حملة تضامن بالصين مع ناشط إيغوري معتقل

حملة تضامن لإطلاق سراحه والسلطات الصينية تواصل اعتقال ناشط ايغوري
undefined

عزت شحرور-بكين

وقع أكثر من ألف مثقف صيني على بيان ناشدوا فيه السلطات الصينية سرعة الإفراج عن الأكاديمي والناشط الإيغوري المسلم إلهام توختي.

وأشار البيان -الذي وقع عليه محامون وحقوقيون وأكاديميون وناشطون معروفون- إلى أن الحكومة مطالبة بتقديم أسباب واضحة لاعتقال توختي مدعمة بالأدلة والإثباتات "بدلاً من السعي إلى تجريم كلامه وأحاديثه".

وطالب الموقعون السلطات باحترام الحقوق الشخصية والمدنية للمعتقل، والسماح لمحاميه وأفراد أسرته بزيارته والاطمئنان عليه. 

وقالت غزلاي نور (زوجة توختي) -في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت- إن نحو ثلاثين من رجال الأمن داهموا المنزل الأربعاء الماضي وفتشوه لأكثر من ست ساعات قبل أن يعتقلوا زوجها ويصادروا كتبه وأجهزة حاسوب وهواتف نقالة وبعض الدراسات والأبحاث الخاصة بطلبة يشرف عليهم. وأضافت أن توختي لم يرتكب أية مخالفات قانونية وأنه يقضي معظم وقته في الكتابة والبحث.

وتقول الزوجة إنها لا تعرف حتى الآن المكان الذي يتم فيه احتجاز زوجها، ولم تتمكن من زيارته، وإن عناصر أمنية تتعقبها لدى خروجها من المنزل حيث تقيم مع ابنها وأمها.

ويرى المحامي والناشط الحقوقي لي فنغ بينغ الذي تطوع للدفاع عن توختي -في تصريح للجزيرة نت- أن عملية احتجاز موكله غير قانونية حيث إن السلطات لم تقدم لذوي المعتقل أو الرأي العام حتى الآن أية وثائق رسمية حول أسباب اعتقاله أو مكان احتجازه "ولم تسمح لي ولهم بزيارته".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية خونغ ليى -في مؤتمر صحفي اعتيادي- نبأ الاعتقال قائلاً إن توختي متهم بارتكاب جرائم ومخالفات قانونية، وإن الجهات المعنية ستتعامل معه "وفق القانون". لكنه لم يوضح طبيعة تلك الجرائم أو المخالفات.

من جانب آخر، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي عن قلق واشنطن تجاه اعتقال توختي واعتبرته جزءاً من حملة منظمة ازدادت حدتها مؤخراً تقوم بها السلطات الصينية ضد حقوقيين وناشطين وصحفيين ورجال دين. وطالبت المتحدثة السلطات الصينية بضمان أمن وسلامة توختي وضرورة احترام الصين لمبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير.

ظل موقع توختي أحد المراجع الهامة للوقوف على حقيقة ما يجري بإقليم شنغيانغ الذي تفرض عليه السلطات الصينية تعتيماً إعلامياً مشدداً وتمنع سكانه من أداء فروضهم الدينية كالصلاة والصيام

معارض معتدل
ويعمل توختي (45 عاماً) الذي ينحدر من أصول إيغورية مسلمة أستاذ اقتصاد بجامعة القوميات بالعاصمة بكين، ويعتبر من الناشطين الإيغوريين الذين يعارضون انفصال إقليم شنغيانغ عن الصين، كما يعارض أيضاً العنف الذي تقوم به بعض المجموعات الإيغورية بكافة أشكاله، لكنه في نفس الوقت يعارض سياسات بكين في التضييق على سكان الإقليم والتعامل معهم على أساس أمني فقط وتجاهل الخصوصية العرقية والثقافية والدينية لسكانه.

 وكان توختي قد أسس عام 2006 موقعاً إلكترونياً باسم "ويغور بز" تعرض مرارا للإغلاق، لكنه ظل دائماً يعتبر أحد المواقع والمراجع الهامة للوقوف على حقيقة ما يجري في إقليم شنغيانغ الذي تفرض السلطات تعتيماً إعلامياً مشدداً عليه.

وقبل اعتقاله بساعات، كان آخر ما غرد به توختي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أن غضب الأهالي الإيغوريين بإقليم شنغيانغ يتصاعد، وأنهم بحاجة ماسة للتعبير عن تطلعاتهم وحماية حقوقهم. 
 
وأكد طلبة من جامعة القوميات في بكين أن السلطات الأمنية قامت باستدعاء واستجواب عدد من طلبة الدراسات العليا الذين يشرف عليهم توختي، ثم عادت وأخلت سبيل بعضهم ولا تزال تتحفظ على عدد منهم.

وكان توختي قد تعرض للاعتقال لمدة شهر عام 2009 في أعقاب موجة احتجاجات وعنف واسعة شهدها إقليم شنغيانغ وأدت إلى مقتل نحو مائتي شخص وجرح المئات. كما منع عام 2011 من السفر للولايات المتحدة للالتحاق ببعثة دراسية.
 
وشهد إقليم شنغيانغ ذو الأغلبية الإيغورية المسلمة موجات اضطراب وأعمال عنف وتفجير واشتباكات مسلحة متواصلة طوال السنوات الماضية، مما زاد من قبضة السلطات الأمنية الصينية على سكانه ومنعهم من أداء فروضهم الدينية كالصلاة والصيام.

المصدر : الجزيرة