اعتقال الأطفال بالقدس.. طفولة ضائعة وقانون غائب

صورة عامة من الندوة
صورة من الندوة التي نظمتها مؤسسة الميثاق لحقوق الإنسان عن الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

تحت عنوان "طفولة ضائعة وقانون غائب"، عقدت مؤسسة الميثاق لحقوق الإنسان ندوة ناقشت خلالها تقريرا أعدته عن الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون في القدس عند اعتقالهم على يد قوات الاحتلال.

وأوضح التقرير الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الطفل بدءا من مرحلة الاقتياد من المنزل مرورا بمراكز التوقيف والتحقيق حتى صدور الحكم عليه في حال إدانته. وأبرز هذه الانتهاكات هي الاعتقال الليلي وتقييد اليدين وتعصيب العيون، والاعتداء الجسدي والتحرش الجنسي، والحرمان من الطعام والشراب، ومنع أحد الوالدين من حضور التحقيق إضافة إلى الإجبار على التوقيع على أوراق باللغة العبرية.

وكشف محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان محمد محمود عن أن 95% من اعتقالات الأطفال في القدس تتم بين الساعة الرابعة والخامسة والنصف فجراً وبشكل وحشي. مضيفاً أن الإفراج عن الأطفال للحبس المنزلي حتى انتهاء الإجراءات القانونية يعتبر من أقسى العقوبات بحق الطفل وذويه، حتى بات بعض الأطفال يفضلون الاعتراف بتهمة رشق الحجارة ليُحكم عليهم بالسجن الفعلي بدلاً من الإفراج عنهم للحبس المنزلي حتى نهاية الإجراءات القانونية التي قد تمتد لتسعة شهور.

من جانبه تحدث المرشد النفسي حسن فرج عن المراحل النفسية التي يمر بها الطفل خلال فترة الحبس المنزلي والتي تتعلق بسلوكياته، ففي المرحلة الأولى من الحبس يتحول الطفل إلى عصبي جدا وتتسم تصرفاته بالعنف تجاه أسرته والبيئة المحيطة، كما يصاحب هذه الفترة اضطراب شديد في الساعة البيولوجية لدى الطفل، ليدخل بعدها في مرحلة الاكتئاب واللامبالاة الناجمة عن فقدان الأمل في المستقبل.

عقاب جماعي
وخلال الندوة تحدثت السيدة أم صهيب الأعور عن تجربة ابنها في السجن الفعلي والحبس المنزلي حيث أمضى صهيب (18 عاما) 21 شهراً في الأسر، كما خضع للحبس المنزلي لمدة عام كامل، منها أربعة شهور أُبعد فيها عن منزله في بلدة سلوان، موضحة أن وظيفتها كأم تمثلت في حراسة ابنها خوفا من خرق شروط الحبس المنزلي، وأضافت أن "من يقول إن السجن المنزلي ليس عقوبة أقول له إنه عقوبة جماعية للطفل وأهله".

وفي حديثه للجزيرة نت، قال صهيب الأعور "فراق الحرية والأهل هو أقسى ما يمكن أن يمر به الإنسان خلال فترة سجنه". وتابع قائلا "الكثير من المدارس ترفض استقبالي حاليا بسبب فصلي رسمياً من قبل وزارة المعارف الإسرائيلية، ومع ذلك لن أستسلم، سأعمل جاهدا من أجل الحصول على شهادة الثانوية العامة هذا العام".

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها مؤسسة الميثاق من شرطة الاحتلال بموجب قانون الحق في الوصول للمعلومات، فإن الشرطة قامت في عام 2013 باعتقال 173 طفلا مقدسيا، منهم ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين 12-13 عاما، و165 طفلا ما بين 14-17 عاما، وتم توجيه لوائح اتهام ضد 49 طفلا منهم فقط.

ووفقاً لبيانات نادي الأسير الفلسطيني، يقبع في سجون الاحتلال حاليا ما يقارب 6200 أسير، منهم 20 أسيرة، و214 طفلا منهم أربع قاصرات يقبعن في سجن "هشارون".

ووصل عدد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال خلال عام 2014 أكثر من 1500 طفل، ما يقارب ألفا منهم من مدينة القدس وضواحيها.

المصدر : الجزيرة