حتى الاغتصاب في سوريا على أساس طائفي

إحدى الأمهات اللواتي فقدن بناتهن في مجزرة كرم الزيتون
إحدى الأمهات اللواتي فقدن بناتهن في مجزرة كرم الزيتون (الجزيرة)

سارة إبراهيم-حمص

يعتبر سكان مدينة حمص المحاصرة جريمة الاغتصاب أقوى أسلحة النظام في الضغط على الأهالي والانتقام منهم، ذلك أن المرأة تمثل في نظرهم نقطة ضعف لدى الشاب السوري الذي يرى فيها شرفه وعرضه.

ووثق ناشطون العديد من حالات الاغتصاب في حمص، ورغم تأكيدهم أن مناطق حصول هذه الانتهاكات كانت مختلفة فإنهم أجمعوا على أن الضحية يتم اختيارها على أساس طائفي.

استهداف السُّنة
ويفيد أبو عمار الحمصي (الناشط داخل حمص المحاصرة) أن أغلب الحالات يتم انتقاؤها لأنها من الطائفة السُنية، موضحاً أنه يتم اعتقال الفتاة عند مرورها عبر الحواجز أو عند اقتحام قوات النظام للأحياء الثائرة.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن أغلب حالات الاغتصاب تحدث عندما ينسحب الجيش الحر خلال معارك الكرّ والفرّ من إحدى البلدات أو المدن "فيصب النظام جام غضبه على من أبوا أن يغادروا بيوتهم ويتم اغتصاب فتياتهم ونسائهم داخلها ومن ثم ذبحهم أمام أعينهم".

ووفق أبو زياد الناشط في جورة الشياح، فإن بعض الفتيات يُنقلن إلى المعتقل حيث يتعرضن للتعذيب والاغتصاب من قبل جميع العناصر. وقد وثقت حالات من هذا النوع عندما سُلمت الجثث إلى ذويهن أو يُعثر عليها ملقاة على قارعة الطرقات.

وكانت لجان التنسيق المحلية في حمص قد زعمت أن ما يقارب 16 فتاة وقعن ضحية للاغتصاب عندما أقدم النظام على ما وصفها ناشطون "بالمجزرة" في كرم الزيتون، على أنه يصعب إيجاد إحصائية دقيقة لعدد الضحايا نتيجة لرفض الكثيرين الإفصاح عن هذا الأمر.

وعن سبب هذه الانتهاكات، يرى حسن أبو الزين العضو بائتلاف شباب الثورة في حمص أن التكتل الطائفي الكثيف والمتشعب بأحياء المدينة دفع مؤيدي وأتباع النظام إلى تحويل الصراع باتجاه طائفي من خلال انتهاك الحرمات، وفق وصفه.

قصة فتاة اغتُصبت
ويروي أبو الزين للجزيرة نت قصة مؤلمة لفتاة تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاثة من عناصر جيش الرئيس بشار الأسد وأمام والديها وإخوتها يوم 16 يناير/كانون الثاني من العام الماضي عند اقتحامهم قرية الحصوية في حمص.

ويتابع أبو الزين "كان بالقرية عند وقوع الهجوم عدد من نازحي الأحياء المحاصرة، فصب جنود الأسد جام غضبهم على المدنيين وقتلوا 33 شخصا واغتصبوا كل الإناث، وبعدها تم حرقهم بعد سرقة كل ممتلكاتهم الثمينة من مجوهرات وهواتف نقالة".

ويؤكد أبو رامز الحمصي -الذي عالج عدداً من الفتيات اللائي تعرضن للاغتصاب لكن بقين على قيد الحياة- أن الضحايا يُصبن بنكسات نفسية وحالات صعبة سببها الأساسي نفور الناس منهن لما يشاع عن الفتاة المغتصبة بالمجتمعات الشرقية.

ويروي الطبيب للجزيرة نت قصة ضحية عاينها بعد اقتحام القوات النظامية حي بابا عمرو فيقول "عندما اقتحمت قوات النظام الحي واغتصب شبيحته ومن يسمون باللجان الشعبية عشرات الفتيات والنساء في الحي، تم توثيق حالة حمل لفتاة تبلغ من العمر 14 عاماً فقط، ولكن ذويها رفضوا الكشف عن اسمها أو عن أي تفاصيل خوفاً مما يرونه فضيحة قد تلحق بالعائلة جراء ذلك". 

المصدر : الجزيرة