تصاعد الاتهامات بانتهاكات في مالي

Malian soldiers inspect a destroyed armoured vehicle and cases of ammunitions on January 23, 2013 in the Malian caserne that was occupied by Islamist fighters on January 23, 2013 in Diabaly, 400 kilometres (250 miles) north of the capital Bamako. French and Malian troops recaptured the frontline towns of Diabaly and Douentza two days ago in a major boost to their push north to flush out Al Qaeda-linked rebels. AFP PHOTO / ERIC FEFERBERG
undefined
وجه عدد من المنظمات الحقوقية والدولية ودول العالم اتهامات للجيش المالي بارتكاب جنوده سلسلة من الانتهاكات الخطيرة في غرب ووسط مالي، حيث يقاتل -بدعم جوي فرنسي وبمشاركة عدد من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)- لاستعادة شمال البلاد، الذي تسيطر عليه جماعات إسلامية.

واتهم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان الجنود الماليين بارتكاب سلسلة من الإعدامات والتصفيات التعسفية في غرب ووسط مالي، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة فورا.

وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان إنه تحقق من أن سلسلة تصفيات تعسفية نُفذت بأيدي عناصر من القوات المسلحة، اعتباراً من العاشر من الشهر الجاري، خصوصاً في سيفاريه وموبتيونيورو، وبلدات أخرى تقع في مناطق المواجهات.

وذكر الاتحاد أن 11 شخصا على الأقل أعدموا في سيفاري (650 كلم شمال شرق باماكو). وقالت مسؤولة أفريقيا في الاتحاد فلورنت غيل "حصلنا على شهادات متطابقة من مصادر محلية ولدينا هويات 11 ضحية". وأضافت "لا نزال نتلقى من مجمل مناطق غرب ووسط البلاد اتهامات أخرى بشأن تصفيات تعسفية".

وتستهدف هذه التجاوزات خصوصا المجموعات العربية والطوارق الذين يشكلون الأكثرية داخل المجموعات الإسلامية المسلحة.

وبحسب الرئيس الفخري للاتحاد صديقي كابا، فإن "هذه التصفيات تشوه شرعية عملية استعادة وحدة الأراضي، ويجب أن تخضع لملاحقات من قبل القضاء الوطني، ومن قبل المحكمة الجنائية الدولية التي فتحت تحقيقا في الـ16 من الشهر الحالي حول الوضع في مالي".

‪العمليات المالية والفرنسية أسفرت عن موجات نزوح وتشرد بين السكان‬  (لجزيرة)
‪العمليات المالية والفرنسية أسفرت عن موجات نزوح وتشرد بين السكان‬  (لجزيرة)

نهب وتخويف
وفي باماكو، ندد الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان بأعمال نهب وتخويف أثناء عمليات تفتيش قام بها الجيش في نحو عشرة منازل للطوارق خلال الأسبوع الماضي.

كما طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان أيضا بإرسال مراقبين من الأمم المتحدة لتقصي تلك الانتهاكات. ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إلى "اليقظة" أمام احتمال حدوث انتهاكات لحقوق المدنيين في مالي. وطالب الجنود بأن يكونوا "بالغي الحذر" حيال مخاطر التجاوزات لأن "شرفهم على المحك".

كما أعرب الاتحاد الأوروبي أمس عن "قلقه العميق" من التقارير بشأن إمكانية حصول تجاوزات في مالي تتهم منظمات حقوقية الجيش المالي بارتكابها.

وقالت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا "نحن قلقون جدا من التقارير التي تتحدث عن إمكانية حصول صراعات ومعارك إثنية وتجاوزات بداعي الثأر".

وتوعد رئيس أركان الجيش المالي الثلاثاء بـ"سحب كل جندي يرتكب تجاوزات ضد مدنيين من أرض المعركة على الفور، وإحالته إلى محكمة عسكرية"، محذرا من التعرض "لذوي البشرة البيضاء" والعرب والطوارق في مالي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -الذي أشاد بالتدخل "الشجاع" لفرنسا في مالي- أعرب أيضا عن مخاوفه المتعلقة بتأثير العملية العسكرية على المدنيين وحقوق الإنسان.

المصدر : وكالات