تغذية قسرية لأسير فلسطيني مضرب منذ 50 يوما

فلسطين رام الله يناير 2016 - إعتصام تضامني مع الصحفي الأسير محمد القيق بعد تدهور وضعه الصحي.
اعتصام تضامني مع الصحفي الأسير محمد القيق بعد تدهور وضعه الصحي (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

قال وزير هيئة الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن أطباء إسرائيليين أخضعوا أسيرا فلسطينيا للتغذية القسرية، بعدما فقد وعيه نتيجة إضرابه المتواصل عن الطعام منذ خمسين يوما.

وذكر الوزير قراقع للجزيرة نت أن أطباء إسرائيليين في مستشفى العفولة بالأراضي المحتلة عام 1948، بدؤوا باتخاذ إجراءات تغذية بالقوة عبر حقن الأسير الصحفي محمد القيق (33 عاما) بمادة مغذية في الوريد بعد قرار بذلك اتخذته لجنة طبية إسرائيلية.

وقال إن الإجراء بدأ بعدما دخل الأسير في حالة غيبوبة وفقدان للنطق ووهن شديد، حيث كبله الأطباء في مستشفى العفولة بالسرير وأدخلوا السوائل إلى جسده بغير إرادته.

وحسب الوزير فإن تغذيته قسرا هدفت إلى كسر إضراب الصحفي الأسير إجباريا، بدلا من الاستجابة إلى مطلبه بوقف اعتقاله الإداري، مؤكدا أنه ما زال في وضع صحي خطير مع دخوله اليوم الخمسين في الإضراب عن الطعام.

من جانبها أكدت محامية هيئة شؤون الأسرى هبة مصالحة أن محمد القيق حالته صعبة، وبالكاد استطاع التحدث معها ببعض الكلمات، وأخبرها بأنه يراها كخيال، وأكدت معاناته من المضاعفات التي تهدد حياته بسبب إضرابه الطويل عن الطعام.

ووفق مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان فإن القيق مر بوضع صحي متدهور في الأيام الأخيرة، حيث كان يتقيأ الدم ومادة صفراء، ويعاني من صداع دائم وآلام في المعدة والمفاصل وجفاف في الحلق. وقالت إن حياته أصبحت مهددة في أي لحظة.

وعبرت الصحفية فيحاء شلش زوجة القيق عن قلقها البالغ على حياته، لكنها قالت إن مطلب زوجها الوحيد هو الحرية، وإن عائلته ترفض إجباره على وقف إضرابه حتى ينال الحرية أو الشهادة، وهو الشعار الذي رفعه منذ بداية إضرابه.

‪زوجة الأسير القيق تعبر عن قلق عائلته على حياته بعد تغذيته قسريا‬ (الجزيرة نت)
‪زوجة الأسير القيق تعبر عن قلق عائلته على حياته بعد تغذيته قسريا‬ (الجزيرة نت)

التهمة صحفي
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار إن هناك مراسلات إلى المؤسسات الحقوقية في الأراضي المحتلة، وكذلك اتصالات على مستويات دولية مع اتحاد الصحفيين العرب واتحاد الصحفيين الدولي للضغط من أجل الإفراج عن الصحفي القيق.

وقال النجار للجزيرة نت "لدينا معلومات مؤكدة أن محمد القيق اعتقل على خلفية عمله الصحفي وجرى التحقيق معه في سجون الاحتلال على ذلك فقط"، معتبرا ذلك سياسة عدوانية ممنهجة ضد الصحفيين الفلسطينيين.

ويعمل القيق مراسلا لقناة "المجد" الفضائية منذ خمس سنوات، وهو أب لطفلين، وقد اعتقل يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من منزله شمال مدينة رام الله ونقل إلى مستوطنة بيت إيل.

وقالت عائلته إنه ألقي في العراء مدة عشرين ساعة قبل نقله إلى التحقيق في مركز المسكوبية بالقدس ومن ثم إلى مركز الجلمة قرب جنين شمال الضفة الغربية، وقد استمر التحقيق معه بصورة قاسية لمدة 25 يوما.

وحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن ثلاثة أسرى فلسطينيين -بالإضافة إلى الصحفي القيق- يخوضون إضرابا مستمرا عن الطعام منذ فترات مختلفة، بينهم الأسير عبد الله أبو جابر الذي يحمل الجنسية الأردنية إلى جانب الفلسطينية، والذي بدأ إضرابا مفتوحا منذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويطالب أبو جابر الذي نقل إلى مستشفى الرملة، بتخفيض حكمه ضمن ما يعرف بمحكمة ثلثي المدة، أو نقله إلى الأردن لإكمال ما تبقى من مدة حكمه البالغة خمسة أعوام من عشرين عاما قضاها في سجون الاحتلال. 

المصدر : الجزيرة