تلميذة مرحّلة من فرنسا ترفض عرضا من هولاند
رفضت فتاة ولدت لأبوين من كوسوفو عرضا تقدم به الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يقضي بعودتها إلى فرنسا من دون والديها اللذين رحّلت معهما إلى بلدهم الأصلي، وهي الخطوة التي أثارت احتجاجات واسعة بفرنسا.
وبدأت الضجة بعد أن أجبرت الشرطة التلميذة ليوناردا ديبراني على النزول من حافلة مدرسية أمام زميلاتها ثم ترحيلها إلى كوسوفو مسقط رأس والدها، بحجة أن عائلتها دخلت إلى فرنسا بشكل غير مشروع عام 2009.
وشارك آلاف الطلاب في مسيرة بشوارع باريس والمدن المجاورة يوم الجمعة للمطالبة بعودة التلميذة إلى فرنسا، كما تجمع مئات الطلاب أمس السبت في شمال باريس للمطالبة باستقالة وزير الداخلية مانويل فالس.
وقال هولاند إن التلميذة ديبراني (15 عاما) قد تعود لمواصلة دراستها ولكن بدون عائلتها، وهو حل وسط في أعقاب انتقادات واسعة من قبل السياسيين ومن بينهم حلفاء يساريون.
ودافع الرئيس الاشتراكي عن عملية الترحيل باعتبارها سليمة من الناحية القانونية، لأن عائلة ديبراني استنفدت كل سبل الحصول على اللجوء السياسي في فرنسا.
موقف ديبراني
لكن ديبراني قالت السبت من كوسوفو التي تتواجد بها منذ ترحيلها في 9 أكتوبر/تشرين الأول، إنها لا تعتزم العودة إلى فرنسا بمفردها، وأضافت "لا أريد الذهاب بدون عائلتي لأنني أريد البقاء معهم
وخاصة شقيقتي، فأنا لا أستطيع تركها، نحن مرتبطون سويا، فهي أختي العزيزة ولا أستطيع تركها بعيدا عني".
وقالت الفتاة التي ولدت بإيطاليا إن كوسوفو ليس موطنها، وأكدت أنها لا تريد البقاء هناك لأنها لا تجيد الألبانية.
وأبلغ رئيس الوزراء جان مارك إيرولت البرلمان الأربعاء بأن ديبراني -وهي من أصول غجرية- سيسمح بعودتها لفرنسا إذا وجد التحقيق أن الشرطة انتهكت القوانين باعتقالها أثناء وجودها على متن حافلة مملوكة للمدرسة.
وذكر تقرير حكومي سلم للرئيس هولاند السبت أن الترحيل المثير للجدل جاء تماشيا مع السياسة الفرنسية. وخلص التقرير -الذي قدمه وزير الداخلية الفرنسي- إلى أن الترحيل يتماشى بوجه عام مع الإرشادات الخاصة بالسياسة الفرنسية، لكن أشار إلى أنه ما كان ينبغي أخذ ديبراني إلى الحبس من محيط المدرسة. وأوصى التقرير بتنقيح القانون الحالي حتى يحظر مثل تلك الأنشطة في المستقبل.
يذكر أن فرنسا قامت بطرد أكثر من 36 ألف مهاجر غير شرعي من أراضيها غالبيتهم من الغجر، وذلك بارتفاع نسبته 12% مقارنة بالعام 2011.