أمنستي: مجازر وتطهير عرقي للعرب السنة بالعراق

Residents walk past Shi'ite fighters in Barwana, in Diyala province, north of Baghdad February 8, 2015. REUTERS/Ahmed Saad
صورة التقطت يوم 8/2/2015 في قرية بروانة حيث جرت مجازر بحق السنة العرب، ويظهر فيها مسلحون شيعة (رويترز)

اتهمت منظمة العفو الدولية قوات حكومية عراقية ومليشيات شيعية وأخرى إزيدية بارتكاب مجازر وعمليات تطهير عرقي بحق العرب السنة في العراق، تصل إلى حد جرائم الحرب.

ووفق المنظمة فإن المليشيات الشيعية والقوات الحكومية اقترفت "مجزرة ذهب ضحيتها على الأقل 56 -ويحتمل أن يكون العدد أكثر من 70- من العرب السنة في بروانة"، وهي قرية في محافظة ديالى.

ووصفت عشرات النساء والفتيات لمنظمة العفو الدولية كيف قبض على أقربائهن وجيرانهن الذكور من منازلهم وقتلوا بالرصاص بدم بارد يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي على أيدي أفراد من المليشيات الشيعية والقوات الحكومية.

وقد عثر على جثثهم ملقاة على قارعة الطرق حول القرية وهم مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين، الأمر الذي يشي بأنهم ذهبوا ضحايا عمليات إعدام ميداني تصل حدّ جرائم الحرب.

وتقول المنظمة إن "مليشيات شيعية -بدعم وتسليح من قبل الحكومة العراقية- شنت هجمات مشابهة في شتى أنحاء العراق، حيث اختطفت وقتلت عشرات المدنيين السنة، مع الإفلات التام من العقاب. وفي بعض الحالات قامت بالتهجير القسري لمجتمعات سنية كاملة".

وقالت كبيرة مستشاري المنظمة لشؤون الأزمات دوناتيلا روفيرا إن "الجرائم البشعة التي اقترفها تنظيم الدولة الإسلامية قوبلت بهجمات طائفية متنامية من قبل المليشيات الشيعية التي تنتقم من التنظيم على جرائمه باستهداف العرب السنة".

وبحسب روفيرا العائدة من العراق بعد تحقيق وتوثيق لجرائم الحرب هناك وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فإنه "نظرا لأن الجناة ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية والمليشيات الشيعية القوية ممن لا تطال يد القانون معظمهم، فإن المدنيين لا يجدون من يلجؤون إليه لحمايتهم، ولا يستطيع الضحايا الوصول إلى العدالة".

سنجار شهدت عمليات تطهير عرقي للعرب السنة على أيدي مليشيات إزيدية (الجزيرة)
سنجار شهدت عمليات تطهير عرقي للعرب السنة على أيدي مليشيات إزيدية (الجزيرة)

حرق ونهب وقتل
كما اتهمت العفو الدولية مليشيات إزيدية بارتكاب عمليات تطهير عرقي بحق العرب السنة في مدينة سنجار بمحافظة نينوى شمال العراق، ومن ضمنها الحرق والنهب والقتل.

وذكر تقرير المنظمة أن عناصر هذه المليشيات هاجموا قريتي الجري والسيباية يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي وقتلوا 21 شخصاً أغلبهم من كبار السن والنساء والأطفال، ونهبوا المنازل وأحرقوها.

كما اختطفوا أربعين شخصا لا يزال 17 منهم في عداد المفقودين. وذكر التقرير أن أفرادا من قوات البشمركة الكردية كانت موجودة وقت الحادث، مشيرا إلى أن سلطات إقليم كردستان العراق لم تجر أي تحقيق في الهجمات التي استهدفت قريتي الجري والسيباية.

ودعت المنظمة الحقوقية البارزة السلطات العراقية إلى بذل الجهد لنزع فتيل التوترات الطائفية، وذلك عبر تقديم الجناة إلى ساحة العدالة بلا تمييز.

المصدر : الجزيرة