فتى أردني يتهم الأمن بتعذيبه بوحشية

الحدث ليث القلالوة خلال وجوده في المستشفى
undefined

محمد النجار-عمان

اتهم فتى أردني قوات الدرك بتعذيبه وإطفاء السجائر في جسده، بعد اعتقاله على خلفية أحداث شغب شهدتها مدينة السلط الأردنية خلال الأيام الماضية، وهو ما نفته جهات أمنية.

وقال ليث القلالوة (16 عاما) إن أفرادا من قوات الدرك اعتقلوه في السلط وضربوه بشكل مبرح على رأسه وأنحاء من جسده، وكانوا يطفئون السجائر في جسده كلما أغمي عليه.

وظهرت على ليث -الذي قابلته الجزيرة نت بمستشفى الأمير حمزة الحكومي في عمّان- آثار ضرب على وجهه وعينه اليمنى ورأسه الذي تم لفه بسبب الجروح، إضافة إلى آثار ضرب واضحة على أنحاء من جسده ومنها ظهره وبطنه.

وكان لافتا وجود آثار إطفاء سجائر في جسد الفتى شكلت ما يشبه السوار على يده، في مشهد أثار نقدا واسعا من قبل حقوقيين وسياسيين، فضلا عن وجهاء في مدينة السلط.

آثار الضرب على ظهر القلالوة (الجزيرة نت)
آثار الضرب على ظهر القلالوة (الجزيرة نت)

وبحسب رواية والد ليث، فإنه أرسل ابنه مساء السبت الماضي للتسوق فطال غيابه، ثم أخبره بعض أهالي الحي أن قوات الأمن المنتشرة بسبب أحداث الشغب اعتقلته.

وأشار إلى أنه بحث عن ابنه في العديد من المراكز الأمنية التي أنكرت وجوده لديها، ثم تلقى اتصالا ظهر اليوم التالي يبلغه أن ابنه موجود في مستشفى الأمير حمزة.

وعبر الأب عن مفاجأته بتغيير اسم ابنه داخل المستشفى بحسب ما أظهرته الأوراق الرسمية، فضلا عن حجم التعذيب الذي تعرض له.

وقال "رغم أنني مقتنع بأن ابني اعتقل بالخطأ ولا دور له في الأحداث، فإني مصدوم من طريقة تعذيبه من قبل قوات الدرك وبهذه الوحشية"، وطالب بمحاسبة كافة المسؤولين لأن القانون يمنع أي تعامل مع القاصرين إلا بحضور أولياء الأمر.

صمت رسمي
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليق من قوات الدرك عبر الاتصال بالناطق الرسمي الذي وعد بالرد، إلا أنه لم يجب على هاتفه بعد ذلك.

كما حاولت الحصول على رد من وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة دون جدوى، في حين أبلغنا مكتبه بوجود توضيحات من الجهات الأمنية على أحد المواقع الإخبارية المحلية.

ونقل موقع عمون الإخباري عن مصدر أمني قوله إن الشاب كان أحد مثيري الشغب في أحداث السلط المستمرة حاليا، حيث جاء إلى المركز الأمني بعدما قُبض عليه في مشاجرة وهو مصاب في رأسه وبحالة إغماء، ثم نُقل إلى المستشفى.

وتحدث المصدر عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادث، مضيفا أن المدعي العام للشرطة يحقق في القضية.

‪تؤكد حدوث التعذيب بهدوء وعلى فترات‬ الشريدة: آثار إطفاء السجائر(الجزيرة نت)
‪تؤكد حدوث التعذيب بهدوء وعلى فترات‬ الشريدة: آثار إطفاء السجائر(الجزيرة نت)

من جهته، قال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان المحامي عبد الكريم الشريدة في حديث للجزيرة نت، إن هذا النوع من التعذيب غير معتاد وطارئ على الأردن، ولكن لا يمكن أن نقول إنه حادث فردي ومعزول، لأن تكرار وقوعه يؤكد وجود "تعذيب ممنهج في المراكز الأمنية".

وتابع أن "طريقة إطفاء السجائر في جسد الفتى تؤكد أن هناك شخصا أو مجموعة قاموا بالتعذيب بهدوء وعلى فترات".

وأضاف الناشط الحقوقي أنه لا يمكن محاسبة المسؤولين عن الحادث "لأن رجال الشرطة والدرك لا يحاسبون إلا أمام محاكم خاصة بهم مما يمنحهم حصانة"، مؤكدا أن كافة لجان التحقيق التي شكلت في حوادث تعذيب "لم تصل إلى نتائج تعاقب من يقوم بهذه الممارسات".

احتجاجات متزامنة
وجاءت هذه الحادثة على وقع أحداث شغب شهدتها مدينة السلط إثر مواجهات بين قوات الأمن ومطالبين بالإفراج عن معتقلين من التيار السلفي الجهادي من أبناء المدينة.

وخلال اجتماع عقد مساء الاثنين بمجمع النقابات المهنية في السلط، هاجم نشطاء سياسيون وحقوقيون بشدة ما اعتبروه استباحة من قبل أجهزة الأمن للمدينة، واتهموها بتعذيب المعتقلين على خلفية الأحداث.

ونبه متحدثون الجهات الرسمية الأردنية إلى أن مثل هذا الحادث كان وراء سقوط النظام في تونس ومصر، وأن اندلاع الثورة على نظام بشار الأسد جاء بسبب اعتقال وتعذيب بعض الأطفال.

المصدر : الجزيرة