صدمة في قرية إيطالي قتل تعذيبا بمصر

بينما تتزايد ضغوط روما على القاهرة لتسريع كشف ملابسات تعذيب وقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني ومحاكمة المسؤولين عن الجريمة، يشعر سكان قريته بالصدمة ويتساءلون عن أسباب استهداف شاب أحب مصر.

ففي قرية فيومتشيلو، حيث عاش رجيني وترعرع لا زال الحزن والصدمة مخيمين على السكان رغم مرور أيام على دفن ابنهم.

ويقول أحد سكان القرية "المأساة مزقت قلبي خصوصا النهاية المأسوية، فربما لو مات في حادث سيارة لاختلف الأمر وما آلمنا هو أنه تعرض لتعذيب لمدة أسبوع وهذا صدمنا كثيرا".

والمصير الذي لقيه جوليو رجيني في مصر يبدو أنه أثر في الصغار أيضا. ففي المدرسة التي درس فيها رثاه الأطفال على طريقتهم برسوم وشعارات توديعية علقوها على زجاجها الخارجي.

وقبالة الساحة الرئيسية للبلدة يتوقف بعض المارة عند أهم ما كـتب عن الضحية في لوحة إشهارية، خصوصا رسالة التأبين المؤثرة التي كتبتها والدة ريجيني.

أما عمدة البلدة الذي يعرف جيدا عائلة جوليو، فقد رافق أهل الضحية منذ الإعلان عن اختفاء ابنهم في مصر إلى حين الانتهاء من مراسم الدفن.

وهو لذلك يعلم أنه من الصعب على العائلة تجاوز ما حدث بسهولة، خصوصا أن والدة الشاب ما تزال طريحة الفراش لأنها لم تتحمل الصدمة خصوصا بعدما رأت آثار التعذيب على جسد ابنها.

وفي الأثناء، أفادت مصادر قضائية وأمنية ووثائق أن ضابط شرطة مصريا كبيرا يشارك في التحقيق في وفاة ريجيني أدين في السابق في قضية تعذيب محتجز وقتله.

وكان ريجيني (28 عاما) اختفى يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي في الذكرى الخامسة للثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد أن قضى في الحكم نحو 30 عاما.

وعثر على جثته بجانب طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي في الثالث من فبراير/شباط الجاري. وقال مسؤولون في مصلحة الطب الشرعي المصرية والنيابة إن الطالب الإيطالي تعرض للتعذيب وقتل نتيجة لضربه بآلة حادة على مؤخرة رأسه.

وأوضحت المصادر والوثائق القضائية أن خالد شلبي رئيس الإدارة العامة للمباحث بمحافظة الجيزة وأحد المسؤولين عن التحقيق في وفاة ريجيني وثلاثة آخرين اتهموا في عام 2000 بتعذيب محتجز في قسم شرطة بالإسكندرية وقتله.

المصدر : الجزيرة