الجزيرة تدعو لتوفير الرعاية لمراسلها المعتقل بمصر

كما لم يعرض الشامي على أي جهة طبية مستقلة خلال فترة اعتقاله، في ظل رفض السلطات المصرية السماح للصليب الأحمر الدولي بالوصول إلى المعتقلين.
وقد علقت جهاد خالد -زوجة الشامي التي أعلنت إضرابها عن الطعام منذ 14 مارس/آذار الماضي تضامنا مع زوجها- على مرور مائة يوم على إضرابه، وقالت إنها "مائة يوم من الألم، وما يزيد الأمر سوءا هو رفض السلطات المصرية عرض عبد الله على طبيب مستقل من خارج السجن".
وأضافت "ليست لدي أي فكرة عن وضع عبد الله الصحي، لكنه فقد نسبة هائلة من وزنه، وبالكاد يستطيع أن يتحرك، وطبعا لا أحد يعرف ما يمكن أن يكون قد لحق بأعضائه وجهازه العصبي".
وتابعت "لقد قررت أن أنضم لإضرابه عن الطعام حتى أشعر بجزء بسيط مما يمر به، أتناول الآن المياه فقط، بينما يحدثني الناس دائما عما يمكن أن يلحق بنا، وما يمكن أن نعانيه في المستقبل، لكن هذا لا يهم، فما الذي يمكن أن يخيفنا وحريتنا مسلوبة منا؟".

فرصة مناسبة
ومن المحدد أن تقرر النيابة المصرية يوم السبت المقبل إما إخلاء سبيل عبد الله الشامي، أو تمديد حبسه، بعد أن أوقفت تمديد حبسه لمدة 45 يوما كما جرت العادة.
ويصادف يوم السبت المقبل جلسة أخرى من محاكمة صحفيي الجزيرة الإنجليزية الثلاثة المعتقلين بمصر، وهم بيتر غريستي، ومحمد فهمي وباهر محمد، كما يوافق السبت 3 مايو/أيار اليوم العالمي لحرية الصحافة، "وتراها شبكة الجزيرة فرصة مناسبة للسلطات المصرية للإفراج عن صحفيي الجزيرة الأربعة المعتقلين".
وفي وقت سابق، أعرب والدا عبد الله الشامي عن قلقهما إزاء الوضع الصحي لابنهما المعتقل، وقال والده للجزيرة "ابني الآن هو معلمي، لأنه يضرب مثلا رائعا، كيف أن الإيمان والتمسك بالمبادئ يجعلانك أنت الأقوى أمام الظلم؟ أدعو الله أن يعطيه القوة ليواصل وينتصر لحريته".
أما والدته ثريا الشامي فقد أكدت أنها تدعم ابنها وتوصيه بمواصلة الإضراب الذي أصبح -على حد وصفها- "السبيل الوحيد".
ذكرى ميلاده
وتصادف يوم الخامس من مايو/أيار المقبل الذكرى السادسة والعشرين لميلاد عبد الله، وكتبت زوجته جهاد خالد بهذه المناسبة رسالة وصلت الجزيرة نسخة منها تحدثت فيها عن الذكرى التي تمر وزوجها خاضع لاعتقال تعسفي، وهو مضرب عن الطعام منذ مائة يوم احتجاجا على سلبه حريته.
وقالت جهاد في رسالتها "هذا العام الأمر مختلف ! عبد الله ليس هنا ، و ليس على سفر في مهمة و سألقاه خلال أيام ، عبد الله تبعدني عنه فقط عشرات الكيلومترات مسافة أقطعها بالسيارة في عشرون دقيقة ! لكنه ليس هنا !
عبد الله معتقل .. بيننا أسوار و حواجز و حرس ! هذا العام الأمر مختلف لأني لا أدري إن كان سيقضي ذكرى ميلاده معي نحتفل في الخارج أم أنني سأحاول أن أستخرج تصريحاً لأزوره يومها لأخفف عنه وطأة هذا اليوم في أسره ..!"
وتضيف " سيتمم يوم الخامس من مايو ستة و عشرون عاماً ، 9490 يوم .. منهم 285 يوم في المعتقل أسير .. ترى عندما يخرج عبد الله ، – و أنا على يقين أن ذلك ليس ببعيد- و لكن من سيعوضه عن تلك الفترة في عمره ؟! و ما الذي قد يشكل تعويضاً عن شيء مثل ذلك !
اليوم 30 أبريل 2014 يكمل عبد الله في إضرابه المفتوح عن الطعام مائة يوم ! لا مطالب عنده ، فقط أن ينتزع حريته انتزاعاً ممن سلبوه إياها لمجرد كونه صحفي ، ينقل الحقيقة .."
وتمضي جهاد قائلة إنها منذ 49 يوما قررت مشاركة زوجها إضرابه عن الطعام لتعيش نفس آلامه ، مؤكدة فخرها بإصراره على الحرية قائلة " مع رعبي على زوجي و ما قد يحث له إزاء إضرابه هذا ينتابني تجاهه شعوراً بالفخر و العزة أنه على أتم استعداد بالفعل قبل القول أن يضحي بحياته من أجل حريته .. فقط من أجل حريته و حرية كل صحفي في نقل الحقيقة .. شعور انه مازال هناك إنساناً يقدر ثمن حريته ، و أن هذا الإنسان هو زوجي ..".
وبدأ الشامي -الذي اعتقل في 14 أغسطس/آب الماضي أثناء فض اعتصام رابعة العدوية- إضرابه عن الطعام منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجا على اعتقاله، وذلك بعد رحلة في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز والتحقيق من دون توجيه أي تهمة له.