استياء أممي من إعدام 36 شخصا بالعراق

نواب يطالبون بوقف تنفيذ أحكام بالإعدام في العراق
المدانون بمذبحة سبايكر أعدموا شنقا الأحد الماضي بسجن الناصرية رغم مطالبات بوقف تنفيذ أحكام بالإعدام في العراق (الجزيرة-أرشيف))

عبرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء عن استيائها لإعدام 36 شخصا شنقا في العراق الأحد الماضي، وأوضحت أن الذين أعدموا بتهم قتل جنود في معسكر سبايكر عام 2014 في تكريت (شمال بغداد) على أساس طائفي، حرموا من الحصول على دفاع قانوني ملائم أثناء محاكماتهم، وأن الإعدامات كانت "بدافع الانتقام" على ما يبدو.

وقالت المتحدثة باسم حقوق الإنسان بالأمم المتحدة سيسيل بوييه للصحفيين في جنيف "الأفراد الذين أعدموا أدينوا فقط على أساس معلومات من مخبرين سريين أو اعترافات يزعم أنها انتزعت تحت الإكراه".

وأضافت أن المنظمة الدولية حثت السلطات العراقية على "ضمان أن تراعي أي محاكمة تجرى فيما يتصل بالمذبحة الإجراءات القانونية المتبعة… بدلا من أن تكون بدافع الانتقام، لكن لسوء الحظ هذه (الإعدامات) لم تكن كذلك"، مشيرة إلى أن المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن المدعى عليهم منح ثلاث دقائق قبيل صدور الأحكام.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته مؤخرا إن أحد الرجال الذين أعدموا أبلغ باحثين بالمنظمة أن المدعى عليهم تعرضوا للضرب للإدلاء باعترافات وإن شكواه أهملت ولم يجر التحقيق فيها.
 
انتقادات
وقال مراسل الجزيرة بالولايات المتحدة محمد الحمد إن منظمة هيومن رايتس ووتش انتقدت الإعدامات الأخيرة في العراق ووصفتها في بيان بالمعيبة، ورأت أنها تقوض بصورة جدية المعركة من أجل العدالة وفق ما جاء في بيان للمنظمة الدولية.

وأضاف أن المنظمة الحقوقية الأميركية ذكرت أن الكثير من الانتهاكات شابت محاكمة 36 شخصا الأحد الماضي على خلفية ما يعرف في العراق بقضية سبايكر. وتساءلت عن أي ثقة بقيت لأي طرف تجاه النظام القضائي العراقي، منتقدة عدم قدرة المتهمين على مقابلة المحامين الذين كلفهم ذووهم أو السلطات.

وكانت منظمة العفو الدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان انتقدتا تنفيذ السلطات العراقية أحكام الإعدام المذكورة، وقالتا إنه ربما كان من بين من جرى إعدامهم أبرياء أو أنه تم انتزاع اعترافات منهم.

وقالت كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية (أمنستي) دوناتيلا ريفيرا للجزيرة إن تنفيد الإعدامات في سجن الناصرية جنوبي العراق جاء إثر ضغوط سياسية تشكلت عقب تفجير الكرادة ببغداد الذي وقع الشهر الماضي.

وأشارت المنظمة إلى التهديدات التي أطلقها زعيم "مليشيا أبو الفضل العباس" أوس الخفاجي في حال لم تنفذ السلطات أحكام الإعدام فيمن تم اتهامهم بالمشاركة في قتل الجنود.

وكان المتحدث باسم محافظة ذي قار عبد الحسن داود قال الأحد الماضي "تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا صباح اليوم (الأحد) بحق 36 مدانا بجريمة سبايكر داخل سجن الناصرية بحضور وزير العدل ومحافظ ذي قار".

يشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن أنه قتل مئات الجنود والمتدربين بالمعسكرالمذكور بعد أسرهم يوم 12 يونيو/حزيران 2014، وقدرت السلطات العراقية عدد الضحايا بنحو 1700 شخص.

المصدر : وكالات