اتساع أوجه العنصرية والتمييز الإسرائيلي ضد عرب 48

فلسطينيو 48 يصعدون بالمظاهرات والمنددة بالعنصرية وجرائم "تدفيع الثمن"، شعارات رفعت بأم الفحم في شهر أبريل-نيسان 2014 احتجاجا على اعتداءات المستوطنين على المساجد والمقدسات.
فلسطينيو 48 يتظاهرون تنديدا بالعنصرية وجرائم "تدفيع الثمن" (الجزيرة-أرشيف)
أفرد معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، في كتابه السنوي، قبل أيام، فصلا خاصا بعرب 48.

تحدث الفصل عن أجواء العنصرية والكراهية التي يواجهونها من اليهود، وما يسببه ذلك من حرمانهم من حقوقهم الأساسية، والخدمات التي يحصل عليها اليهود.

الدراسة كتبها ثلاثة باحثين إسرائيليين استعرضوا جوانب العنصرية، والحرمان من الحقوق الذي يعانيه عرب 48: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، متهمين الحكومة والجهات السياسية بالضلوع في هذه الانتهاكات.

وجاء في الدراسة -التي أعدها البروفيسور أفرايم ليفيا مدير مركز شتاينميتس لأبحاث السلام، والباحث بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومائير ألران الجنرال السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ومحمد أبو نصرة الباحث في المعهد، والمحاضر بجامعة تل أبيب- أن علاقة إسرائيل كدولة ومجتمع تجاه العرب الفلسطينيين فيها تؤثر مباشرة على أمنها القومي، لكن السنوات الأخيرة أشارت إلى أن الدولة لا تتصرف تجاههم بما يخدم مصالحها الأمنية.

شعارات ترافق الحملة الشعبية ضد قانون المواطنة تفضح عنصرية إسرائيل وقوانينها (الجزيرة-أرشيف)
شعارات ترافق الحملة الشعبية ضد قانون المواطنة تفضح عنصرية إسرائيل وقوانينها (الجزيرة-أرشيف)

ورغم الدعوات العديدة الموجهة للحكومات الإسرائيلية بتقليص الفجوات القائمة بين اليهود والعرب في كافة المجالات، فإنه لم يتم الأخذ بتوصيات العديد من اللجان الحكومية التي طالبت بذلك، كلجنة "أور"، التي تشكلت عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، ومقتل عدد من المواطنين العرب برصاص الشرطة الإسرائيلية.

فقدان المساواة
وأوضح الباحثون أن علاقات العرب واليهود داخل إسرائيل شهدت تدهورا، بسبب فقدان المساواة، وصدور تصريحات رسمية عن بعض قادة الدولة تمس العرب، وتستهدفهم، وتحرض ضدهم.

واستذكرت الدراسة ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الانتخابات في مارس/آذار 2015، حين أعلن أن حكم اليمين في خطر، لأن المصوتين العرب يشاركون بكثافة في الانتخابات البرلمانية.

وفي يناير/كانون الثاني 2016 أعلن نتنياهو أن الحكومة ستزيد إجراءاتها لفرض النظام في الوسط العربي، ولن تسمح بوجود دولة داخل الدولة، لأن بين العرب تحريضا إسلاميا وسلاحا غير قانوني، في مناطق الجليل، والنقب، والمثلث، وسيقيم المزيد من المراكز الشرطية لفرض القانون على العرب.

وطالب بعض رجال الإعلام في إسرائيل باحتلال النقب مجددا، مما أثار ضجة في الأوساط الإعلامية.

وأوضحت الدراسة أن إسرائيل سنت قوانين وتشريعات لتقليص مشاركة العرب فيها، وتقليل حجم الحقوق المدنية التي يحصلون عليها، في القطاعات السياسية، والثقافية، والاجتماعية، مما ضاعف لدى العرب الشعور بالإنكار من قبل الدولة تجاههم.

‪وقفة احتجاجية ببلدة باقة الغربية بالداخل الفلسطيني تنديدا باستباحة الدم الفلسطيني والتشريعات العنصرية الإسرائيلية‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪وقفة احتجاجية ببلدة باقة الغربية بالداخل الفلسطيني تنديدا باستباحة الدم الفلسطيني والتشريعات العنصرية الإسرائيلية‬ (الجزيرة-أرشيف)

كما شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة متزايدة من الشعارات العنصرية التي يوجهها اليهود ضد العرب، وبعض الأعمال العدائية، وهناك تنظيمات يهودية متطرفة تستغل حرية التعبير لتوجيه رسائل تحريضية ضد العرب، وتشجع الفتيان اليهود على ارتكاب جرائم عنف وإرهاب ضدهم، ويحظون بغطاء واسع من زعمائهم الدينيين اليهود، ومن أهمها منظمة "تدفيع الثمن".

شعارات عنصرية
كما تتردد الشعارات العنصرية في الاحتفالات القومية والأحداث الجماهيرية داخل إسرائيل، كشعار "الموت للعرب"، خاصة في مباريات كرة القدم التي تشارك فيها الفرق الرياضية للبلدات العربية، أو ضد اللاعبين العرب في الفرق اليهودية.

الدراسة أوضحت أن شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تشهد انتشارا متزايدا من العبارات العنصرية ضد العرب، وتبدى ذلك خلال حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد" في 2014، حين زادت الشعارات العنصرية للنشطاء الإسرائيليين على شبكات التواصل ضد العرب على نصف منشوراتهم، ولم تفرق بين الفلسطينيين المقيمين في غزة والمقيمين بإسرائيل.

بل إن عددا من نشطاء الإنترنت اليهود قاموا بحملة للبحث عمن عارض الحرب من الرواد العرب، ونظموا حملات ضدهم، وأطلقوا شعارات معادية، مثل "لا نريدهم في مدارسنا"، و"نقاطع من يكره إسرائيل"، وطالبوا بفصل من عارض الحرب من وظيفته في الدولة، والملفت أن كل منشور عنصري حظي بآلاف الإعجابات.

وكشفت الدراسة أن فيسبوك أزال صفحة منظمة "لاهاف" اليهودية بسبب دعواتها التحريضية ضد العرب خلال الحرب، لكن ما دفع الشباب اليهود لزيادة تحريضهم ضد العرب شعورهم بأن الحكومة تقف بجانبهم.

وخلصت الدراسة إلى أن الزعماء الإسرائيليين ومؤسسات الدولة الحكومية والقضائية والتعليمية فشلت في مهمتها لوضع حد لظاهرة انتشار العنصرية والتحريض ضد العرب، مما يتطلب تنفيذ خطط تطويرية للجمهور العربي على صعيد حياتهم الاقتصادية والمعيشية، دون الدخول في إجراءات بيروقراطية وروتينية، أو اعتبارات سياسية من الحكومة الإسرائيلية.

وأوصت بضرورة التصدي للدعوات العنصرية التي تخرج من بعض اليهود المطالبة بإجراء ترحيل للعرب من إسرائيل، أو تقييد منحهم حقوقهم السياسية.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية