قالت منظمات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن حوالي 59 ألف مدني عراقي نزحوا منذ بدء عملية استعادة مدينة الموصل قبل شهر، ويلجأ النازحون إما إلى مخيمات أو بلدات شرق الموصل.
رغم الجَلَد ومحاولة التماسك لم تستطع فوزية حسين علي أن تخفي ذعرها من نفاد دواء ضغط الدم الذي طالما حذرها الطبيب من أن التوقف عن تناوله قد يعني لها الموت أو الشلل الدائم.
ضغط وسكري وكوليسترول وعجز في القلب.. كلها اجتمعت على هذه الخمسينية المثقلة بهموم النزوح وأوجاع الحياة وتكالب الأمراض والعلل.
تشكو فوزية القادمة من قرية "عمر كان" شرق الموصل من أن مسؤولي المخيم لا يزودونهم بالأدوية ولا يتركونهم يذهبون إلى الخارج لشرائها، بحكم أن الجميع هنا شبه معتقلين لا يسمح لهم بالخروج من المخيم.
حال فوزية لا يختلف عن حال العجوز الثمانينية والدة فخري محمد صالح الذي لم يترك مسؤولا ولا منظمة هنا في المخيم إلا زاره دون جدوى بحثا عن حبة ضغط لوالدته المصابة بأمراض القلب والضغط والشلل.
شكر محمود ذو الـ63 ربيعا القادم من قرية كوكجلي شرق الموصل والمصاب بمرض السكري وتشمع في الكبد لم يجن حتى الآن إلا "التسول"، كما يقول.
ويضيف "أحتاج إبر إنسولين.. شكوت لإدارة المخيم فردت بأن الكهرباء غير متوفرة وليست لديهم وسائل لحفظ هذا النوع من الأدوية".
لا تتوفر حتى الآن في ظل فوضى التنظيم القائمة أي إحصائية عن أعداد المصابين بأمراض مزمنة تتطلب المتابعة الدائمة، ويقول مسؤولو المخيم إن التعاون جار مع بعض المنظمات الخيرية لحصرهم.
وقد صادفنا متطوعات من منظمة "نحن نهتم بالإغاثة والتنمية" وهن في مسعى حثيث لحصر أعداد الحوامل، وتقول إحداهن -وهي شذى القطان- إنه لا أرقام لديهن حتى الآن يمكن تقديمها للإعلام، فعملية الحصر في بدايتها.
جهود قطرية
ويقتصر عمل المراكز الطبية هنا في هذا المخيم على تقديم الإسعافات الأولية وبعض الأدوية للأمراض العادية والمهدئات، غير أن الهلال الأحمر القطري لديه خطة جاهزة -كما يقول مسؤولوه- لرفع مستوى أدائه وخدماته.
وبحسب منسق المشاريع في المنظمة وليد خليل الدليمي، سيوفر المركز الصحي التابع للهلال الأحمر القطري بمخيم الخازر علاجا للأمراض المزمنة الشائعة في غضون عشرة أيام.
ويعالج المركز الآن بشكل يومي مئتي مريض، كما يستعد الهلال القطري لافتتاح مستشفى ميداني في مخيم حسن شامي قريبا.
ويقول الدليمي إن الإجراءات الأمنية والرسمية لإحالة المرضى إلى المستشفيات في أربيل طويلة ومعقدة، ويكشف عن أن جريحين توفيا قبل يومين في مخيم حسن شامي بسبب بطء تلك الإجراءات، موضحا أن إنشاء المستشفى الميداني يستهدف تلافي تلك النواقص.
ويقدم الهلال الأحمر القطري أسبوعيا -وفق مسؤوليه- ما لا يقل عن ألفي حصة غذائية وشتوية (أغطية وسترات برد وقفازات وجوارب) في مخيمات الخازر وحسن شامي والخازر الجديد وبالقيارة وفي حي الانتصار بالموصل.