أهالي مختطفي غزة غاضبون لتجاهل السلطة

وقفة احتجاجية في غزة لأهالي الفلسطينيين الأربعة المختطفين في مصر، للاحتجاج على تجاهل السلطة الفلسطينية لقضيتهم
وقفة احتجاجية لأهالي الفلسطينيين الأربعة المختطفين في مصر (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

تمتزج مشاعر الألم والسخط بقلوب أهالي الفلسطينيين الأربعة المختطفين في سيناء منذ أربعة أشهر بعد مغادرتهم قطاع غزة عبر معبر رفح البري، من دون أن يبدو في الأفق القريب أي بصيص أمل لإنهاء معاناتهم.

فقد اختطف مجهولون في 19 أغسطس/آب الماضي الفلسطينيين الأربعة ياسر زنون، وعبد الدايم أبو لبدة، وحسين الزبدة، وعبد الله أبو الجبين من داخل حافلة لترحيل المسافرين على بعد خمسمئة متر من معبر رفح البري داخل الأراضي المصرية بين حاجزين للجيش المصري في وقت كانت سيناء تشهد حضورا أمنيا مشددا.

وتفاقمت آلام أهالي المختطفين بعد تجاهل السلطة الفلسطينية قضية أبنائهم، وإقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزير العدل بحكومة التوافق سليم السقا على خلفية استفساره للسلطات المصرية عن مصير المختطفين الأربعة، وفق ما ذكره عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد مؤخرا خلال لقاء بثه تلفزيون فلسطين (رسمي).

إقالة وزير العدل بعد سؤال مصر عن مصير المختطفين شكلت صدمة لعائلاتهم (الجزيرة)
إقالة وزير العدل بعد سؤال مصر عن مصير المختطفين شكلت صدمة لعائلاتهم (الجزيرة)

صدمة الأهالي
والدة المختطف عبد الله أبو الجبين عبرت عن استهجانها واستغرابها من إقالة الوزير السقا لمجرد أنه سأل على مصير أبنائهم، قائلة إن "من مسؤولية الرئيس الفلسطيني والسلطة والحكومة الفلسطينية معرفة مصير هؤلاء المختطفين والعمل على عودتهم لعائلاتهم".

وتضيف في حديثها المكسو بنبرة حزن للجزيرة نت "منذ أربعة أشهر لم يهتم بنا أي مسؤول في السلطة الفلسطينية ولم يراع أحد حرقتنا على مصير أبنائنا، وبعد هذه المدة يخرج علينا من يقيل مسؤولا اهتم بقضيتنا وحاول مساعدتنا".

وتتساءل الأم "خرج ابني لإكمال دراسته في تركيا بطريقة رسمية، واختطف داخل الأراضي المصرية من داخل حافلة الترحيلات التي تحرسها قوة أمنية مصرية وعلى مقربة من معبر رفح، فلمن نتوجه لحل هذه القضية؟ ومن هو المسؤول عنها؟ لقد تجرعنا الألم والمعاناة طوال الشهور الماضية من دون أن يشفق علينا أحد".

تجاهل رسمي
من جهته، عبر محمد أبو لبدة -وهو خال المختطف عبد الدايم أبو لبدة- عن "غضبه" تجاه تصريحات عزام الأحمد التي قال فيها إنه "ليس من صلاحيات الوزير السقا السؤال عن المختطفين"، متسائلا: "هل السؤال عن المختطفين يحتاج موافقات من الحكومة أو من الرئيس؟".

ويقول في حديث للجزيرة نت "إذا كان الأمر يحتاج لموافقة من السيد الرئيس فلماذا لم تتحركوا أو تحركوا ساكنا؟ بل منعتم أحدا من التدخل في هذا الأمر، ومنعتم وسائل الإعلام الخاصة بكم من الحديث عن جريمة الاختطاف التي فطرت قلوبنا على أبنائنا، بل وصدرتم الإشاعات التي زادت قلق أهالي المختطفين وتبين عدم صحتها في وقت لاحق".

ويضيف "الرئيس أقام الدنيا ولم يقعدها عندما اختطف ثلاثة مستوطنين على يد مجموعة فلسطينية مقاومة، واعتبر أنهم بشر يجب إعادتهم إلى ذويهم"، متسائلا: هل أبناؤنا ليسوا بشرا لتعرف الحكومة مصيرهم من السلطات المصرية؟

وتابع أبو لبدة "كان الأولى بالرئيس والسلطة الفلسطينية تقدير الوزير سليم السقا على موقفه الشجاع وليس إقالته من الحكومة".

وأشار إلى أن عائلات المختطفين ليست طرفا في الصراع السياسي ومعادلة الانقسام التي تعصف بالساحة السياسية الفلسطينية، مطالبا السلطة الفلسطينية بالتعامل مع هؤلاء الشباب على أنهم فلسطينيون يجب معرفة مصيرهم والوقوف مع عوائلهم بدلا من تجاهل معاناتها.

إقالة وزير العدل بعد سؤال مصر عن مصير المختطفين شكلت صدمة لعائلاتهم (الجزيرة)
إقالة وزير العدل بعد سؤال مصر عن مصير المختطفين شكلت صدمة لعائلاتهم (الجزيرة)

مناشدة إنسانية
ودعا أبو لبدة السلطات المصرية إلى ضرورة العمل من أجل الإفراج عن أبنائهم المختطفين، فهم لم يرتكبوا أي جريمة بحق مصر.

ولم يتسن للجزيرة نت الحصول على تعقيب من حركة فتح أو السلطة الفلسطينية حول إقالة الرئيس عباس وزير العدل.

من جهته، استنكر التجمع الشعبي للدفاع عن المختطفين إقالة الرئيس عباس الوزير السقا على خلفية رسالته للسلطات المصرية.

وطالب المتحدث باسم التجمع محمد الجمل في حديث للجزيرة نت كافة الفصائل والأطراف الفلسطينية بأن يكون لها موقف واضح تجاه قضية المختطفين، مستهجنا إهمال السلطة وحكومة التوافق هذه القضية الإنسانية.

المصدر : الجزيرة