كتاب حول الحريات بشينغيانغ وحقوقيون يعدّونه دعاية

مسلمون صينيون يؤدون فريضة الصلاة في أحد المساجد.
مسلمون صينيون يؤدون الصلاة في أحد المساجد (الجزيرة)

علي أبو مريحيل-بكين

أصدرت الصين كتابا أبيض حول الحقوق والحريات في إقليم شينغيانغ (شمال غرب الصين)، حمل عنوان "حقوق الإنسان في شينغيانغ.. التنمية والتقدم"، في حين وجهت جماعات حقوقية انتقادا شديدا للصين، واصفة الكتاب بأنه مجرد دعاية إعلامية.

وأشاد الكتاب -الصادر عن المكتب الإعلامي التابع لمجلس الوزراء الصيني- بالتنمية التي شهدها الإقليم منذ تبني الصين سياسة الإصلاح والانفتاح في سبعينيات القرن الماضي.

وأوضح الكتاب، الذي قسم إلى ثمانية أجزاء، الحقوق الممنوحة لسكان الإقليم في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمدنية، والثقافية، والبيئية، بالإضافة إلى حرية المعتقد الديني، وحقوق النساء والأطفال.

وفي إطار الحديث عن حرية المعتقدات الدينية، ذكر الكتاب أن الصين قامت خلال السنوات الماضية بحماية الأنشطة الدينية، وعملت على ضمان حرية سكان الإقليم في ممارسة معتقداتهم الدينية. وجاء في الكتاب أن شينغيانغ شهدت نشر نسخ مترجمة لكتب من عدة أديان، منها الإسلام والبوذية والمسيحية.

وأضاف أنه تم نشر 1.76 مليون نسخة من القرآن ومختارات من صحيح البخاري، وأشار إلى أن 112 مؤسسة دينية تتلقي مساعدات مباشرة من الحكومة، كما أشار إلى أنه في شينغيانغ تصدر 110 صحف، منها 52 بلغات الأقليات العرقية، بالإضافة إلى مئتي دورية، منها 120 بلغات الأقليات.

وذكر أيضاً أن الحكومة أرسلت منذ عام 2001 أكثر من سبعين رجل دين للدراسة في المعاهد والمؤسسات الدينية في الخارج، مثل مصر وباكستان، وأنها قدمت عدة منح لمن يحقق إنجازات بارزة.

وأشاد الكتاب بالمهام التي تقوم بها الدولة لصيانة التراث الثقافي في الإقليم، وذكر أن السلطات الصينية عملت خلال السنوات الأخيرة على ترميم أكثر من ثلاثة آلاف أثر ثقافي.

وأشار إلى أنه بفضل الجهود المبذولة، فإن في شينغيانغ موقعين مدرجين على قائمة التراث الثقافي العالمي، وخمس مدن تاريخية وثقافية على المستوى المحلي، و113 موقع تراث ثقافي تحت حماية الدولة، بالإضافة إلى 558 موقع تراث ثقافي تحت الحماية والرعاية، وأنه تم جمع أكثر من 616 ألفا من الآثار الثقافية في 182 وحدة مملوكة للدولة.

وحول التطرف وما يسمى الإرهاب، ذكر الكتاب أن السلطات الصينية نجحت في كبح تغلغل التطرف الديني في شينغيانغ، رغم انتشار التطرف في السنوات الأخيرة في الإقليم، نتيجة التأثر بالتطرف الديني الدولي.

وأشار إلى أن القوانين التي فرضتها الدولة من أجل محاربة الإرهاب، أسهمت بشكل كبير في تعزيز الأمن وكبح جماح التطرف.

وأشارت اللجنة التي أصدرت الكتاب إلى أن عامة الناس من مختلف الأقليات في شينغيانغ لم تحظ بمكانة عالية في السلم الاجتماعي قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وأنهم حرموا من حقوقهم الأساسية، حتى قيام الدولة التي عملت على تعزيز مكانتهم ومنحهم كافة حقوقهم.

‪مواطن من قومية الإيغور المسلمة في إقليم شينغيانغ‬ (الجزيرة)
‪مواطن من قومية الإيغور المسلمة في إقليم شينغيانغ‬ (الجزيرة)

انتقادات
وعقب صدور الكتاب، وجهت جماعات حقوقية انتقادا شديدا للصين، واصفة الكتاب بأنه مجرد دعاية إعلامية.

وقال الباحث الصيني في منظمة العفو الدولية ويليام ني "بدا الكتاب الأبيض منفصلا عن الواقع، وهو يناقش حرية الأديان في إقليم شينغيانغ".

وأضاف في تصريحات صحفية أن الإقليم شهد منع إطلاق اللحى ولبس الحجاب، وتداول الرموز الإسلامية مثل الهلال.

وتشهد شينغيانغ اضطرابات متكررة بين سكان الإقليم الأصليين من قومية الإيغور المسلمة والمهاجرين الجدد من قومية الهان الصينية، مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص خلال السنوات الماضية.

وتتهم بكين الحركة الإسلامية لتحرير تركستان الشرقية بالمسؤولية عن الاضطرابات وأعمال العنف، في حين يؤكد حقوقيون أن القيود التي تفرضها السلطات الصينية على الحقوق والحريات في الإقليم هي السبب في ذلك.

ويرى مراقبون أن الحكومة الصينية بدأت تولي اهتماماً متزايداً خلال الفترة الأخيرة بإقليم شينغيانغ الغني بالموارد الطبيعية، وذلك بسبب موقعه الإستراتيجي بوصفه مركزاً محورياً على خارطة مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013.

المصدر : الجزيرة