"اقتلوهم لتردعوهم".. هكذا تتصدى إسرائيل لمسيرات العودة

مسيرة العودة.. 15 شهيدا ورسالة
سياسة إطلاق النار بغية القتل هدفها وأد الحراك الفلسطيني (الجزيرة)
تحسبا للحراك الفلسطيني المرتقب اليوم الجمعة أعلنت إسرائيل تعزيز قواتها على الحدود مع قطاع غزة مع إصدار الحكومة أوامر بإطلاق النار على كل من يقترب من الحاجز الحدودي، فهل يتكرر سيناريو الجمعة الماضي الدامي الذي تظهر الأدلة أن الجيش الإسرائيلي استخدم فيه سياسة إطلاق النار بهدف القتل؟

يقول موقع ميديابارت الفرنسي إن إسرائيل بضرباتها القوية في غزة في اليوم الأول من مسيرات العودة الكبرى كانت تسعى إلى وأد الحراك الفلسطيني في مهده وعدم استمراره لستة أسابيع كما تقرر.

ويضيف أن الدعوات الدولية لإجراء تحقيق مستقل في قتل الجيش الإسرائيلي 16 متظاهرا فلسطينيا يوم الجمعة الماضي واجهتها إسرائيل برسمنة استراتيجيتها لردع الفلسطينيين، وذلك بإطلاق النار عليهم رغم أن تلك الاستراتيجية جاءت بنتائج عكسية في الماضي.

ولفت إلى أن جزءا كبيرا من المجتمع الدولي يؤكد بشكل قاطع أن الجيش الإسرائيلي قد استخدم قوته العسكرية "بشكل غير متناسب"، وهذا هو الذي يراه كذلك معظم المراسلين الأجانب الذين غطوا مسيرات العودة الكبرى التي نظمت في غزة بدعوة من عدة منظمات غزاوية.

وذكر أن أهداف الاحتجاج تلخصت في المطالبة بـ"حق العودة" للاجئين الفلسطينيين وبالتنديد بالحصار الصارم المفروض على القطاع منذ عدة سنوات.

ووفقا للمتابعين لهذه المسيرة عن كثب، فإن الغالبية العظمى من المتظاهرين، وجلهم من النساء والأطفال، كانوا سلميين ولم يكونوا يشكلون أي تهديد للجيش الإسرائيلي.

وأضاف ميديابارت أن ثمة عناصر أخرى مثيرة للقلق، إذ أظهر شريط فيديو نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية السبت أحد الشباب الفلسطينيين الذين كانوا في المنطقة العازلة يصاب بطلق ناري من الخلف بينما كان يركض مبتعدا عن الحدود وبيده إطار سيارة وأظهر فيديو آخر فلسطينيا كان يصلي مع عدة أشخاص آخرين قبل أن يصاب بطلق ناري في ساقه.

وتعليقا على عمليات القنص التي قام بها الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي نقل الموقع عن المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية "كسر الصمت" يهودا شاؤول قوله "على الورق لا يستخدم الجيش الإسرائيلي القوة المميتة إلا ملاذا أخيرا، ولكن بناءً على بيانات الجيش الإسرائيلي وحجم الخسائر بين الفلسطينيين لم يكن ذلك هو الحال يوم الجمعة".

وأضاف شاؤول أن هذه ليست أول مرة يلجأ الجيش الإسرائيلي للقوة المفرطة في مواجهة انتفاضات فلسطينية في الأراضي المحتلة،، إذ يرى أن وسيلة إسكات الفلسطينيين أو تهدئتهم هي إلحاق ضرر جسيم بهم.

وبينما كانت عبارات التنديد والشجب بما اقترفه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين تنهال على إسرائيل، نشرت قوات الاحتلال السبت الماضي تغريدة على حسابه على تويتر ادعت فيها أن كل شيء كان "دقيقا ومقيسا" بشكل تام، وأنها كانت "تعرف مكان سقوط كل رصاصة"، وقد حذف الجيش الإسرائيلي تلك التغريدة بعيد نشرها بقليل، لكنها تبقى رغم ذلك بمنزلة اعتراف فظيع بما قام به، على حد تعبير ميديابارت.

المصدر : الصحافة الفرنسية