دوافع انتقام تحرك أطباء الأسرى الفلسطينيين

معتقل مجيدو حيث استشهد الأسير عرفات جرادات تحت التعذيب
undefined

وديع عواودة – حيفا

كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية أن سلطات الاحتلال عرضّت الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام لمزيد من مخاطر الموت نتيجة سلسلة انتهاكات لحقوقهم الطبية. وشددت على ضرورة إخضاع مصلحة السجون لرقابة خارجية مستقلة والتحقيق بشكاوى الأسرى المضربين عن الطعام حول التعذيب والضرب.

وفي تقرير مطول جديد لها، كشفت "منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية أن مصلحة السجون في إسرائيل تنتهك أخلاقيات مهنة الطب في تعاملها مع الأسرى الذين يضربون عن الطعام.

ولا يتم ذلك من خلال الشروط القاسية للاعتقال والغذاء والبيئة فحسب، بل من خلال أطباء يتصرفون كسجانين تحركهم دوافع أمنية وانتقامية من الأسرى الذين يخوضون معارك بأمعائهم الخاوية لنيل حقوقهم.

وتوضح المنظمة الحقوقية أن مصلحة السجون الإسرائيلية تخضع مباشرة للمستوى السياسي وتدفع الأطباء العاملين فيها لتفضيل ولائهم لها بدلا من الالتزام بأخلاقيات مهنتهم فيتركون الأسرى فريسة للأمراض، وهو ما يعني، وفق التقرير، أن الأسرى المرضى يتلقون المسكنات فقط داخل عيادات السجون، وهو ما ينسجم مع الروايات الفلسطينية.

‪المنظمة الإسرائيلية أشارت لشبهات في مقتل عرفات جرادات وغيره‬ (الجزيرة)
‪المنظمة الإسرائيلية أشارت لشبهات في مقتل عرفات جرادات وغيره‬ (الجزيرة)

شبهات قتل
وطرحت قضية الأسرى الفلسطينيين بقوة مؤخرا، محليا وعالميا، عقب إضراب خمسة من بين الأسرى الإداريين (160 أسيرا) عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم بدون أي نوع من المحاكمة.

وتؤكد المنظمة التي تشكلت على يد أطباء إسرائيليين قبل 25 عاما أن إسرائيل تدوس حق الأسرى في العناية الطبية بهم وعلاجهم وتخرق حقوقهم الإنسانية.

وتشير المنظمة الإسرائيلية إلى "شبهات" حول وجود إهمال طبي خلف موت الأسيرين عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية.

وتدعو منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان لجعل هيئة الأطباء العاملين بالمعتقلات مستقلة عن مصلحة السجون وإخضاع الخدمات الطبية للأسرى للرقابة والمساءلة.

وتقول المنظمة إن وزارة الصحة الإسرائيلية استجابت لمطلبها بتحويل كل أسير يضرب عن الطعام لأحد المستشفيات العامة، لكنها ترفض طلبها رقابة أوضاع الأسرى الصحية بذريعة أن هذه مسؤولية مصلحة السجون، بل رفضت مجرد تشكيل لجنة خبراء لفحص الموضوع.

ويشدد التقرير على أن  مصلحة السجون ترفض نقل الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام للمشافي العامة، وتحاول كسر إضرابهم عن الطعام عنوة.

‪معاناة قاسية وراء قضبان سجن هداريم  وغيره من المعتقلات الإسرائيلية‬ (الجزيرة)
‪معاناة قاسية وراء قضبان سجن هداريم  وغيره من المعتقلات الإسرائيلية‬ (الجزيرة)

تكبيل بالسلاسل
ويؤكد صلاح حاج يحيى من إدارة منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان أن انتهاك الحقوق الطبية المنصوص عليها بالمواثيق الدولية يتجلى بعدة وجوه في عمل مصلحة السجون ويستمر رغم الاحتجاجات. كما يشير إلى ربط الأسرى بالسلاسل حتى وهم مضربون عن الطعام أو مرضى على أسرّتهم.

ويوجه التقرير أصابع الاتهام للمؤسسة الطبية في إسرائيل بكاملها بالسكوت على اضطهاد وحرمان الأسرى من حقوقهم الأساسية خاصة المضربين عن الطعام منهم. ويشدد على ضرورة إخضاع مصلحة السجون لرقابة خارجية مستقلة والتحقيق بشكاوى الأسرى المضربين عن الطعام حول التعذيب والضرب.

ووفق المحامي جواد بولس فقد ربطت أقدام سامر العيساوي بالسلاسل من الثامنة مساء حتى الثامنة صباحا، حتى بعدما أدخل لمستشفى كبلان قبل شهرين.

كما يوضح بولس للجزيرة نت أن مصلحة السجون مارست تعذيب سامر العيساوي بدنيا ونفسيا، وأن ثلاثة حراس كانوا يحرصون على تناول الطعام بجواره وهو مضرب عن الطعام.

يُشار إلى أن تقريرا حقوقيا إسرائيليا نشر عام 2011 أكد أن شروط اعتقال السجناء بإسرائيل عبارة عن أقفاص لا تليق بالبشر وتشبه العبودية.

وأوضح التقرير المذكور الصادر عن مؤسسة الدفاع الحقوقي العام أن السجون تعج بالجرذان والفئران والصراصير بينما تزدحم الغرف  الصغيرة بالأسرى وتفتقد للتهوية، وهو ما أكده أسرى فلسطينيون محررون للجزيرة نت.

المصدر : الجزيرة