فصل عمال فلسطينيبن لتعليقاتهم بفيسبوك

العمال يقفون على مدخل معبر الطيبة قبل فتحه من سلطات الاحتلال والسماح لهم بدخوله
عمال فلسطينيون ينتظرون السماح لهم باجتياز معبر الطيبة في طولكرم للعمل بإسرائيل (الجزيرة نت)

أسيل جندي-القدس المحتلة

لا تقتصر الانتهاكات بحق الفلسطينيين على ممارسات شرطة الاحتلال والمحاكم، بل إنها تفاقمت لتصل إلى حد الملاحقة في لقمة العيش.

إذ يتعرض عشرات العمال الفلسطينيين، منذ بداية الأحداث الحالية، للتهديد بالفصل من العمل أو الدعوة لجلسة استماع على يد أرباب العمل الإسرائيليين، بسبب تعبيرهم عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويرى حقوقيون في هذه الخطوة مسّا خطيرا بحق الشخص في التعبير عن رأيه بحرية، وبالحق في المساواة وتكافؤ فرص العمل وعدم التمييز ضد العمال على أساس قومي أو على خلفية آراء ومعتقدات خاصة.

ومؤخرا، فصلت شركة الاتصالات الإسرائيلية "بلفون" الموظفة تمارا السويطي (21 عاما) من عملها بسبب نشرها على حسابها في موقع فيسبوك جملة "قتلت روحي يا شهيد" مرفقة صورة للشهيد المقدسي فادي علون.

وجاء رد الشركة بأن "نشر صورة الشاب وكتابة كلمة شهيد عليها كانت السبب في فصل السويطي لأنه تورط بعملية طعن".

سوسن زهر: فصل العمال تغذيه حملات من اليمين المتطرف (الجزيرة)
سوسن زهر: فصل العمال تغذيه حملات من اليمين المتطرف (الجزيرة)

إقالة سياسية
وتقول مديرة وحدة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية بمركز عدالة لحقوق الإنسان سوسن زهر إن ظاهرة فصل العمال، أو التهديد بفصلهم على خلفية آرائهم الشخصية، برزت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وبدت أكثر حدة.

وتصف حالات الفصل هذه -التي تقول إنها بالعشرات- بأنها "إقالات سياسية". وتقول إن العديد ممن تعرضوا لها لم يلجؤوا للمؤسسات الحقوقية ولا للقضاء بعد فصلهم.

وحول القطاعات التي تتركز بها حالات الفصل، قالت زهر "شهدنا حالات فصل في عدد من قطاعات العمل كالتمريض وشركات الاتصالات الإسرائيلية ومصانع للألبسة وغيرها".

تحريض
وأشارت زهر إلى أن فصل العامل لا يتم أحيانا بقرار من المشغل فقط، وإنما تضاعفت الخطورة عندما أنشأ نشطاء باليمين المتطرف صفحات على فيسبوك قاموا من خلالها بمراقبة صفحات العمال وأعادوا نشر ما يكتبونه على هذه الصفحات، واستخدموها في شن حملة ضغط على المشغلين لفصل هؤلاء العمال.

من جانبه، قال نقابي من الجبهة الديمقراطية إنه في ظل التحريض الأرعن الذي يقوم به رئيس حكومة إسرائيل والوزراء وعدد من المسؤولين على العمال الفلسطينيين، وكل ما هو عربي، فإن الأمور ستتجه نحو مزيد من التدهور في مجال فصل العمال بشكل تعسفي.

وأشار جهاد عقل إلى أن العامل الفلسطيني الذي يحمل هوية الضفة الغربية قد يكون مستهدفا أكثر من غيره، إذ يكفي أن يمتنع المشغل عن تجديد تصريح العمل له ليكون العقاب فوريا.

وعن أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون بإسرائيل، قال عقل إنها تبدأ من الاعتداء الجسدي على يد متطرفين، وتصل للتحريض ضد العامل بمجرد نشره انفعالات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف عقل "نقوم بحملات إرشاد وتوعية للعمال، ندعوهم فيها للتروي قبل نشر أي انفعال أو رأي، ونناشد جميع من يتعرض من العمال للفصل، على خلفية آرائه في العالم الافتراضي، بالتوجه لنا كنقابيين بشكل شخصي أو لأقرب مجلس عمال حتى نتحرك نقابيا في هذا الإطار".

المصدر : الجزيرة