اعتراف إسرائيلي بتزايد جرائم المستوطنين

Arab-Israelis inspect burnt vehicles that were set on fire by unknown vandals in the northern Arab-Israeli town of Umm al-Qutuf, south of Haifa, on May 14, 2013. Graffiti attributed to Jewish right-wing extremists reading: "The price to pay" was also found on the wall of a mosque in the village. AFP
undefined
تتزايد يوما بعد يوم اعتداءات المستوطنين واليهود المتشددين على ممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر ضمن "جرائم كراهية" ينفذها أفراد منتمون لجماعة تطلق على نفسها اسم "دفع الثمن" وحظرتها الحكومة الإسرائيلية الأحد.

وأكدت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري تزايد الاعتداءات في كل من القدس والضفة الغربية وداخل إسرائيل.

 
وأقرت بأن 167 "جريمة تحت بند جرائم الكراهية" نفذها أولئك المستوطنون منذ بداية العام وحتى آخر أبريل/نيسان الماضي، وأشارت إلى اعتقال 165 شخصا في تلك الاعتداءات.

كما قدمت لوائح اتهام بحق 31 شخصا أغلبيتهم الساحقة من اليهود القصر، في حين أن هناك "بعض الملفات ضد شبان عرب ضربوا يهوديا في باب العمود في القدس". وأضافت أن "الاعتداءات التي تتم على خلفية قومية أو كراهية عنصرية تسجل تصاعدا في مدينة القدس".

وصرح مدير "وحدة الائتلاف لمناهضة العنصرية" المحامي نضال عثمان بأن ممثلة للشرطة اعترفت أمام جلسة للجنة الأمن والداخلية في الكنيست في الثاني عشر من الشهر الجاري بأن 167 جريمة "دفع الثمن" نفذت بأيدي يهود.

اعتداءات المنظمة امتدت إلى الضفة الغربية (الفرنسية)
اعتداءات المنظمة امتدت إلى الضفة الغربية (الفرنسية)

تنظيم سري
وأفاد بأن ممثلا عن الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي تعمل في الضفة الغربية أبلغ لجنة الكنيست بوجود تنظيم سري لحرق السيارات والممتلكات الأخرى يطلق على نفسه اسم "دفع الثمن" يعمل من مستوطنات الضفة الغربية وله قياداته هناك، مشيرا إلى أن "معظم المنفذين من القصر حتى لا يسجنوا".

وسجلت أحدث جرائم "دفع الثمن" الثلاثاء في بلدة أبو غوش العربية الإسرائيلية، وهي بلدة تبعد عن القدس حوالي 10 كلم، حيث كتب منتمون إلى تنظيم "دفع الثمن" على جدران البلدة عبارة "أيها العرب ارحلوا"، كما ثقبوا إطارات 28 سيارة، بحسب الشرطة.

ورفض المجلس الوزاري المصغر برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل يومين اعتبار جماعة "دفع الثمن" منظمة إرهابية واكتفى بحظرها.

وقال أوفير غندلمان الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي "تم الإعلان عن مجموعات دفع الثمن كتنظيم محظور"، مشيرا إلى أنه تمت المصادقة على توسيع الآليات القانونية التي تستخدمها الأجهزة الأمنية والشرطة بغية التصدي لهذه الأعمال العدائية ووضع حد لها، وفي إطارها يتم اتهام المعتدين بالانتماء إلى تنظيم محظور.

وكان جهاز الأمن العام (الشاباك) ووزيرة العدل تسيبي ليفني ووزير الأمن الداخلي يتسحق أهارونوفتش أوصوا بتصنيف مجموعات "دفع الثمن" كجماعات إرهابية بهدف تغليظ الأحكام وردع الجناة.

وتزداد الاعتداءات الجسدية في مدينة القدس حيث اعتدى ثلاثة من المتدينين اليهود الأحد على المسنة فتحية محمد عجاج (75 عاما) أثناء عيادتها لابنها في المستشفى وقد أصيبت برضوض في كافة أنحاء جسدها. وقالت الشرطة إنها "تبحث وتحقق في كافة الاتجاهات" في هذا الاعتداء.

‪‬ دفع الثمن اعتادت ترك توقيعات في مكان جرائمها تتبنى فيها عملياتها(الفرنسية)
‪‬ دفع الثمن اعتادت ترك توقيعات في مكان جرائمها تتبنى فيها عملياتها(الفرنسية)

ضرب ولكم
كما اعتدى "يهودي متدين" -بحسب ما وصفته الشرطة الإسرائيلية- على كل من ليال الصياد (23 عاما) وأنوار أبو رموز (21 عاما) لدى وجودهما في المحطة المركزية للحافلات في القدس الغربية، وقد لكم المعتدي الشابتين على وجهيهما في حين صدم رأس إحداهما بخزانة التذاكر مما تسبب بكسر في أنفها، وقد أدت الإصابات إلى نقل الشابتين إلى المستشفى.

وتحدثت ليال الصياد لوكالة الصحافة الفرنسية عن الاعتداء الذي تعرضت له، مؤكدة أنها باتت تعاني من كوابيس تراودها ليلا. وقالت "لا أزال أراه أمام عيني يضربني باستمرار".

وقالت الشرطة إن الشاب وهو "يهودي إسرائيلي كندي متدين كان ثملا وتحت تأثير المخدرات وستقوم الشرطة بتقديم لائحة اتهام ضده".

واعتدي على ثلاثة سائقين عرب في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من قبل يهود متطرفين.

وبحسب مركز وادي حلوة للمعلومات في القدس الشرقية فقد وقع منذ مطلع العام أكثر من 20 اعتداء جسديا من قبل شبان يهود على مقدسيين، ولكن هذه الاعتداءات لم تصنف ضمن اعتداءات دفع الثمن.

واعتبر المحامي نضال عثمان أن "القيادات الدينية اليهودية التي تبث روح الكراهية مسؤولة عن هذه الجرائم، ومن دون محاكمة المحرضين من غير الممكن وقف هذه الأعمال".

وأشار إلى أن "عدم إعلان منظمة دفع الثمن منظمة إرهابية يحد من صلاحيات المخابرات في التحقيق والاحتجاز وتمديد الاعتقال".

وتتكرر اعتداءات المستوطنين المتطرفين بشكل يومي على ممتلكات الفلسطينيين تحت شعار "دفع الثمن" بالضفة حيث يشعلون الحرائق بسيارتهم وحقولهم وبساتينهم ولا سيما بساتين الزيتون التي يقتلعون أشجارها أيضا.

وامتدت أعمال "دفع الثمن" إلى القدس والقرى والمدن العربية داخل إسرائيل، وتتنوع هذه الاعتداءات بين تخريب وإحراق سيارات وأماكن عبادة وتدنيس مقابر.

المصدر : الفرنسية