الصحفيون الفلسطينيون هدف لجنود الاحتلال

صحفيين بشكل مباشر- الجندي الذي اطلق النار باتجاه الزميل الصحفي نضال اشتية واصابه بعينه -تصوير عاطف دغلس- الجزيرة نت4
الجندي الذي أطلق النار باتجاه الزميل الصحفي نضال اشتية وأصابه بعينه (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس 

 

كان يكفي أن يطلق جندي إسرائيلي رصاصة واحدة ليخلف إصابة فقط في صفوف متظاهرين فلسطينيين أحيوا ذكرى النكبة عند حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لكن هذه الرصاصة لم تصب متظاهرا ولم تترك إصابة عادية، بل استهدفت الصحفي الفلسطيني نضال اشتية في عينه وألحقت به إعاقة دائمة.

وتشير كل الدلائل إلى أن الاحتلال تعمد إلحاق الأذى بالصحفيين بالرغم من كونهم حددوا لأنفسهم مكانا بعيدا عن المتظاهرين من جهة وجيش الاحتلال من جهة أخرى، وهو ذات الأمر يؤكده الصحفي اشتية.

وأوضح اشتية للجزيرة نت أن أحد الجنود أطلق نيرانه بشكل مباشر عليه بينما كان يهم بتصوير الأحداث، وأن الرصاصة وهي من النوع المعدني المغلف بالمطاط كسرت القناع الذي كان يرتديه، وأحدثت إصابة بليغة في عينه وأنه لا يزال حتى الآن يخضع للعلاج.
 
وأضاف أن إصابته تلك ليست الأولى، فقد تعرض لاعتداءات كثيرة من قبل جنود الاحتلال تنوعت بين الضرب والقمع وتحطيم كاميراته، وقال "أصبت مرات كثيرة ولكنها لم تكن بشدة هذه المرة من حيث مكان الإصابة وطريقة الاستهداف لهم".

‪اشتية أصيب بعينه برصاصة مباشرة‬ (الجزيرة)
‪اشتية أصيب بعينه برصاصة مباشرة‬ (الجزيرة)

إعاقة دائمة
وفقد اشتية الرؤية الواضحة نتيجة تمزق في بؤبؤ العين، كما أصيب بعجز بالنظر يصل لـ40% وضغط في عينه وصداع مستمر تنقل على أثره بين مشافي الضفة الغربية والأردن لتلقي العلاج. لكن "الأسوأ" الذي يخشاه أن يفقد وظيفته بسبب إصابته، فعمله ومصدر رزقه يعتمد على عينه، وهو منذ إصابته منقطع عن العمل، ويعتزم مقاضاة جيش الاحتلال على جريمته.

أما الصحفية الفلسطينية نبال فرسخ التي أصيبت بـ"غاز الفلفل الحارق" قبل نحو أسبوعين خلال مسيرة شمال مدينة القدس، فتقول إن الاعتداء على الصحفيين وقع قبل انطلاق الفعالية، إذ كان عشرات الجنود يحشدون لقمع المسيرة قبل انطلاقها بالقرب من منطقة عسكرية -مستوطنة وفق ادعائهم- وشرعوا وبشكل مباشر برش الصحفيين بغاز الفلفل.

وتضيف أن توثيق زملائها الصحفيين بكاميراتهم لاعتداء جيش الاحتلال ساعدها في الاحتفاظ بحقها بالدفاع عن نفسها، ومقاضاة جنود الاحتلال وكشف جرائمهم وانتهاكاتهم بحق الصحفيين.

وخلفت حرب غزة العام الماضي 17 شهيدا صحفيا، في حين سُجّل أكثر من 351 انتهاكا إسرائيليا بحقهم خلال العام 2014 وعشرات الانتهاكات منذ بداية العام الجاري، موزعة بين القتل والضرب والإصابة والاحتجاز ومنع التغطية ومصادرة المعدات، واعتقال أكثر من 23 منهم.

‪الراعي أكد استهداف جنود الاحتلال للصحفيين بشكل مباشر‬ (الجزيرة)
‪الراعي أكد استهداف جنود الاحتلال للصحفيين بشكل مباشر‬ (الجزيرة)

قمع وتوثيق
ويقول مدير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) إن مهاجمة الصحفيين تعدت كافة أشكال القمع والاعتقال والاحتجاز والمنع للقتل. أما محمد راعي الباحث بمؤسسة "الحق" الفلسطينية فيؤكد أنهم رصدوا اعتداءات وانتهاكات مباشرة بحق الصحفيين "و كل الإجراءات التي يتخذها الصحفيون من ارتداء زي الصحافة والابتعاد عن منطقة المواجهات لا توقف اعتداءات الجيش الإسرائيلي".

ويضيف موسى الريماوي أن الاحتلال "تخطى حاجز منع الصحفيين وطردهم واحتجازهم لاستهدافهم مباشرة بقتلهم والتسبب بعاهات وإعاقات دائمة، وكل هذا مخالف للقوانين الدولية التي وفرت غطاء وحماية للصحفيين، وبين أنهم يقومون بتوثيق تلك الاعتداءات كخطوة مهمة لمحاكمة إسرائيل بالمحكمة الجنائية الدولية".

وفي تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" صدر أخيرا حذرت فيه من تصعيد الاحتلال واستهدافه للصحفيين الفلسطينيين بشكل مباشر، ودعا لاحترام السلامة الجسدية للصحفيين الذين يقومون بتغطية المظاهرات.

المصدر : الجزيرة