طارق رمضان لا يزال معتقلا ودائرة مؤيديه تتسع

Tariq Ramadan reste en cabane, ses soutiens sortent du bois - Libération
مسلمو فرنسا يستنكرون "الكيل بمكيالين" في قضية رمضان (ليبراسيون)
أجّلت محكمة فرنسية أمس النظر في طلب منح الحرية للمفكر الإسلامي طارق رمضان المتهم في قضيتي اغتصاب، في انتظار الحصول على خبرة طبية حول حالته الصحية، وتزامن ذلك مع اتساع كبير لدائرة مؤيديه.

وذكرت محكمة استئناف مدينة باريس أنها لن تبت من جديد في طلب إطلاق سراح رمضان -البالغ من العمر 55 عاما، والذي تدهورت صحته في السجن بشكل خطير- إلا في 22 فبراير/شباط الحالي.

واعتبرت صحيفة ليبراسيون، في معرض حديثها عن هذا الخبر، أن توقيت تقديم هذا الطلب كان موفقا للغاية، إذ جاء في الوقت الذي كُشف فيه عن إصابة رمضان بمرض "التصلب المنتثر" مما كان له أثر قنبلة على المتعاطفين معه.

كما تزامن هذا الإعلان مع بث مؤيديه شريطا لزوجته إيمان رمضان، نفت فيه التهم الموجهة لزوجها وقالت إنها تعتقد أنه "تمت إدانته حتى قبل محاكمته ".

وعبّرت إيمان عن قلقها البليغ وجزعها على حالته الصحية، مبرزة أن الصورة التي قدمت له لا تتطابق مع ما تعرفه هي عنه ولا ما تعرفه عنه عائلته.

ليبراسيون قالت إن مداخلة هذه الفرنسية السويسرية التي له منها أربعة أولاد، مثلت مفاجأة للجميع، إذ كانت ظلت حتى هذا الحين متوارية عن الأنظار ولم تتدخل قط في الشأن العام.

حملة واسعة
وذكرت الصحيفة أن هذا الشريط أصبح فور نشره شعار الحملة المؤيدة لهذا الداعية الإسلامي، وهي الحملة التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي تحت عنوان "الحرية لطارق" (FreeTariq Campaign).

وقد تمت مشاركة فيديو إيمان رمضان على نطاق واسع من قبل الناشطين الإسلاميين، إذ نشرته الجمعية الفرنسية لمناهضة الإسلاموفوبيا (CCIF) القوية على موقعها الإلكتروني، وأشفعته ببيان موجز جدا ينم عن تأييد واضح لرمضان قالت فيه: ".. حان وقت استئناف العدالة مسارها الصحيح في فرنسا، بعيدا عن الضغط الإعلامي، على أن تمارس بنزاهة وإنصاف وكرامة".

كما استنكر كل من "الكنز" ومروان محمد -وهما شخصيتان معروفتان بين جيل شباب المسلمين في فرنسا- استمرار احتجاز هذا المفكر الإسلامي.

وخرجت منظمة "مسلمي فرنسا" -وهي الجناح الفرنسي لمنظمة الإخوان المسلمين– عن صمتها، لتقف قلبا وقالبا مع رمضان، وأكدت في بيان لها أنها "خلال العقود الماضية لم تلاحظ أي تناقض بين القيم التي يدعو لها رمضان وبين تصرفاته".

ولفتت ليبراسيون إلى أن هذه الحملة قد تمثل بداية تحول في موقف مسلمي فرنسا من هذه القضية، على الأقل بين الناشطين في مناهضة الإسلاموفوبيا وبين الإخوان المسلمين إن لم نقل بين كل أطياف مسلمي فرنسا.

وأرجعت الكاتبة برناديت سوفاجي -التي أعدت هذا التقرير لليبراسيون- هذا التحول إلى وضع رمضان قيد الاحتجاز و"اختفاء" حجز تذكرة الطائرة من ملف المحكمة، مشيرة إلى أن مؤيدي رمضان رأوا في ما حصل تحاملا لا هوادة فيه، إعلاميا وقضائيا وسياسيا ضد مفكرهم، وأدانوا ما اعتبروه "كيلا بمكيالين" في "مطاردة عنصرية"، على حد قول مروان محمد.

ومن أجل الحصول على "الإفراج تحت الرقابة القضائية" عن موكلهم، اقترح محامو رمضان يوم الخميس تسليم جواز سفره السويسري، ومثوله يوميا في مركز الشرطة، وفرض حظر على مغادرته الأراضي الفرنسية، ناهيك عن دفع مبلغ خمسين ألف يورو.

المصدر : ليبراسيون