أراكان.. سجن كبير لمسلمي الروهينغا

The International Committee of the Red Cross (ICRC) convoy is seen near a burnt area in the downtown of Maungdaw township in Rakhine State in Myanmar on August 28, 2017.Myanmar's Aung San Suu Kyi on August 28 accused Rohingya fighters of burning down homes and using child soldiers during a recent surge in violence in troubled Rakhine state, allegations denied by the militants themselves. / AFP PHOTO / STR (Photo credit should read STR/AFP/Getty Images)
قافلة للصليب الأحمر الدولي قرب منطقة تعرضت للحرق في محيط مدينة منغداو بأراكان (غيتي)

في ولاية أراكان شمال غربي ميانمار، تحيط السلطات قرى المسلمين الروهينغا حول مدينة "سيتوي" بالأسلاك الشائكة بذريعة الأمن لتحولها إلى سجن كبير للسكان الذين يتعرضون في الوقت نفسه لحملة عسكرية أدت إلى قتلى ونزوج جماعي لعشرات الآلاف إلى بنغلاديش.

ولا تسمح السلطات لهؤلاء المسلمين بالخروج من القرى المحاطة بالأسلاك، حيث يقضي معظمهم حياتهم في قراهم من دون أن يخرجوا منها، ولا يشعرون بالأمان، كما يعانون من انتشار الأوبئة الفتاكة.

في هذه المنطقة التي زارها مراسل وكالة أنباء الأناضول ورصد معاناة أهلها، لا يشعر الروهينغا  بالأمان بسبب الهجمات التي يتعرضون لها باستمرار من الجيش والبوذيين المتعصبين.

وفي حين لا يتعرض المواطن الميانماري (البوذي الديانة) للعقوبة إذا قتل شخصا من مسلمي أراكان، فإن المسلم -المحروم من المواطنة- يواجه غالبا عقوبة الإعدام حتى لو ارتكب جرائم بسيطة.

وفقد مسلمو أراكان حقوق المواطنة بسبب قانون أصدرته سلطات ميانمار عام 1982، وبالتالي باتوا يعدون في وجهة نظر السلطات بلا جنسية.

‪مسلمون روهينغا بعد عبورهم الحدود إلى بنغلاديش‬ مسلمون روهينغا بعد عبورهم الحدود إلى بنغلاديش (رويترز)
‪مسلمون روهينغا بعد عبورهم الحدود إلى بنغلاديش‬ مسلمون روهينغا بعد عبورهم الحدود إلى بنغلاديش (رويترز)

لا مواطنة.. لا خدمات
ولعدم امتلاكهم بطاقات هوية يُحرم مسلمو الروهينغا من الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم، ولا توفر السلطات البنية التحتية الأساسية لقرى الروهينغا، وتحرمهم عن عمد من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.

كما أن عدم توفر شبكات صرف صحي يلوث القرى، في حين يعاني السكان في الحصول على مياه الشرب النظيفة، وهو ما يجعلهم معرضين بشكل كبير لانتشار أمراض كالتيفوئيد والدوسنتاريا والكوليرا.

ولأن المنطقة التي توجد بها القرى المعزولة يسود فيها المناخ الموسمي وتتعرض بشكل كبير لأمطار قوية، وهو ما يؤثر على حياة السكان سلبيا ويزيد أيضا من معاناتهم، لا تسمح السلطات للمسلمين الذين حرقت العصابات البوذية منازلهم في ولاية أراكان بإعادة بنائها.

وفي قرية مانوبي، أظهر عبد الله حسن (75 عاما) آخر ورقة هوية حصل عليها عام 1982، وشرح كيف يعيش بلا بطاقة هوية منذ 35 عاما.

ودعا حسن باسم الأهالي إلى وقف الظلم الذي يتعرضون له، وانتقد الدول الإسلامية وعلى رأسها بنغلاديش لعدم اتخاذها مواقف قوية تجاه ما يحدث لهم، وشكر تركيا على الدعم الذي تقدمه للمسلمين في أراكان.

من جهته، أشار ميموي عادل، أحد كبار رجال قرية مانوبي، إلى أنه لا يمكن الوصول إلى المنطقة التي تقع عند الحدود مع بنغلاديش، وتشهد منذ أسبوع تصاعدا للعنف، وذلك بسبب إعلانها منطقة عسكرية.

المصدر : وكالة الأناضول