حكم بالإعدام يذكر الجزائريين بحوادث خطف الأطفال


في حين تشير أرقام مصالح الأمن إلى أكثر من 15 حالة خطف شهريا لأطفال في المرحلة العمرية من عامين حتى عشرة أعوام يتم اختطافهم من أمام منازلهم، بينما تم إحصاء أكثر من خمسمائة طفل مختطف بين 2010 و2012 تعرض أغلبهم للاعتداء الجنسي.

أزمة
وفي السياق يشير رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الطب والبحث العلمي البروفيسور مصطفى خياطي في حديثه للجزيرة نت بأن هذه الظاهرة غريبة عن عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، مؤكدا انتشارها خلال العقد الأخير.
وأرجع سبب الانتشار للأزمة التي مرت بها الجزائر خلال مرحلة التسعينيات في ظل موجة الإرهاب، أو ما يسمى بالعشرية السوداء، مؤكدا أن هذه الأزمة خلفت أزمات اجتماعية وسيكولوجية عديدة، أهمها الإرهاب والانحلال الأخلاقي والزحف الريفي نحو المدن.
ويضيف خياطي بأنه ليس هناك حماية حقيقية للأطفال، وأن هناك تقصيرا بتطبيق بنود الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل، وهذا ما سهل برأيه حدوث حالات الاعتداء والاختطاف.
ويشير إلى تخلي البلاد عن عقوبة الإعدام التي تم إيقاف تنفيذها، مؤكدا أن غالبية الشعب تطالب بالقصاص، داعيا الحكومة إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق المتورطين في هذا الجرم، منوها بأنه كان قد دعا في وقت سابق إلى رفع تجميد عقوبة الإعدام على الأقل في جرائم معينة، مثل الاختطاف والاغتصاب والقتل في نفس الوقت.

ردع
ومن جانبه رحب رئيس شبكة ندى لحقوق الطفل والعضو باللجنة الوطنية المكلفة عبد الرحمن عرعار بوضع إجراءات لمكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال، مشددا أنه لا بد من ردع المجرمين الذين يستغلون البراءة، ويعتدون عليها جنسيا ويقتلونها بعد ذلك.
وأكّد عرعار على ضرورة تكثيف العمل الوقائي قبل وقوع مزيد من الضحايا، ونوّه بدور المجتمع.
وأشار إلى أنه لا بد من إشعار الناس بالأمن، وهذا لا يكون إلا بتقليص ظاهرة الانحراف وانتشار الجريمة في المجتمع الجزائري.
وذكر أن الحكومة وافقت على تأسيس آلية جديدة للوقاية من الانحراف والجريمة في المجتمع الجزائري، عن طريق اللجنة المشتركة لإعادة إدماج المساجين.
أما عن المعاناة النفسية للأطفال ضحايا الاختطاف والاعتداء الجنسي، فتقول المختصة النفسية في خلية حماية الأحداث من الانحراف، زهرة بوكاولة، إن الأطفال قد يمارسون نفس الفعل مستقبلا إذا لم يتم علاجهم، مضيفة أن الكثيرين لا يقدمون بلاغات خوفا من نظرة المجتمع، وأن الأطفال ضحايا الاختطاف يعيشون معقدين طول حياتهم بسبب الصدمة.