البرلمان الأوروبي يناشد العالم حماية أطفال غزة

البرلمان الأوروبي يُذكر بأوضاع أطفال غزة ويناشد المجتمع الدولي بحمايتهم
البرلمان الأوروبي يُذكّر بأوضاع أطفال غزة ويناشد المجتمع الدولي حمايتهم (الجزيرة نت)

لبيب فهمي-بروكسل

احتضن البرلمان الأوروبي أمس ندوة حول "الأطفال بمناطق النزاع.. المساعدات الإنسانية العاجلة لشباب غزة"، حضرها العديد من النواب الأوروبيين ومجموعة من الخبراء والمختصين في مجال دعم ورعاية الطفولة.

وذكر المشاركون أن تأثر المدنيين بالحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ولّد انتقادات واسعة وجدلا في جميع أنحاء العالم.
 
فبعد ما يقرب من شهرين من القصف الثقيل على هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية، استشهد 2036 شخصا -معظمهم مدنيون- وجرح أكثر من 10300 شخص، كما دمرت البنية التحتية وأدت إلى نقص في الإمدادات الطبية والغذاء والمياه النظيفة، وهو ما حوّل منطقة غزة لكارثة إنسانية.
 
ويأسف النائب الأوروبي كريم سجاد في تصريح للجزيرة نت على ما حصل، "فالحصيلة الكبرى لهذه المأساة الإنسانية سواء على المستوى الجسدي أو النفسي توجد لدى الأطفال، الذين يعانون حتى يومنا هذا من الخوف الدائم والجوع والألم".

وذكّر النائب الأوروبي في مداخلته أمام النواب الأوروبيين بأن "الهجمات العشوائية على المناطق السكنية وملاجئ حماية المدنيين أودت بحياة 429 طفلا، بعضهم أثناء نومهم على أرضية الفصول الدراسية، و2744 آخرين أصيبوا بحروق أو شوهوا، وكثير منهم لا يحصلون على الرعاية الطبية الكافية بسبب الاكتظاظ في المستشفيات والإمدادات الطبية المحدودة، وهذا على الرغم من المناشدات من قبل الأطباء حول العالم لعلاج الأطفال الجرحى". 

مئات الأطفال قضوا في القصف الإسرائيلي على غزة (رويترز)
مئات الأطفال قضوا في القصف الإسرائيلي على غزة (رويترز)

خسائر مروعة
وشددت النائبة الإيرلندية مارتينا أندريسون -من جهتها- على أنه "بالإضافة إلى هذه الخسائر البشرية المروعة، أصاب الصراع أربعمائة ألف طفل آخر يعانون من أمراض حادة مثل الصدمة النفسية واضطرابات النوم والقلق والاكتئاب". مضيفة "لسوء الحظ، فإن العديد من هؤلاء الأطفال لديهم بالفعل تاريخ قديم من الصدمات النفسية. فوفقا للأونروا، فإن معدل اضطراب ما بعد الصدمة تضاعف بين الأطفال في غزة بعد حرب عام 2012".

وقالت أندرسون -وهي رئيسة وفد البرلمان الأوروبي إلى فلسطين- للجزيرة نت "إن المجتمع الدولي لديه دور مهم يجب أن يقوم به، سواء من حيث دعم الشعب الفلسطيني أو المساعدة في إيجاد حل سلمي طويل الأجل للمشاكل في المنطقة. وقد بدأ عدد من البلدان التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته يزداد".

وكانت النائبة الأوروبية عبرت في بيان عن ترحيبها بالاعتراف السويدي بدولة فلسطين والاعتراف الرمزي للبرلمان البريطاني بفلسطين، ودعت إيرلندا إلى الإقدام على هذه الخطوة والاعتراف -بدورها- بدولة فلسطين.
  
ويقول الأستاذ الجامعي والطبيب كريتسوف أوبرلان للجزيرة نت إن التدمير في قطاع غزة يؤثر بشكل سلبي على الفرص التعليمية. فمع231 مدرسة تضررت من التفجيرات و87 أخرى تستضيف 230 ألفا من النازحين، فإن السلطات "لن يكون لديها أي خيار آخر سوى تأجيل العام الدراسي المقبل إلى أجل غير مسمى، وهذا شيء غير مقبول فالتعليم حق أساسي من حقوق الإنسان".

وحذر النائب الأوروبي أفزان خان من أنه "يجب إدراك أن العنف الشنيع والأذى الذي يتعرض له الأطفال في غزة -وبعضهم للمرة الثالثة في حياتهم- سيكون له بدون أدنى شك تأثير مذهل وسلبي على الجيل القادم من الفلسطينيين، ويهدد بالتالي مستقبل السلام".

وبحسبه، تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية لبذل كل ما في وسعه لمساعدة هؤلاء الأطفال والتخفيف من معاناتهم بكل الطرق الممكنة، بتوفير المساعدات لهم ونقل جرحاهم إلى الخارج.

وخلصت الندوة إلى أن كل طفل -خاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق القتال- يستحق الشعور بالأمان والطمأنينة. وناشدت المجتمع الدولي الدفاع عن جميع الحقوق الأساسية لهؤلاء الأطفال المعرضين للخطر وأسرهم وجميع المدنيين المتضررين الآخرين.

المصدر : الجزيرة