2014 العام الأكثر دموية بحق الصحفيين الفلسطينيين

المتحدثون في اللقاء من اليمين نهاد أبو غوش وصفاء ناصر الدين و جون جات روتر
المتحدثون في الندوة من اليمين نهاد أبو غوش وصفاء ناصر الدين وجون جات روتر (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، عقد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" بالتعاون مع جامعة القدس وشبكة "هنا القدس" للإعلام المجتمعي، لقاء بشأن الحريات الصحافية وأبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون خلال القيام بأعمالهم في مركز دراسات القدس بالقدس المحتلة.

وحسب تقرير "مدى" السنوي حول انتهاكات الحريات الإعلامية في فلسطين فإن العام 2014 كان الأكثر دموية والأشد قسوة على الصحفيين، حيث سجّل المركز ارتفاعا بلغت نسبته 108% فيما يتعلق بعدد الانتهاكات والاعتداءات التي تم رصدها وتوثيقها خلال العام المنصرم مقارنة بالعام الذي سبقه.

وبلغ إجمالي عدد الجرائم والاعتداءات التي شملت الحريات الإعلامية خلال العام 2014 في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة 465 جريمة واعتداء، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 351 من هذه الجرائم أي ما يعادل 75% منها، في حين ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة 114 انتهاكا أو ما يعادل 25% من مجمل الاعتداءات.

حضور اللقاء حول حريات الصحافة بفلسطين والانتهاكات الإسرائيلية بحقها (الجزيرة)
حضور اللقاء حول حريات الصحافة بفلسطين والانتهاكات الإسرائيلية بحقها (الجزيرة)

مهنة المخاطر
وتحدث عضو مجلس إدارة مركز "مدى" نهاد أبو غوش عن خطورة استهداف الصحفيين، مستشهدا بالحرب الأخيرة على قطاع غزة التي ارتقى خلالها 17 صحفيا معظمهم كان يرتدي السترة الواقية والخوذة، موضحا أن "الصحفي ليس طرفا في المعركة وهو يعمل في الميدان لنقل ما يجري من أحداث ولكن للأسف فإن العام الماضي شهد أبشع الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين".

وأكد أبو غوش خلال اللقاء أن العدو الرئيسي للصحفيين الفلسطينيين هو الاحتلال الذي يستهدفهم بالقتل ويستخدمهم دروعا بشرية أثناء العمليات العسكرية ويعتقلهم حيث يقبع حاليا داخل السجون 16 صحفيا، "وهذا يدفعنا للقول إن مهنة الصحافة هي مهنة المخاطر في فلسطين بالإضافة لكونها مهنة المتاعب".

وأشار إلى ضرورة تعميق ثقافة حرية التعبير في المجتمع الفلسطيني، وتطوير البيئة التشريعية القانونية من أجل الوصول لواقع مشرق فيما يتعلق بحرية الرأي، وذلك من خلال التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الرسمية عبر تنظيم ورشات تدريبية.

من جانبه قال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين جون جات روتر إن هناك ضرورة لإنشاء مؤسسات تعمل على حماية الأبرياء، مضيفا أن "جهود مؤسسات المجتمع المدني ليست كافية في هذا المجال ولا بدّ من دور فعّال للمجلس التشريعي الفلسطيني في حماية المدنيين من الصحفيين وغيرهم".

معرض الصور الذي يوثق انتهاكات بحق الصحفيين المقدسيين(الجزيرة)
معرض الصور الذي يوثق انتهاكات بحق الصحفيين المقدسيين(الجزيرة)

دور تكاملي
وعن التحديات التي تواجه الصحفيين في فلسطين، قالت صفاء ناصر الدين نائبة رئيس جامعة القدس "بينما يحتفل العالم في الثالث من مايو/أيار باليوم العالمي لحرية الصحافة تمر هذه المناسبة على صحفيي فلسطين في ظل مسلسل اعتداءات من الاحتلال لا ينتهي بحقهم، فهم يعيشون الخطر ويواجهون الموت يوميا".

وطالبت صفاء كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية أن تتحرك من أجل المساعدة في تطبيق مفاهيم حرية الصحافة والضغط على المحتل الإسرائيلي لإجباره على وقف اعتداءاته الإجرامية ضد الصحفيين، "نحن بحاجة لتطبيق الشعارات الحقوقية التي ترفعها المؤسسات الدولية لعدم إفلات المعتدي من العقاب".

وعلى هامش اللقاء عرض مركز "مدى" فيلما وثائقيا بعنوان "صحفيون تحت النار"، وتضمن الفيلم شهادات لصحفيين غزيين عاشوا الحرب الأخيرة، ووصفوا مدى الخطر الذي كان يلاحقهم كل لحظة أثناء التغطية المستمرة للعدوان الإسرائيلي على غزة، كما تم تخصيص زاوية في مركز دراسات القدس بالبلدة القديمة لعرض صور اعتداءات نفذتها قوات الاحتلال بحق صحفيين مقدسيين.

ويوازي ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات ضد الحريات الإعلامية خلال العام 2014 نحو 44% من مجمل الانتهاكات التي ارتكبها على امتداد ستة أعوام سبقت ذلك.

يذكر أن الانتهاكات التي حصلت بحق الصحفيين في مدينة القدس المحتلة على أيدي قوات الاحتلال خلال العام المنصرم، تفوق ما حصل في نابلس والخليل أكبر محافظات الضفة الغربية.

المصدر : الجزيرة