منظمة: لا أبطال باليمن بل مجرمون وضحايا

اتهامات للحوثيين باستهداف المدنيين في مأرب
اليمن يعيش فوضى عسكرية عارمة انعكست جحيما على حياة المواطنين (الجزيرة)

قالت منظمة "مواطنة" الحقوقية إن فريقي النزاع في اليمن "استخدما أساليب التعذيب كطريقة منهجية لبسط السيطرة على المناطق التي تخضع لهما".

وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى انتهاكات الطرفين من تجنيد الأطفال والاعتقال التعسفي إلى الإخفاء القسري وعمليات الإعدام ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتعتبر رئيسة المنظمة الناشطة الحقوقية اليمنية رضية المتوكل أن "فريقي النزاع ليسا إلا مليشيات".

"ليس هناك أبطال في اليمن بل مجرمون وضحايا"، جملة ترددها الناشطة الحقوقية باستمرار وهي تجول عواصم العالم لتنبّه المجتمع الدولي إلى الفوضى السائدة في بلادها التي تقف على حافة المجاعة في ظل الحرب المتواصلة وتفشي الكوليرا.

لدى المتوكل هدف واحد هو إقناع الغربيين بدعم تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول في جنيف. وتقدمت في مايو/أيار الماضي بالطلب نفسه خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي.

وتذكر المتوكل التي زارت فرنسا هذا الأسبوع أن "هولندا طلبت العام 2015 تشكيل مثل هذه اللجنة إلا أن أحدا لم يدعمها سوى ألمانيا".

وتعدد الناشطة الشابة بأسف معاناة بلادها "كوليرا ومجاعة وقصف للمناطق السكنية والأسواق والجسور والمدارس والمعامل"، مضيفة أن "مساحة المجتمع المدني تتراجع وكذلك مساحة عمل المنظمات غير الحكومية".

ومنذ أكثر من عامين، يعاني اليمن حربا دامية بين الحكومة المدعومة من التحالف بقيادة السعودية من جهة، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى.

والحوثيون المتهمون بعلاقتهم مع إيران يسيطرون على مساحة كبيرة من الأراضي اليمنية منها العاصمة صنعاء، في حين تسيطر الحكومة على جنوب البلاد.

وتستغل جماعات جهادية مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية هذه الفوضى.

‪وباء الكوليرا يجتاح معظم المحافظات اليمنية‬ (الجزيرة)
‪وباء الكوليرا يجتاح معظم المحافظات اليمنية‬ (الجزيرة)

الكوليرا
وقد حذرت الأمم المتحدة الأربعاء من أن 80% من أطفال اليمن بحاجة ماسة إلى مساعدة إنسانية فورية من بينهم مليونان يعانون من "سوء تغذية حاد".

وتسبب وباء الكوليرا الذي ظهر من جديد منذ أبريل/نيسان في اليمن بموت 1800 شخص من أصل 400 ألف حالة محتملة.

وتلفت المتوكل إلى أن "الكوليرا هي كارثة ناتجة من أفعال الإنسان، وفي اليمن هي نتيجة المستشفيات المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي ورواتب القطاع العام غير المدفوعة منذ عشرة أشهر إلا في حالات استثنائية، ما أدى إلى تكدس النفايات في الشوارع…".

وتحذّر المتوكل من أن عدم اتخاذ أي خطوة إنقاذية سيغرق البلاد في مزيد من المعاناة، "من الآن حتى عام 2018، سيقارب عدد اليمنيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية 30 مليونا".

المصدر : الفرنسية