إسبانيا وفرنسا تفكّكان شبكة تتاجر بالبشر

فكّكت أجهزة الأمن الإسبانية والفرنسية شبكة اتجار بالبشر تهرب صينيين إلى أوروبا والولايات المتحدة مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وقالت وزارة الداخلية الإسبانية في بيان أمس السبت إنه جرى اعتقال 51 من أفراد الشبكة في البلاد، في حين اعتقل 24 في فرنسا بعد تحقيق مشترك استمر عامين. وأظهرت صور تلفزيونية في إسبانيا أن عددا من المعتقلين في البلاد من جنوب شرق آسيا.

وأضافت الداخلية الإسبانية أن مركز الشبكة في إسبانيا يقع في مطار مدينة برشلونة شمال شرقي البلاد, مشيرة إلى أن من بين المعتقلين عناصر أساسية في الشبكة التي يوجد زعيمها في الصين.

وخلال عملية الدهم التي جرت في برشلونة, جرى ضبط 81 جواز سفر مزيفا من دول آسيوية مثل تايوان وكوريا الجنوبية وماليزيا واليابان وهونغ كونغ وسنغافورة.

كما عثرت الشرطة الإسبانية على معدات لتزوير الوثائق من بينها جهازا حاسوب, وأجهزة نسخ, ونحو عشرين ختم جمارك مزورة, وجهاز تكبير إلكتروني.

ووفق بيان الداخلية الإسبانية, يحصل المهربون على ما يصل إلى خمسين ألف يورو (67 ألف دولار) عن كل صيني يتم تهريبه إلى الولايات المتحدة ودول مثل إسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا وبريطانيا وأيرلندا وتركيا بعدما توفر له الشبكة هوية مزورة. وقالت الوزارة أيضا إنه في بعض الحالات تقوم الشبكة باستغلال ضحاياها جنسيا.

وقال الباحث المغربي المتخصص في قضايا الهجرة عبد الواحد أكمير للجزيرة إن إسبانيا هي المحطة الأخيرة لمن يجري تهريبهم قبل تسفيرهم إلى الولايات المتحدة أو دول أوروبية.

وأضاف أنه يجري تهريب الصينيين إلى إسبانيا قبل تسفيرهم بالنظر إلى وجود جالية صينية مهمة, مشيرا إلى ممارسات أخرى تقوم بها الشبكة التي تم تفكيكها مثل تبييض الأموال.

‪اثنان من المهاجرين الأفارقة الذين‬ (الفرنسية)
‪اثنان من المهاجرين الأفارقة الذين‬ (الفرنسية)

وقال أكمير إن من يقع تهريبهم من قبل الشبكة يدفعون جزءا من المبلغ الكلي, ثم يضطرون إلى العمل لدفع بقية المبلغ قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى وجهتهم النهائية, وهو ما يجعلهم في وضع يشبه العبودية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد حذرت في تقرير أصدرته في أبريل/نيسان الماضي من أن مشكلة الاتجار بالبشر تزداد سوءا في أوروبا.

من جهتها, قالت الأمم المتحدة عام 2010 إن الاتجار بالبشر هو أحد أكثر أشكال التجارة غير الشرعية ربحية في أوروبا, وقدرت الأرباح من الاستغلال الجنسي وعمالة السخرة وحدها بنحو 2.5 مليار يورو (3.3 مليارات دولار) سنويا.

إنقاذ مهاجرين
في الأثناء, تمكنت أجهزة الإنقاذ الإسبانية والمغربية أمس السبت من إيقاف نحو تسعين مهاجرا غير شرعي كانوا يحاولون التسلل عبر مضيق جبل طارق إلى سواحل إسبانيا الجنوبية على متن عشرة زوارق.

وأوضحت ناطقة باسم جهاز الإنقاذ الإسباني أن المهاجرين المنحدرين من بلدان جنوب الصحراء, وبينهم نساء وأطفال, نقلوا إلى مدينة طريفة حيث استعدت أجهزة الشرطة والصليب الأحمر لتوفير العناية الطبية الضرورية لهم.

من جهة أخرى, أكدت الناطقة أن أجهزة الإنقاذ المغربية أغاثت أيضا 16 شخصا في زورقين ونقلوا إلى المغرب.

المصدر : الجزيرة + وكالات