تأجيل محاكمة صحفيي الجزيرة بمصر

قررت محكمة جنايات القاهرة مساء الخميس تأجيل محاكمة صحفيي الجزيرة الإنجليزية إلى 16 يونيو/حزيران الجاري مع استمرار حبسهم، كما أجلت أيضا النظر في تمديد حبس مراسل الجزيرة الإخبارية عبد الله الشامي إلى الأربعاء القادم، في حين بعثت منظمة "مراسلون بلا حدود" برسالة إلى الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي دعته فيها لإطلاق سراح جميع الإعلاميين المعتقلين.

وشهدت الجلسة الأخيرة لمحاكمة صحفيي الجزيرة محمد فهمي وبيتر غريستي وباهر محمد إقرار أحد شهود الإثبات في القضية بأنه لا يمكنه تأكيد ما إذا كانت المضبوطات التي ضبطها مع الصحفيين تهدد الأمن القومي، وهو ما يتناقض مع الشهادات التي استندت إليها النيابة العامة في توجيه الاتهام لهم.

المحكمة أجلت محاكمة صحفيي الجزيرة الإنجليزية إلى 11 يونيو/حزيران (الجزيرة)
المحكمة أجلت محاكمة صحفيي الجزيرة الإنجليزية إلى 11 يونيو/حزيران (الجزيرة)

محاكمة الشامي
كما أجلت محكمة جنايات القاهرة النظر في تمديد حبس مراسل الجزيرة الإخبارية الزميل عبد الله الشامي إلى الأربعاء 11 يونيو/حزيران الحالي.

وانعقدت الجلسة في ظل غياب الشامي المعتقل منذ منتصف أغسطس/آب العام الماضي دون توجيه تهم له.

وجاء قرار المحكمة تأجيل النظر في القضية لعدم حضور الشامي. وكانت أسرة الشامي نجحت أمس في زيارته بسجن العقرب للمرة الأولى منذ 16 يوما، وطالبت بنقله من الحبس الانفرادي في السجن لخطورة ذلك على صحته.

وأكدت الأسرة أن الشامي لم ينقل إلى مستشفى السجن كما تم الإعلان عنه من مصلحة السجون والمجلس القومي لحقوق الإنسان، بل زاره وفد من الطب الشرعي بناءً على تعليمات النيابة العامة للوقوف على حالته الصحية.

كما أوضحت أسرة الشامي أنه تفاجأ عند سؤاله عن الصور التي تم تسريبها له وهو يمسك بأطعمة ومشروبات منذ أيام، وقال إنه لا يعلم عنها شيئا، كما أكد أنه مستمر في إضرابه حتى تحقيق مطالبه بإحالته إلى المحاكمة أو الإفراج عنه. وطالبت أسرة الشامي بالكشف عن ملابسات تصويره.

وأشارت العائلة إلى قيام إدارة السجن يوم 22 مايو/أيار الماضي بإغلاق الفتحة الوحيدة في شباك زنزانته بشكل كامل، مما زاد من عزلته.

وقد وجه الشامي الشكر والتقدير لجميع من ساند قضيته ودعم إضرابه في الخارج والداخل، وتحديدا ليلى سويف وعايدة سيف الدولة المضربتين عن الطعام.

شبكة الجزيرة حذرت من أن يكون الوضع الصحي للشامي قد تدهور بشكل كبير(الجزيرة)
شبكة الجزيرة حذرت من أن يكون الوضع الصحي للشامي قد تدهور بشكل كبير(الجزيرة)

فقدان وزن
وفي مقابلة مع الجزيرة، أكدت والدة الشامي أن معنوياته مرتفعة رغم فقدانه وزنه، وأنه ظل طوال الوقت مصرا على مواصلة إضرابه ومتمسكا بحريته وحرية زملائه من الصحفيين.

وكانت شبكة الجزيرة الإعلامية حذرت من أن يكون الوضع الصحي للشامي قد تدهور بشكل كبير نتيجة عدم تقديم الرعاية الصحية له منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

ودعت الجزيرة السلطات المصرية إلى المضي قدما في إجراءات الإفراج عن الشامي بدلا من المماطلة والاستمرار في اعتقاله.

على صعيد متصل، أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" في رسالتها للسيسي عن قلقها إزاء الوضع الحالي لحرية الإعلام في مصر، مشيرة إلى أن ما يواجهه الإعلاميون مختلف تماما عن بنود الحريات المنصوص عليها في دستور 2014.

ووصفت المناخ الحالي بأنه يتسم بالإفلات التام من العقاب، حيث قتل ستة صحفيين أثناء تأديتهم مهامهم منذ إقالة الرئيس المعزول محمد مرسي.

وسبق للمدير العام لشبكة الجزيرة بالوكالة مصطفى سواق أن أكد أواخر الشهر الماضي أن اعتقال الشامي وزملائه الثلاثة في مصر استهداف لحرية الإعلام وحق الناس في معرفة الحقيقة.

وأضاف -خلال مؤتمر صحفي عُقد بالدوحة عن تطورات قضية الزملاء المعتقلين- أن المعركة التي تخوضها الجزيرة مع السلطات المصرية لا تتعلق فقط بالإفراج عن صحفييها، بل تأكيد حق كل الإعلاميين في الوصول إلى أي معلومة بحرية ونقلها للناس دون قمع أو اعتقال.

وأوضح سواق أن الجزيرة شبكة إعلامية وليست دولة تملك جيشا وشرطة، وأضاف أن "الشبكة تملك وسائل محددة للتعامل مع هذه القضية، خصوصا أن الدولة التي نتعامل معها تحاول إرهاب الإعلام، فالجزيرة لا تدخر جهدا ولن تعدم وسيلة حتى يطلق سراح صحفييها".

المصدر : الجزيرة + وكالات