العفو : تعذيب ممنهج بسوريا

تقرير يصف بشاعة التعذيب بسوريا
undefined

قالت منظمة العفو الدولية إن حجم التعذيب في سوريا وصل مستويات غير مسبوقة، ونددت بما أسمته "عالم كابوسي من التعذيب الممنهج" وأوصت بإحالة رموزه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وجاء ذلك بتقرير أصدرته اليوم الأربعاء عشية الذكرى السنوية الأولى على اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

وجاء في تقرير "لقد أردت الموت.. ضحايا التعذيب في سوريا يتحدثون عن محنتهم" أن تعرض المحتجزين السوريين للتعذيب وغيره من أساليب الإساءة يتخذ بشكل عام نهجاً يبدو أنه ثمرة لنمط مدروس، وأضاف أن "نطاق التعذيب وأنماط إساءة المعاملة الأخرى شهدت ارتفاعا إلى مستوى لم يشهد منذ سنوات ويذكر بالحقبة الظلامية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي" بعهد حافظ الأسد.

وقال العديد من الضحايا الذين تحدثوا للمنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها، إنهم تعرضوا لصدمات  وضرب مبرح يبدأ لحظة إلقاء القبض على الشخص، ويتكرر الأمر بوحشية باستخدام العصي وأعقاب البنادق والسياط وبقبضات اليدين والأسلاك.

وأضاف هؤلاء أن هذه الأساليب تتواصل عند وصول المحتجزبن مراكز الاعتقال، لتصبح ممارسة ترحيبية يُتعارف عليها بعبارة (حفلة استقبال) وغالباً ما يجري تجريد القادمين الجدد من ملابسهم ليُتركوا حوالي 24 ساعة في العراء وهم لا يرتدون شيئاً سوى ملابسهم الداخلية.

وتحدث العديد من الناجين عن التجارب التي مروا بها خلال تعذيبهم بأسلوب ما يُعرف بـ (بالدولاب) حيث يُجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة وتعليقه أو رفعه إلى الأعلى في أغلب الأحيان، مع استمرار تعرضه للضرب باستخدام الأسلاك الثخينة أو العصي.

وأشارت روايات أخرى -وفق نفس التقرير- إلى استخدام قوات النظام السوري أحد أساليب التعذيب المعروفة باسم (الشبح) حيث يتم تعليق الضحية بخطاف أو بمقبض باب أو إطاره أو من خلال رفعه بشد قيود يديه بحيث تبقى القدمان بالكاد تلامسان سطح الأرض، أو بوضعية تسمح بملامسة أصابع القدمين فقط للأرض، ومن ثم تتعرض الضحية للضرب المبرح على الأغلب.

ونقلت العفو الدولية حالة الشاب كريم (18 عاما) الطالب القادم من منطقة الطيبة بمحافظة درعا، حيث قام مستجوبوه باستخدام الكماشة لسلخ لحم جسده عن ساقيه أثناء احتجازه في فرع المخابرات الجوية بدرعا خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

عشرات الاشخاص قتلوا مؤخرا في قصف مدفعي على الحي الشمالي بمدينة إدلب 
عشرات الاشخاص قتلوا مؤخرا في قصف مدفعي على الحي الشمالي بمدينة إدلب 

دليل إضافي
وقالت آن هاريسون، نائبة المدير المؤقت لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو، إن إفادات أفراد بعثة المنظمة من هؤلاء الأشخاص توفر "إطلالة مؤلمة على نظام من الاحتجاز والاستجواب يبدو أنه يهدف على نحو رئيسي إلى إهانة الضحايا وإذلالهم وترهيبهم بغية حملهم على التزام جانب الصمت".

واعتبرت العفو الدولية أن الإفادات والشهادات التي أدلى بها الناجون السوريون من ضحايا التعذيب تقدم دليلاً إضافياً على ما يُرتكب من ما سمته جرائم ضد الإنسانية.

ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان الأممي إلى تمديد التفويض الممنوح للجنة التحقيق الأممية المعنية بسوريا وتعزيز قدراتها في مجال رصد "الانتهاكات الجسيمة" لحقوق الإنسان و"الجرائم" التي تخالف نصوص وأحكام القانون الدولي وتوثيقها والإبلاغ عنها بهدف مقاضاة المسؤولين عنها، في ضوء ما سمته تقاعس الدول عن إحالة ملف الأوضاع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وترى  آن هاريسون أن المحكمة الجنائية الدولية تمثل أفضل الخيارات المتاحة بغية ضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب "الجرائم الخطيرة" بحق الشعب السوري، ودعت إلى عدم فسح المجال أمام المسؤولين السوريين عن "جرائم التعذيب" وخاصة أصحاب المناصب القيادية منهم.

يُذكر أن التقرير يوثّق 31 أسلوباً من أساليب التعذيب وغيره من الوسائل التي تمارسها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المؤيدة للحكومة السورية والمعروفة باسم الشبيحة، من روايات شهود العيان أو الضحايا الذين التقى بهم أفراد من بعثة العفو الدولية بالأردن خلال فبراير/ شباط الماضي.

المصدر : وكالات