موسوعة الأسرى.. توثيق وحصانة وطنية للفلسطينيين

الجزء الأول من موسوعة الأسرى الصادرة عن مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس (تصوير: عوض الرجوب الجزيرة نت)
الجزء الأول من موسوعة الأسرى يوثّق لتجارب الأسرى داخل السجون (الجزيرة)

عوض الرجوب-أبو ديس (شرق القدس المحتلة)

منذ تأسيسه عام 1997 وضع القائمون على مركز ومتحف أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة نصب أعينهم تجميع كل ما يتعلق بالأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب في متحف واحد، وتأسيس أرشيف لكل ما كتبوه داخل السجون، وأخيرا إصدار موسوعة توثق مذكرات هؤلاء الأسرى.

وقطع المركز -ومقره جامعة القدس في بلدة أبو ديس شرقي المدينة المحتلة- شوطا كبيرا في تحقيق أهداف إنشائه حيث أقيم المتحف وتمت أرشفة جزء كبير من إصدارات الأسرى، وأخيرا طباعة المجلد الأول من الموسوعة بإشراف مديره الدكتور فهد أبو الحاج الذي وصف الموسوعة بحلم بدأ يتحقق.

ويقول أبو الحاج إن الموسوعة التي يجري الإعداد لإطلاق الجزء الأول منها توثّق تجارب الأسرى داخل السجون، بحيث يكتب كل أسير ملخص تجربته في الاعتقال أو تتم مقابلته للحديث عن تجربته وتنشر مع صورته في الموسوعة.

ويضيف أن الموسوعة تتكون من 21 جزءا وتوثق تجربة الحركة الأسيرة كجزء من تاريخ فلسطين المعاصر على مدى نحو قرن من الزمان، موضحا أنه بدأ الإعداد لها منذ 15 عاما، حتى صدر الجزء الأول في 720 صفحة.

‪أبو الحاج: نملك أرشيفا ضخما لكثير مما كتبه الأسرى الفلسطينيون والعرب‬ (الجزيرة)
‪أبو الحاج: نملك أرشيفا ضخما لكثير مما كتبه الأسرى الفلسطينيون والعرب‬ (الجزيرة)

إنجاز وطني
ويؤكد أبو الحاج أن الموسوعة حجزت وفق الترقيم المعياري الدولي والفلسطيني، متعهدا بالاستمرار في العمل لتحقيق "هذا الإنجاز الوطني الكبير كمفخرة للشعب الفلسطيني".

وفضلا عن التوثيق، يلفت مدير المركز إلى هدف آخر للموسوعة هو "الحصانة الوطنية والأمنية للأجيال" وذلك بإيصال الموسوعة لطلبة المدارس المستهدفين بالاعتقال والتأثير من قبل الاحتلال، تتم قراءتها والاستفادة من تجارب الأسرى في مواجهة سجانيهم.

وتابع في حديثه للجزيرة نت أن العمل يجري لإيصال الموسوعة إلى البلديات في كافة المناطق لشراء نسخة منها لكل مدرسة وبالتالي نشر ثقافة المعتقلين وتجاربهم والاستفادة منها.

أما عن مصدر تمويل الموسوعة فأوضح أنه ذاتي حيث يتم بيعها للمعنيين بهدف تغطية تكاليف طباعتها، ورصد ميزانية لطباعة المجلد التالي وهكذا حتى آخر مجلد.

كما أوضح أبو الحاج أن المركز يمتلك أرشيفا ضخما لكثير مما كتبه الأسرى الفلسطينيون والعرب، موضحا أنه تمت حتى اليوم أرشفة 110 آلاف وثيقة "تشكل كنزا ثقافيا عظيما لا يقدر بأي ثمن".

وأضاف أنه يجري التعامل مع هذا الأرشيف إلكترونيا ليكون متاحا في مكتبة إلكترونية للباحثين والدارسين والجميع بسهولة.

ولفت إلى استصدار قرار من رئاسة الوزراء بتدريس مساق الحركة الأسيرة في كل الجامعات الفلسطينية، متعهدا بتوفير مكتبة إلكترونية متنقلة لكل جامعة تدرس هذا المساق.

‪صورة الصفحة الأولى في شهادة الشهيد‬  (الجزيرة)
‪صورة الصفحة الأولى في شهادة الشهيد‬ (الجزيرة)

تجربة شهيد
وبالعودة إلى الموسوعة، فمن التجارب الموثقة واللافتة فيها شهادة الوزير الشهيد زياد أبو عين، الذي استشهد خلال مواجهات مع الاحتلال في فعالية شعبية في بلدة ترمسعيا شرق رام الله، عن تجربته في الاعتقال في السجون الأميركية ومن ثم تسليمه لإسرائيل.

وجاء في رواية الشهيد أنه "في يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1979 صدر قرار المحكمة الابتدائية الأميركية بإقرار تسلمي لإسرائيل عملا بأحكام اتفاقية تبادل المجرمين"، و"عندها قررت الشروع في إضراب مفتوح عن الطعام، وسادت حالة من الغضب الشديد في أوساط الجالية العربية والإسلامية".

وأضاف "بعد قرار المحكمة تفرغت لإجراء حملة اتصالات قوية وواسعة النطاق، وكتبت كميات هائلة من الرسائل الموجهة إلى مؤسسات المجتمع المدني الأميركي وفي الوطن العربي".

وعن التهمة الموجهة إليه، كتب أبو عين "وُجهت لي تهمة التسبب والمسؤولية عن القيام بعمليات إرهابية في إسرائيل، وأبلغت المحققين على الفور أني ممتنع عن الكلام إلا بحضور المحامي الخاص بي"، وأضاف "في المساء تم نقلي إلى معتقل فدرالي شهير ذي حراسة مشددة ويقع وسط مدينة شيكاغو وأودعت زنزانة انفرادية".

المصدر : الجزيرة