عبد الله البرغوثي.. أسير حكمت عليه إسرائيل بالسجن 67 مؤبدا

كاتب ومهندس وخبير في صناعة المتفجرات، فلسطيني أردني حكمت عليه إسرائيل بالسجن المؤبد 67 مرة، وهو واحد من قادة حماس في الضفة الغربية، درس الهندسة في كوريا الجنوبية، وقاد الكثير من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. اعتقل سنة 2003.

المولد والنشأة

ولد عبد الله غالب عبد الله الجمل البرغوثي عام 1972 في دولة الكويت في أسرة تعود أصولها لعائلة فلسطينية معروفة تدعى عائلة البرغوثي، ثم انتقل للعاصمة الأردنية عمان، وتعرف فيها على كثير من العائلات الفلسطينية، وعاش معها ظروف التهجير من الوطن وعايش قصص المنكوبين ومعاناة النازحين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مما ولّد في أعماقه شعورا دفينا بالانتقام من المحتل.

الدراسة والتكوين

تلقّى البرغوثي تعليمه الأساسي في دولة الكويت، وانتقل للأردن إثر حرب الخليج وأكمل فيها دراسته الثانوية وحصل على شهادة الثانوية العامة في الفرع الصناعي "قسم الميكانيكا" عام 1990.

وبعد الحصول على الثانوية العامة سافر إلى كوريا الجنوبية التي يتقن لغتها، ودرس في جامعاتها 3 سنوات في الهندسة الإلكترونية.

تعلم صناعة المتفجّرات وقرأ الكثير من العلوم والبرامج التي ساعدته في اكتساب المهارات الأساسية لتلك الصناعات أثناء وجوده في كوريا. كما كثّف معرفته في فنيات اختراق أنظمة الحواسيب وأجهزة الاتصالات.

في عام 2022 حصل من داخل السجن على درجة الماجستير من جامعة القدس، قسم الدراسات الإقليمية، مسار الدراسات الإسرائيلية.

الأسير عبد الله البرغوثي في محكمة إسرائيلية خلال 2011:" لن أوقف إضرابي على بنقلي للأردن "
الأسير عبد الله البرغوثي في محكمة إسرائيلية عام 2011 (الجزيرة)

التجربة النضالية

بدأ البرغوثي مشواره النضالي في مرحلة مبكّرة من عمره، فأثناء وجوده في الكويت شارك مع المجموعات التي كانت تعمل ضد القوات الأجنبية هناك، وهو الأمر الذي أدى لاعتقاله قرابة شهر في سجون دولة الكويت، ومن ثم ترحيله للمملكة الأردنية الهاشمية.

وبعد عودته من كوريا الجنوبية حاول الدخول لفلسطين لكنه لم يستطع، وفي عام 1998 حصل على عقد عمل مع إحدى الشركات الفلسطينية، وفور دخوله لفلسطين تواصل مع شخصيات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأطلعهم على معرفته بصناعة المتفجرات، وكشف لهم عن مواهبه، واستعداده للعمل من أجل القضية الفلسطينية.

وعندما بدأت الانتفاضة الثانية عام 2000 أصبح البرغوثي مهندسا للعمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ووضعه جهاز الاستخبارات الإسرائيلي على قوائم المطلوبين.

اعتقله جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني لمدة شهر، إثر تنفيذه عملية فدائية في مطعم "سبارو" بتل أبيب في أغسطس/آب 2001، قُتل فيها 15 إسرائيليا وجرح عشرات آخرون.

وبعد إطلاق سراحه أشرف على تنظيم عدد من العمليات الاستشهادية في المستوطنات اليهودية، وتعتبره إسرائيل مسؤولا عن قتل 66 إسرائيليا، وجرح أكثر من 500 آخرين.

في سجون الاحتلال

اعتقلت قوات الاحتلال عبد الله البرغوثي في الخامس من مارس/آذار 2003 عندما كان ينقل طفلته المريضة إلى أحد الأطباء في مدينة البيرة، ثم حققت معه لكونه شخصا يقع على رأس لوائح المطلوبين.

وخضع للتحقيق 3 أشهر، وذاق صنوفا من التعذيب والهوان، وحكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة، ويوصف بأنه أطول حكم بالسجن في التاريخ.

قضى 10 سنوات في الحبس الانفرادي، ومارس عليه الاحتلال الإسرائيلي كل أنواع الضغوط النفسية والإهانة الجسدية مثل إدخال المختلين عقليا عليه، وتهديد أهالي المقتولين الإسرائيليين بالانتقام منه.

خاض إضرابا عن الطعام حتى نقل من السجن الانفرادي نحو السجون المعتادة التي يقبع فيها غيره من الأسرى الفلسطينيين.

وخلال الأعوام الـ20 التي قضاها في السجن لم يسمح لعائلته بزيارته سوى 6 مرات.

وفي صفقة وفاء الأحرار عام 2011 رفض أن يكون من المشمولين بها وأعطى الأولوية للأسرى الذين سبقوه.

ورغم ممارسات العذاب الجسدي والنفسي، فإنه بقي متماسكا ومعنوياته عالية وثقته بالنفس كبيرة، ويقول إنه على يقين بأنه سيخرج منتصرا.

الأسير عبد الله البرغوثي في محكمة إسرائيلية خلال 2011:"
الأسير عبد الله البرغوثي في محكمة إسرائيلية عام 2011 (الجزيرة)

الوظائف والمسؤوليات

مارس البرغوثي خلال مساره وظائف متصلة بتخصصه، وكلها كانت من أجل تحقيق حلم الانضمام للمقاومة عن قرب، وقد شغل وظائف أهمها:

  • مهندس صيانة أجهزة في عدة شركات أردنية 1997.
  • مبرمج حواسيب في إحدى الشركات العاملة في القدس 1998.
  • قائد ميداني في كتائب عز الدين القسام في فرع الضفة الغربية، خلفا للشهيد يحيى عياش.
  • عمل في نابلس على تصنيع المتفجرات والمواد السامة من "البطاطا".
  • أدار معملا خاصا للتصنيع العسكري في بلدة نابلس.
  • خطط للكثير من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الممتدة بين 2000 و2003.

المؤلفات

استثمر البرغوثي إقامته في السجن الانفرادي، وألف جملة من الكتب التي توصف بأنها مؤثرة ولا يملها القارئ، وهي:

  • "مهندس على الطريق"، وهو كتاب مؤثر، عبارة عن رسالة بعثها الكاتب لطفلته ليعرفها على نفسه، ويسرد من خلاله تفاصيل عملياته وجهاده في سبيل الحرية.
  • "الشهيد الحي".
  • "فلسطين العاشقة والمعشوق"، وهي رواية تتحدث عن فلسطين.
  • "المقصلة وجواسيس الشاباك" (رواية).
  • "معتوه في دائرة العقلاء"، يحكي عن المقاوم الذي يجاهد برصاص قلمه في غياب رصاص سلاحه.
  • "إعدام ميت"، وهو كتاب يركز على القضايا الفكرية والثقافية لمقاومة الاحتلال.
  • "الماجدة.. ذكريات بلا حبر وورق" (رواية).
  • "بوصلة المقاومة".
  • "المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم".
  • "الميزان.. جهاد الدعوة ودعوة المجاهدين"، وهو كتاب موجه للدعاة والوعاظ يبين لهم أهمية التركيز على الجهاد، وأنه من أولويات أصحاب الدعوة إلى الله.
المصدر : الجزيرة