إدانة حقوقية لـ"عودة" الانتهاكات بتونس

epa03261329 Tunisian security forces secure a street during clashes against protesters (not pictured), in Ettadhamen, northwest of the capital Tunis, Tunisia, 12 June 2012. According to media reports on 12 June, Tunisian police dispersed radical Islamist protesters as they attacked a security post and an art exhibition they named 'Offensive to Islam'. EPA/STR
undefined
قالت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية إنها تتابع بقلق بالغ ما سمته الانتهاكات الأخيرة لحقوق الإنسان في تونس بعد وفاة عبد الرؤوف الخماسي بسبب ما قيل إنه تعذيب شديد تعرض له بأحد مراكز الإيقاف بالعاصمة التونسية، إضافة إلى اتهام رجلي شرطة باغتصاب فتاة، في قضية قالت الحكومة التونسية إنها "سُيست".
 
واستنكرت الشبكة "تجريم الفتاة واتهامها بانتهاك الحياء العام لمجرد أنها استخدمت حقها المشروع في الشكوى ضد من انتهكوا حقها وحرمة جسدها".

وتضيف الشبكة الدولية، ومقرها جنيف، أنها إذ تنظر بخطورة بالغة إلى "الإجراء التعسفى لقاضي التحقيق باتهام الفتاة وما سبقه في ضياع معرفة الحقيقة في مقتل الشاب الخماسي"، فإنها تستنكر في الوقت ذاته "بروز خطاب تبريري خطير من قبل مسؤولين حكوميين لجرائم التعذيب والاغتصاب".

وتعود القضية إلى بداية الشهر المنصرم حيث قالت دورية أمنية إنها ضبطت الفتاة المعنية بصحبة خطيبها داخل سيارة في ساعة متأخرة من الليل في "وضع مشبوه"، فنقلتها في سيارة تابعة للشرطة، لكن الفتاة اتهمت اثنين من أفراد هذه الدورية باغتصابها.

وقد اعتقل المتهمان وحقق معهما, لكن القضية أخذت منحى جديدا بعد توجيه تهمة "التجاهر بما ينافي الحياء" للفتاة المغتصبة، وهو ما أثار موجة استياء من نشطاء حقوقيين.

واتهم النشطاء ومنظمات حقوقية وزارة الداخلية بمحاولة التكتم على جريمة الاغتصاب وممارسة الضغوط على الضحية للتراجع عن أقوالها وسحب شكواها, واعتبرت أن هذا الفعل دليل على عودة انتهاكات حقوق الإنسان إلى تونس.

توظيف سياسي
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد دعت إلى تجنب التوظيف السياسي والإعلامي لحادثة الاغتصاب, وأضافت في بيان وزعته في وقت سابق أنها حققت في القضية بكل موضوعية وأنها طبقت ما يقتضيه القانون في مثل هذه القضايا.

ودعا بيان الوزارة إلى عدم الخلط في هذا الموضوع، لافتا إلى أنه تم على الفور إيقاف عناصر الشرطة المشتبه فيهم واستشارة النيابة العمومية والاحتفاظ بالمتهمين, معتبرة أن "قضية يجري التحقيق فيها من اختصاص القضاء وحده".

من جهتها قالت وزارة العدل التونسية في بيان لها إن "اعتبار شخص متضررا من جريمة لا يمنحه حصانة في حال ارتكابه جريمة أخرى", في إشارة إلى اتهام الفتاة بتهمة التجاهر بما ينافي الحياء.

ونصحت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية الحكومة التونسية "بدلا من الانشغال بإلقاء الذنب على أركان النظام السابق بوضع خارطة طريق واضحة للقضاء على أشكال التعذيب والعنف التي تعاود الظهور بقوة في المجتمع التونسي مهددة بالانزلاق لحقبة خطيرة ومتجددة من حالة انتهاك حقوق الإنسان في تونس".

المصدر : الجزيرة