معارض بوذي يهاجم الساكتين عن إبادة الروهينغا
وعن نظرته لأسباب الصراع، رأى زارني أن مسلمي الروهينغا "مضطهدون ليس لأنهم يحملون السلاح وليس لأنهم يحاولون الحصول على الاستقلال أو الانفصال عن ميانمار، ولكن بسبب عرقيتهم، ويتم تشويه صورتهم باعتبارهم خطرا وتهديدا للأمن القومي".
وتابع أن مسلمي هذه الأقلية أناس أبرياء وليس من بينهم إلا عدد قليل للغاية ممن يريدون الرد على العنف الذي يتعرضون له على أيدي السلطات، لأنه ليس أمامهم أي خيار آخر لأنهم ببساطة فقدوا كل شيء.
الإبادة الجماعية
وقال إن ما يفعله الجيش الميانماري مع الروهينغا في إطار ما توصف بالإبادة الجماعية لا مبرر له.
وفي رد على سؤال عن سبب تأييده مسلمي الروهينغا رغم أنه بوذي، رد زارني "حسنًا، أنا لا أؤيد الروهينغا لأنهم مسلمون. أنا أؤيدهم لأنهم شركاء في الوطن".
وأوضح زارني "إذا لم أكن أتحدث وأعارض، فإنني سأكون أقل من إنسان، لأن هذا النوع من الإبادة الجماعية يمكن أن يدمر مجتمعنا ويشكل تهديدًا على السلامة الإقليمية لميانمار".
وأضاف "يجب ألا يتم التغاضي عن عمليات قتل الروهينغا، فالجيش الميانماري يدمر مصادر رزقهم ونظمهم الغذائية ويقيّد وصولهم إلى المزارع حيث يمكنهم جمع أو جني محاصيل غذائية مثل الأرز. وإذا لم أتكلم عن هذا، فإنني بالتالي سأكون متواطئا فيه".
وذكر الباحث البوذي أن معاناة الروهينغا تفاقمت منذ عام 1978 "عندما قرر الجيش الميانماري عدم السماح لهذه العرقية بأن تكون موجودة لتحمل توصيف الروهينغا"، وأن "الجيش رأى أنه يجب تقليل أعدادهم من خلال ترويعهم حتى يفروا إلى بنغلاديش أو أماكن أخرى".
ويشكل الروهينغا أكبر مجموعة من عديمي الجنسية في العالم منذ سحبت منهم الجنسية الميانمارية عام 1982 إبان النظام العسكري.
زارني الذي قضى مدة من الزمن في سلطنة بروناي حيث كان يعمل أستاذا في الجامعة قبل أن يستقيل "تحت الضغط" لكتابته عددا من المقالات الداعمة لهذه الأقلية المسلمة، أضاف "أنا شخصيا أعرف بعض الأشخاص ممن أعادوا صياغة قانون المواطنة ضد الروهينغا عام 1982، كما أعرف القائد الأعلى في الجيش الذي دبّر عملية الإبادة الجماعية. ولم يكن لدي خيار سوى معارضة مثل تلك الأفعال غير الإنسانية".
وأوضح أن "الروهينغا هي أحدث قضية أريد أن أفعل شيئًا حيالها لإنهاء الإبادة الجماعية. وفي الثلاثين سنة الماضية، لم أعان من أي شكل من أشكال السجن أو التعذيب. لكنني كنت أواجه بعض المضايقات من وقت لآخر".
يذكر أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى هروب أكثر من 700 ألف من الروهينغا المسلمين إلى بنغلاديش منذ شن الجيش حملة في أراكان غربي البلاد في أغسطس/آب الماضي، ووصفت الولايات المتحدة والأمم المتحدة العملية بأنها تطهير عرقي للروهينغا، وهو ما تنفيه ميانمار.