اعتقال النساء يتضاعف مع هبة القدس

عاطف دغلس-نابلس
وعاشت الفتاة الأسيرة وعائلتها ساعة من الرعب والترهيب عند اقتحام المنزل في قرية شقيقا برام الله، حيث حجز الأب والأم والأشقاء داخل إحدى الغرف، في حين كانت جورين وشقيقتها الكبرى صابرين تقارعان جنود الاحتلال الذين اقتادوا جورين مكبلة إلى دورية الاعتقال.
وقال سعيد قدح -والد جورين- إنه لم ير ابنته منذ اعتقالها، فهو رجل مقعد ولا يقدر على الحركة، كما لم يسمح للعائلة بزيارتها لغاية الآن.
وأوضح أن محكمة عوفر غرب رام الله قضت بسجن ابنته إداريا ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، من دون أن توجه لها أي تهمة صريحة، مما يؤكد أنه "اعتقال تعسفي وكيدي يبتغي إرضاء جواسيس ومحرضين ضد جورين وعائلتها لمواقفها الوطنية".
وأشار الوالد المكلوم إلى أن ابنته الكبرى صابرين تمكنت لمرة واحدة فقط من رؤية شقيقتها جورين داخل قاعة المحكمة، واطلعت عن قرب على معاناتها في الاعتقال ونقلت عنها تعرضها لاعتداء وضرب أثناء الاعتقال والاستجواب.
وجورين هي الأسيرة الثانية بعد الأسيرة أسماء حمدان من مدينة الناصرة الفلسطينية التي يتم تحويلها للاعتقال الإداري، مما ينذر بمأساة قد تلحق بعدد من المعتقلات إن لقين المصير نفسه.

استهداف وانتهاكات
وارتفع عدد الأسيرات منذ انتفاضة القدس التي دخلت شهرها الثاني إلى أكثر من أربعين أسيرة بعد أن كن في حدود 18 أسيرة قبل ذلك التاريخ.
وتتخوف مؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى وحقوق الإنسان من تصعيد الاحتلال الاعتقال بحق الفلسطينيات، وأكدت أنه وفق دراسات ميدانية ومعطيات ميدانية تم استهداف النساء بالاعتقال والاحتجاز والاعتداء وقتلهن بدم بارد.
ومن بين أكثر من 1500 حالة اعتقال سجلت خلال انتفاضة القدس في مختلف المناطق الفلسطينية حظيت القدس بالنسبة الكبرى من حيث عدد المعتقلين والمعتقلات، إذ سجلت 42 حالة اعتقال -بينها طفلات وقاصرات- ولا تزال ست منهن رهن الاعتقال.
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس أمجد أبو عصب إن جيش الاحتلال تعمد استهداف المقدسيات بشكل خاص، والفلسطينيات بوجه عام خلال هذه الانتفاضة، وأكد أن الاحتلال يسعى لتفتيت النسيج الاجتماعي في القدس باعتقال المتزوجات والقاصرات، والحد من دور المرأة في الدفاع عن المسجد الأقصى، ولا سيما المرابطات.

تعنيف ممنهج
وأشار أبو عصب للجزيرة نت إلى أن اعتقال النساء لم يتصاعد فحسب بل تميز بالتعنيف والعنجهية خلال عملية الاعتقال، وتم اعتقال فتيات بعد إصابتهن بالرصاص.
بدورها، قالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة إن الاحتلال نكل بالنساء الفلسطينيات لحظة اعتقالهن وصعد من استهدافهن بسبب مشاركتهن الفاعلة في الانتفاضة.
وأوضحت سراحنة للجزيرة نت أن الاحتلال تعمد إهانة المرأة خلال اعتقالها عبر التنكيل والتحقيق القاسي والاحتجاز لساعات في أماكن سيئة، كما اعتقل قاصرات واستحدث أماكن في سجن عسقلان إضافة إلى سجن الشارون القديم المخصص للأسيرات.
ورأت أن الأسوأ ليست القوة المفرطة بالاعتقال وإنما بإعادة فرض الاعتقال الإداري للنساء كما حدث مع جورين.