مخيمات نازحي الموصل.. نقص الخدمات وفوضى التنظيم

مخيم الخازر شرق الموصل1.jpg

محمد غلام-مخيم الخازر

في فضاء من الأرض واسع ممتد على مرمى البصر ووسط خيم بلاستيكية بالآلاف بنيت على عجل، جلس محمود وأحمد وفخري يندبون حظهم العاثر حين طوحت بهم ظروف الحرب اللانهائية بالعراق إلى هذا السجن الكبير، مخيم الخازر شرق الموصل.

الشكاوى هنا لا تقف عند حد، ولا تتوقف إلا بتفجر زوبعة في هذه المنبسط الأرضي الذي تكسوه حجارة صغيرة الحجم، تتخللها أتربة دقيقة تنطلق مع كل نسمة -رغم جمال الطقس- لتكسو وجوه الرجال بمساحيق بنية طبيعية، ثم ينطلقوا في الشكاوى.

يشكو محمد عبد الله فتحي (58 عاما) من أن قاطني المخيم حيث رمت به المقادير "سجناء"، ويقول "أشعر بأني سجين.. أريد أن أذهب إلى خارج المعسكر، لا أستطيع أن أذهب إلى أولادي في أربيل أو أعود إلى بيتي في قرية طوبزاوة شرق الموصل".

الجميع هنا في المخيم باتوا دون هويات، ويقول أحمد سليم أحمد (51 عاما) إن هويته لم ترد إليه حتى الآن بعد 27 يوما هنا، ويقول إن لجانا بعضها دولية تدقق في الهويات لأسباب أمنية.

نقص الغذاء والدواء في مخيم الخازر شرق الموصل (الجزيرة)
نقص الغذاء والدواء في مخيم الخازر شرق الموصل (الجزيرة)

الرعاية الصحية
واحدة من أكثر الشكاوى الجارية على كل لسان هنا تتعلق بالصحة وانعدام الرعاية الطبية إلا ما تقدمه بعض المنظمات الدولية من أدوية تقتصر حتى الآن على المهدئات والمسكنات، ولا تتعدى ذلك إلى الأمراض المزمنة، من سكر وضغط وأمراض قلب.

يقول شكر محمود (63 عاما) القادم من قرية كوكجلي شرق الموصل، وهو مصاب بمرض السكري وتشمع في الكبد "أحتاج لإبر أنسولين.. شكوت لإدارة المخيم فردت بأن الكهرباء غير متوفرة وليس لديهم وسائل لحفظ هذا النوع من الأدوية".

يستضيف المخيم وفق مديره بدر الدين نجم الدين من منظمة بارزاني الخيرية عشرين ألف شخص، هم عداد أربعة آلاف عائلة تقاطرت على هذا المخيم مع بدء المعارك الأولى لاستعادة الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اتساع المخيم ووجود نقطة واحدة لتوزيع المواد على مدخله الممتد لنحو ثلاثة كيلومترات طولا، واحدة من الطوام هنا، ويضطر فخري محمد صالح المدعمة رجله بسياج بلاتيني إلى الاستعانة بالجيران والأطفال لحمل مؤونته إلى نهاية المخيم.

لا يتوقف صالح (45 عاما) وهو من قرية "عمر كان" في سهل نينوى عن الحديث عما يعانيه وهو يحاول إمداد والدته المقعدة المصابة بالضغط وأمراض القلب والشلل وأخيه المختل عقليا وابنيه، بالمؤن والمستلزمات الطبية المنعدمة، ويقول إنه لم ير أي طبيب.

شح المياه وعدم نظافتها في مخيم الخازر شرق الموصل (الجزيرة)
شح المياه وعدم نظافتها في مخيم الخازر شرق الموصل (الجزيرة)

مشكلة المياه
مشكلة مياه الشرب نالت نصيبا وافرا من النقد، ويزعم كثيرون أنها تجلب في خزانات وقود سابقة وبأنها تجلب من آبار ارتوازية، وقد تسببت بأمراض كثيرة لقاطني المخيم.

ويشير المنسق الإعلامي في فرع الهلال الأحمر القطري بأربيل ياسين العاني، إلى أن المياه هنا غير صالحة للشرب ولا حتى للطبخ، وقد تسببت في حالات تسمم كثيرة جدا بين الأطفال.

ويقول إن دور منظمته يقتصر على توفير خدمات المياه من الخزانات وشبكات الصرف في المخيم الجديد في حسن شام، لكن مسألة جلب المياه ليست من مسؤولية منظمته.

يرد مدير المخيم على الانتقادات بأن العمل ليس كاملا بعد ولا تزال تعتريه بعض النواقص، ويقول إن ثمة آلية توزيع جديدة ستنفذ في الأيام القادمة تقتضي فتح ثلاث مناطق توزيع داخل المخيم، ويقر بأن "ثمة إشكالات فيما يتعلق بالماء وقد خاطبنا الجهة التي توفره وهي منظمة ACF وتعهدت بالتغلب على المشكل".

ويحمل المسؤول الكردي على الحكومة العراقية، ويقول إنه لا دور لها في حل مشاكل النازحين بالمخيم، ويقول في المقابل إن حكومة إقليم كردستان العراق رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها تقوم بدور مهم لإنقاذ النازحين.

المصدر : الجزيرة