حقوق الجاليات المسلمة أمام البرلمان الأوروبي

الجاليات المسلمة في أوروبا مازالت تعاني التهميش وتحتاج إلى دعم من صناع القرار
undefined

لبيب فهمي-بروكسل

احتضن البرلمان الأوروبي ندوة دولية بعنوان "تحدٍّ جديدٌ للتماسك الاجتماعي على المستوى الأوروبي: حماية وتعزيز الحقوق الأساسية للجاليات المسلمة"، ناقشت أوضاع الجاليات المسلمة في أوروبا.

وشدد البرلماني الأوروبي كريم سجاد (من كتلة المحافظين) -في كلمته الافتتاحية- على أن "الديمقراطيات الأوروبية تواجه أزمة عميقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، فهذه الديمقراطيات -التي كانت معروفة باحترام الحقوق الأساسية لكل المواطنين- أصبحت تواجه تزايدا في العنصرية، ومعاداة السامية، وكراهية الإسلام، والتطرف العنيف".

وأضاف أن هذه تطورات مؤسفة ولا تتسبب فقط في نشر الخوف بين الأقليات العرقية والدينية، ولكنها تؤدي أيضا إلى خلل في التماسك الاجتماعي، إضافة إلى تقييد الحريات الأساسية.

أما دودو ديين رئيس "مبادرة المسلمين الأوروبيين من أجل التماسك الاجتماعي" -التي قامت بتنظيم الندوة- فأشار إلى أن الخطاب السياسي السائد -وخاصة في أوقات الانتخابات- ملوث بالكراهية للأجانب، والتصريحات المعادية للمسلمين التي تهدف إلى تصويرهم على أنهم السبب في فشل السياسات التي تعزز التنوع والعيش المشترك.

وشدد على أن تلك التصريحات "لا تستند إلى أي بحث علمي، وإنما جاءت فقط بسبب انتشار الشعوبية، وكمحاولة كذلك لتقليص حضور المسلمين من خلال قوانين صارمة".

ولتحقيق هذه الأهداف، لابد من إثارة النقاش في قلب أوروبا. لذا جاءت فكرة تنظيم هذه الندوة الدولية في بروكسل في محاولة لإقناع البرلمان الأوروبي باتخاذ قرارات بشأن حماية وتعزيز الحقوق الأساسية للجاليات المسلمة في أوروبا، كما يؤكد للجزيرة نت فيصل فيليز المتحدث باسم المنظمات التي نظمت الندوة.

الجاليات المسلمة في أوروبا ما زالت تعاني التهميش وتحتاج إلى دعم من صناع القرار (الجزيرة)
الجاليات المسلمة في أوروبا ما زالت تعاني التهميش وتحتاج إلى دعم من صناع القرار (الجزيرة)

وضع صعب
ومن جانبه، قال عميد الكلية الإسلامية في بروكسل مصطفى دوميز إن المطالب الديمقراطية للجاليات المسلمة يتم تجاهلها. وأضاف أن هناك اعترافا قليلا جدا بمساهمات هذه الجاليات في التنمية الأوروبية، في مجالات العمل وسوق الخدمات والأعمال والثقافة والرياضة والتغيرات الديمغرافية، وفي العديد من القطاعات الأخرى.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أنه "في هذا الوضع الصعب، من الواضح أن الجاليات المسلمة تحتاج إلى الدعم المعنوي والسياسي من قبل صناع القرار في أوروبا، لنشر القناعة بضرورة تغيير الخطاب المضاد للمسلمين، واعتبار هؤلاء المسلمين مواطنين على قدم المساواة".

هذا وقد خصص حيز هام من الندوة لمحور "رُهاب المسلمين" أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا. فقد أعاد بث فيلم "براءة الإسلام" النقاش حول حرية التعبير والتصريحات المعادية للمسلمين، والتحريض على الكراهية. وبحسب سليل ييلماز (من مجلس الشباب المتعددي الثقافات) فإنه "يجب دعم فكرة أن حرية التعبير في الفيلم -مثل غيره من الأحداث كالرسوم الدانماركية- قد انتهكت مجموعة من الحريات الأساسية الأخرى، كروح التفاهم والاحترام المتبادل الضروري في مجتمع ديمقراطي".

مشددا على "خطورة الفهم الخاطئ للحرية والاعتقاد بأن هناك حقوقا متفوقة على غيرها، أو لها قيمة مطلقة بغض النظر عن عواقبها على حياة الآخرين".

وجاء في البيان الختامي للندوة أن "من المهم الاستمرار في الطعن في إساءة استخدام حرية التعبير، ولكن لابد من تعزيز وعي المواطنين بلغة مشتركة في مجتمعاتنا، يمكن من خلالها إنشاء قنوات المشاركة والتفاعل والتفاهم المتبادل في جميع مجالات الحياة".

وشدد البيان على أهمية "العمل من أجل الاتفاق على معنى شامل للحرية في مجتمع حديث، وعلى الكيفية التي تمكن بها ممارستها بشكل مسؤول، من أجل تعزيز التعايش المتناغم، بدلا من مزيد من الانقسام وعدم الثقة والكراهية والعنف".

وفي تقييمه لنتائج الندوة، قال مصطفى دوميز "لقد عرضنا أمام البرلمانيين تقييما شاملا لوضع الجاليات المسلمة في أوروبا، والكرة الآن في ملعبهم لاتخاذ القرارات اللازمة".

المصدر : الجزيرة