اليمن يبحث تسلّم معتقليه بغوانتانامو

يمنيون يطالبون بسرعة الإفراج عن سجناء جوانتانامو
undefined

عبده عايش-صنعاء

أكد مصدر رسمي باليمن إجراء مباحثات مع السلطات الأميركية لنقل عشرات السجناء اليمنيين في معتقل غوانتانامو، وإعادتهم إلى بلدهم، وأوضح المصدر أن واشنطن وافقت على استقبال صنعاء للمعتقلين في مركز تأهيل خاص.
 
وتحدث راجح بادي -مستشار رئيس الوزراء اليمني- للجزيرة نت عن "شبه موافقة" أميركية على تسليم عشرات من المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو إلى الحكومة اليمنية، وأوضح أن التفاوض جار بين الجانبين اليمني والأميركي لاستكمال هذه العملية وإعادة المعتقلين اليمنيين إلى بلدهم.

وأشار إلى أن السلطات اليمنية سبق وأن رفضت تسليم مواطنيها إلى طرف ثالث، وأصرت على إعادتهم إلى اليمن.

راجح بادي أكد طلب اليمن تمويلا لإنشاء مركز تأهيل للمعتقلين العائدين (الجزيرة نت)
راجح بادي أكد طلب اليمن تمويلا لإنشاء مركز تأهيل للمعتقلين العائدين (الجزيرة نت)

وقال المستشار إن اليمن طلب تمويلا لإنشاء مركز تأهيل للعائدين من غوانتانامو، بالنظر إلى المشاكل الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد.

وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية قد أفادت الخميس بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجري حاليا مباحثات مع الحكومة اليمنية بشأن إمكانية فتح مركز اعتقال خارج العاصمة اليمنية لاستقبال عشرات المعتقلين من سجن غوانتانامو.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة تشمل السجناء اليمنيين فقط، واعتبرتها محاولة من واشنطن للإسراع في إغلاق المعتقل. وأكد مسؤولون أميركيون أن عدم استكمال هذه الخطة بالطريقة الصحيحة قد تنتج عنه الكثير من المخاطر.
 
إنهاء المعاناة
ويثير ملف عشرات المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو كثيرا من الأسى، ويأمل اليمنيون سرعة إطلاق سراح أكثر من 95 معتقلا يمنيا وإنهاء معاناتهم الممتدة لأكثر من 12 عاما داخل زنازين وأسوار المعتقل الأميركي.

وعبّر نبيل الحيلة -الشقيق الأصغر للمعتقل عبد السلام الحيلة- عن استيائه مما سماه "تقاعس الحكومة اليمنية" في إعادة رعاياها من معتقل غوانتانامو.

وقال الحيلة للجزيرة نت "إن الأمل يحدونا في سرعة إطلاق المعتقلين وإنهاء معاناتهم الرهيبة"، واعتبر أن اعتقالهم باليمن بمركز تأهيل يعد "جريمة كما هي جريمة اعتقالهم في غوانتانامو".

الأحمدي عبر عن تخوفه من تحول اليمن إلى سجان بالوكالة عن الأميركيين (الجزيرة نت)
الأحمدي عبر عن تخوفه من تحول اليمن إلى سجان بالوكالة عن الأميركيين (الجزيرة نت)

من جانبهم طالب نشطاء حقوقيون الحكومة اليمنية بإعادة تأهيل المعتقلين العائدين، بشكل لا يمس حقوقهم المدنية والقانونية، وبحيث لا تقيّد حركتهم أو يخضعوا للإقامة الجبرية أو السجن.

وعبّر محمد الأحمدي -المنسق القانوني باليمن- لمؤسسة الكرامة الحقوقية ومقرها في جنيف بسويسرا، عن خشيته من أن تتحول الحكومة اليمنية إلى "سجّان بالوكالة عن الأميركيين".

وقال الأحمدي للجزيرة نت إن إعادة عشرات المعتقلين إلى اليمن ورؤيتهم لعائلاتهم سيخفف قليلا من وطأة المعاناة التي تعرضوا لها خلف قضبان وغياهب معتقل غوانتانامو. وأكد أن المعتقلين يفترض أن يطلق سراحهم بدون شروط، ويتم تعويضهم ماديا ومعنويا.

واعتبر أن تسليم معتقلي غوانتانامو اليمنيين إلى حكومة بلدهم تعد خطوة أولى في طريق الحرية، مؤكدا استمرار نضال المنظمات الحقوقية "من أجل إعادتهم إلى الحياة، بعد أن كانوا في عداد الموتى".

يذكر أن 58 معتقلا يمنيا حصلوا على البراءة من قبل محكمة عسكرية في غوانتانامو خلال عامي 2006 و2008.

المصدر : الجزيرة