مركز حقوقي يرصد "جرائم" ضد أطفال مصر

أم طفل معتقل ترفع لافتة تطلب الحرية لابنها
undefined

أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية
 

ندد مركز الشهاب لحقوق الإنسان بمحافظة الإسكندرية بما وصفه بـ"ظاهرة القبض العشوائي" على الأطفال، ومعاملتهم بشكل سيئ داخل أماكن الاحتجاز، وهي الظاهرة التي قال إنها تتم بشكل يومي في مصر، وناشد المراكز الحقوقية التدخل لوقف هذه الانتهاكات.

وذكر المركز -في بيان له اليوم، وحصلت الجزيرة نت على نسخه منه- أن أعداد المقبوض عليهم من الأطفال في ازدياد كبير بعد أن ارتفع عددهم إلى خمسمائة طفل معتقل، وأكثر من 150 منهم بمحافظة الإسكندرية وحدها.

وأشار البيان إلى توجيه تهم غير واقعية لأطفال دون السن القانونية وتعريضهم للتعذيب بالمعتقلات واحتجازهم في ظروف صعبة وأماكن غير آدمية مما يعرض حياتهم للخطر، في مخالفة لقانون الطفل والاتفاقيات الدولية.

ورصد المركز العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، بداية من القبض عليهم واحتجازهم مع بالغين ومحبوسين جنائيين متهمين بتهم خطيرة مما يعرض حياتهم للخطر، كما يتم حبسهم في أماكن غير آدمية ودون رعاية صحية.

‪الطفل أحمد خلف اعتقل بدلا من والده ووجهت له تهمة الانضمام لجماعة إرهابية‬ (الجزيرة)
‪الطفل أحمد خلف اعتقل بدلا من والده ووجهت له تهمة الانضمام لجماعة إرهابية‬ (الجزيرة)

تهم ملفقة 
وأضاف البيان أن من الحالات التي اتهم فيها أطفال بتهم غير واقعية وغير معقولة توجيه تهم لطفل بحرق أقسام شرطة تخضع لحراسة مشددة وهو لا يتعدى 15 عاما، وطفل آخر يتهم بحيازة خمس زجاجات حارقة وحده، فضلا عن الانضمام لجماعة إرهابية وحيازة أسلحة ومفرقعات، والعمل على "قلب نظام الحكم" وترويع الآمنين.
 
كما اتهم أطفال بسرقة مدرعة شرطة، وآخرون بقتل ضباط وعساكر وقطع طريق، وهم جميعا لم يتعدوا 18 عاما، ومنهم من يقبض عليه من داخل بيته لأنهم لم يجدوا والده، حيث توجه لهم التهم التي كان من المفترض أن توجه للأب، وفق البيان.

وتحدث المركز عن معاملة الأطفال بشكل سيئ داخل أماكن الاحتجاز، وتعرضهم للضرب اليومي، ومنعهم من دخول الحمامات إلا مرة واحدة في اليوم، فضلا عن الطعام السيئ الذي يقدم لهم، إضافة إلى الصعق بالكهرباء والتعليق من القدمين والإهانة البدنية والنفسية.

ورصد المركز ما يعرف بـ"حفلات التعذيب" عند دخولهم أماكن الاحتجاز، وتجريدهم من ملابسهم وضربهم عرايا، وحجزهم مع بالغين، ومنعهم من رؤية ذويهم فترات طويلة، فضلا عن تعنت جهات التحقيق وإصرارها على حبسهم احتياطيا بالمخالفة للاتفاقيات الدولية.

ولفت المركز إلى استخدام العنف والقسوة مع أطفال تعرضوا للتعذيب بالصعق بالكهرباء، وهو ما خلّف آثارا مادية على أجسادهم كحالة الطفل نادر (17 عاما)، وحالات إغماء مثل الطفل محمود (15 عاما)، وتكسير عظام كما في حالة الطفل عمر (16 عاما)، وذلك كله لحملهم على الاعتراف بأشياء لم يرتكبوها أو الإبلاغ عن أفراد يطلبهم الأمن.

وانتقد المركز محاسبة الأطفال على آرائهم السياسية، ومعاقبة البعض منهم بالسجن لأن آباءهم ينتمون لفكر سياسي مخالف لآراء السلطة الحاكمة كما في حالة العديد من الأولاد المحتجزين مثل الطفل أحمد خلف أحمد والطفل محمد مجدي باهي.

وأشار المركز إلى وجود أطفال مرضى بشكل مزمن يقبعون في أماكن احتجاز سيئة التهوية وبشكل مكتظ (أحيانا سبعون شخصا في مكان واحد).

المصدر : الجزيرة