "تسلمت هذه الوجبة الحمد لله إنها ستسهم في سد الاحتياجات الأساسية لأسرتي رغم أنها لا تكفيني سوى 12 يوما.

وقد توقفت الآبار المائية التي كانت توفر المياه إلى أحياء المدينة بعد أن تعطلت الأنابيب بسبب الفيضانات التي جرفت 90% منها، مما دفع الكثير من الأسر لاستخدام مياه الفيضانات لسد احتياجاتها اليومية من مياه الشرب.

وتحذر الهيئات الإنسانية من استخدام مياه غير صالحة للشرب، تجنبا لتفشي الأمراض المعدية والأوبئة في صفوف النازحين نتيجة عدم توفر مياه صالحة للشرب في مخيمات النزوح، وهو ما بدأ في الحدوث فعليا.

وتسابق منظمات إغاثية غير حكومية الزمن لإيصال مياه صالحة للشرب إلى مخيمات النازحين عبر صهاريج المياه للحيلولة دون انتشار الأمراض المعدية، التي تنتقل عدواها غالبا عبر المياه الملوثة.

وأطلقت كل من هيئة الهلال الأحمر التركي وقطر الخيرية حملة توفير مياه صالحة للشرب في مخيمات النازحين، إلى جانب بناء مئات من دورات المياه؛ تجنبا لانتشار الأوبئة في صفوف الأطفال والعجائز.

المصدر : وكالة الأناضول